لماذا ابتعَدْتِ كصُبحِ الغَرَام
وهل سَتزورينَ حُبِّي غَدَا؟ 
فهل تعلمين بأنّكِ حُلْمٌ
وأنَّكِ أطيبُ من ذا الندى!
وأنَّ هواكِ مريرٌ وحُلْوٌ 
وأنكِ طعمٌ لذيذُ الرّدى
وأنك يومَ وُلدتِ أعَدْتِ  
لبردِيَ  نارَكِ   والموقدا 
وأني وحيدٌ بعينيكِ زهدي...
أيكفيكِ أنْ أصبحَ الأوحدا!
أيكفيكِ أنّي بثغرِ الضّلال
لأرمي بثغرِكِ نصفَ الهُدى 
وأبقى بنصفٍ أعيشُ عليكِ 
هوًا أتنفّسُ ذا الموعدا...
أسافرُ منكِ فآتي إليكِ 
كأنّ يديكِ تُضلُّ اليدَا
كأنَّ عناقًا صبرتُ عليهِ    
نهاني بصدرِكِ منذُ بدا  
فوالله إني بلا كلماتٍ
وإنّهُ صوتي كليمُ الصدى
أغنّي لليلاهُ أفشي حنيني 
 فإنه سِرّي يُذاعُ سُدى
وإنّهُ منذُ عرفتكِ ضعتُ 
وإنه فيكِ يضيعُ المدى