ثمانون وعام والحياة مُبتسمة، اليوم هو عيد "جارة القمر" التي يجتمع حولها كل اللبنانيين من جميع أطيافهم ومذاهبهم الفكرية والسياسية، في زمن التشرذم والحروب والصراعات الأهلية، يبقى صوت فيروز وأغانيها الخالدة معبرًا لمساحة من الأمل والحب والتمسك بالحياة.
ففي 21 تشرين الثاني 1935 وُلِدت فيروز في فلسطين، هناك حيث تقرع أجراس العودة طالما تطلع شمس، وُلِدت في بيروت السلام وفي الضيعة، ضيعة دلّتنا جميعًا إليها لكننا لم نجدها إلا في صوتها، وُلِدت في بعلبك، بين عواميدها وناسها وشمسها التي تطيل السهر، هناك كتبت مجدها ومجد بعلبك الجديد، مَحت تاريخ ما قبلها، أصبحت بعلبك فيروز منذ "أيام الحصاد" عام 1957، هناك غنّت "لبنان يا أخضر حلو"، وأشعلت شمعتها سنة تِلو الأخرى، مسرحيات وحفلات.
اليوم "ترجع عدراج بعلبك" بعد آخر عودة في عام 1998، وستحتفل بها بعلبك عشيّة عيد الإستقلال وتحمل أعمدتها صورتها، هي التي تقول "الغنية فوق ببعلبك بيتغيّر إحساسها".
في سوريا الشام "كلام المجد في الكتبِ" وُلِدت، من بردى وُلِد صوتها، فمن الأردن والقاهرة، من شوارع المغرب... من باريس وأميركا، من كلّ بقعة حياة، مع كل نفَس بقاء وُلِدت، وكل بقعةٍ ونفس لمسَها الصوت، تحتفل اليوم بولادة إبتسامة الطمأنينة، الأمل، والحياة.
قد يكون حبّنا تخطّى "كبر البحر وبعد السما"، إلّا أن هذه التعابير "بعدها على بالي"، مهما "تطل الليالي وتروح الليالي"... وحتّى "لو دبل الورد وما عاد في قمر وخلصت القصص وأغاني السهر" ستبقى فيروز سيّدة الحب والعنفوان والوطنية".
ومن قلوبنا، في عيد ميلاد السيدة التي أطالت بصوتها أعمار الكثيرين، وأنستهم بأغانيها "الداء والدواء".. من "لبنان الجديد" أطيب التمنيات لعمر مديد مليء بالصحة والفرح والأمل.