في الوقت الذي يتحضر فيه اللبنانيون لإحياء ذكرى عيد استقلالهم الـ73 للمرة الأولى بعد عامين من الغياب نتيجة للفراغ الرئاسي، وفي ظل الأجواء التي تترقب الوضع الحكومي وما إذا كانت الحكومة ستتشكل قريباً أم لا. تطلّ ذكرى حزينة لم تغب يوماً عن ذاكرة اللبنانيين، وهي ذكرى اغتيال الوزير والنائب السابق بيار أمين الجميّل الذي اغتيل يوم 21 تشرين الثاني 2006، فكان بشهادة الدم "عريس الاستقلال".

عقد من الزمن، على رحيل صاحب شعار "بتحب لبنان حب صناعتو" يوم كان وزيراً للصناعة، وهو الذي كان يمثل أملاً للشباب بمستقبل أفضل للبنان وللقضية التي آمن بها حتى يوم اغتياله المشؤوم.

ارتقى بيار شهيداً على مذبح وطن يصارع آلامه ويحاول أن يداوي جروحاته، لكن جرح رحيله سيبقى نازفاً عند كل من عرفه وأحبه، عند كل صديق وقريب ورفيق في "الكتائب" أو شريك في القضية. ذكرى بيار كانت حاضرة اليوم في أذهانهم جميعاً، كلمات كثيرة استذكرته على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" التي تحولت إلى منصة لرثائه والتذكير بإنجازاته وقضيته التي استشهد لأجلها، وعبر أثير إذاعة "صوت لبنان" (100.3 – 100.5) التي خصّصت هواءها للحديث عن الذكرى.

رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل استذكر شقيقه الراحل بصورة نشرها على حسابه على "تويتر" تضمّ بيار إلى جانب الشهيدين جبران تويني وداني شمعون، وأرفق الصورة بتعليق قال فيه: "أراد التاريخ ان تنضم لجبران وداني على لائحة الشهداء الأبطال. اما نحن، نبقى أوفياء لك ولقضيتنا.ثابتون... في خدمة لبنان".

والدة الشهيد جويس الجميّل قالت: "من قتل بيار قتل الأمل والعزاء الوحيد أن سامي يكمل الطريق ويريد أن يعيش الشعب بكرامة".

أما رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري فقال: "بعد عشر سنوات على جريمة اغتيال بيار الجميّل، لا زال شعوري بالخسارة الشخصية قبل السياسية وكأنه اليوم. بيار كان صديقاً وأخاً، وكنا نتعامل معاً من دون تكلفة. فهو كان يأتي إلي في المنزل وفي المكتب، وكأنه يأتي إلى منزله.

كانت العلاقة بيننا شخصية قبل العلاقة السياسية، وهو كان شاباً واعداً ولديه طاقة والناس يحبونه، فلا أظن أن أحداً حولي لم يكن يحب الشيخ بيار، وهو كان يعامل الجميع بشكل متساو.

اغتياله كان خسارة كبرى للبنان ولكل اللبنانيين. بالنسبة إلي خسرت أخاً، فهو كان فعلاً بالنسبة إلي شخصاً مهماً في حياتي وكنت أستشيره في العديد من الأمور. واللبنانيون خسروا إنساناً بكل معنى الكلمة، وليس فقط رجل سياسة، لأنه كان ينظر إلى لبنان ومستقبله وإلى 14 آذار بما يحب ويجب أن تكون عليه صورة لبنان.

عزائي اليوم ليس فقط لعائلته، بل لكل اللبنانيين، وأعزي نفسي أيضا لأنني أعتبر نفسي أحد أفراد العائلة.

سنذكرك دائماً يا بيار كم كنت إنساناً صادقاً مع كل اللبنانيين وصادقاً في عملك للبنان واللبنانيين".

وكتب الرئيس السابق العماد ميشال سليمان على حسابه على "تويتر"قائلاً: "هذا النهار يعني لي الكثير، ولكن ذكرى اغتيال بيار الجميل هي الأدهى، واليوم نفتقد الشجاعة التي كان يجسدها والتي هي وحدها صناعة لبنانية".

أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فكتب على "تويتر": "في ذكرى استشهاد الوزير بيار الجميل.. إن ننسى لن ننسى!" وأرفق التعليق بصورة للجميّل عليها عبارة: "حاضر دائماً".

من ناحيته توجه منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد إلى بيار قائلاً: "قدمت شبابك للبنان وسنقدم كل الجهود لتحقيق حلمك".

المستشار الإعلامي للرئيس نجيب ميقاتي فارس الجميّل استذكر الوزير الجميّل عبر صفحته على موقع "فيسبوك" قائلاً: "صارو عشر سنين وهالجرح بقلبي كل ما الو بينزف

كل ما بشوف صورتك بسترجع ببالي الليالي الطويلة اللي قضيناها عم نحكي لوين رايح هالوطن وانت تخبرني شو اللي مفرحك او مزعلك او عاملك قلق، وتحكي وتحكي كيف عم تشتغل، متل اللي عم يحفر الصخر، لترجع تجمع المحبين .

كل ما بشوف "هالجوقة" اللي راهنت بيوم من الأيام أنا رح تشتغل لمصلحة لبنان، كيف باعت التضحيات بكرسي وبعدا عم تبيع وتشتري كل يوم، بيتأجج بقلبي الغضب اللي كنت تشوفو مني كل ما قلتلك "هودي تجار متعودين يبيعو ويشترو بعضن وما رح يطلع منن خير" وانت تعارضني وتقلي " العلم اللبناني بيجمعنا".

بس شفت من كم يوم كيف قامت الدني وما قعدت لانو نحطت يافطة بتدعي للقداس بذكرى استشهادك، عزت عليي الدني وقلت ضيعان التضحيات ومعن حق الرحابنة لما سألو "يللي بيندفع حقو ناس يا ترى هوي أغلى من الناس". وبلحظة غضب ما بتنوصف قلت لحالي "ولك هودي اللي مستكترين عليك صورة ع حيط وعم يخبرونا انن ناضلو، لو بيقولولنا شو عملو؟ شو ضحو؟ مين استشهدلن؟

يا صديقي اللي كنت غالي ع قلبي متل خيي.

أنت بدنيا الحق صليلنا لأنو بدنا كتير صلا لنطلع من هالمحنة ويرجع هالوطن يستعيد عافيتو.

عشر سنين مرقو كأنك ما رحت.

صوتك، صورتك، محبتك، ووطنيتك كلن بعدن هون ببالي وبقلبي.

وحتى نرجع نلتقي بقلك يا خيي يا بيار شتقتلك".

عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة قال: "بيار أمين الجميل كان يمثل لبنان الغد وكل ما نصبو إليه".

عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب غسان مخيبر قال من أمام نصب بيار الجميل في بكفيا: "نستذكر الشهيد بيار أمين الجميل الذي كان أحد رجالات الاستقلال الثاني باعتبار أن الاستقلال هو طريق متواصل".

أما الإعلامية مي شدياق فقالت: "استذكار الشهيد بيار الجميّل صرخة ضمير للجميع أن هناك شباباً ضحت بحياتها من أجل لبنان".

الوزير السابق محمد جواد خليفة قال: "بيار رسم سياسة لبنان الصناعية".

وعلق وزير العدل الأسبق ابراهيم نجار على الذكرى قائلاً: "بيار استشهد من أجل حرية واستقلال وسيادة لبنان".

"لبنان 24"