حتى اللحظة فإن مواقف الأطراف السياسية والحزبية في البلد تسير باتجاه استكمال تفاصيل المشهد السياسي وفق الخطوة الجريئة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بدعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة حيث وضع أغلبية القوى الفاعلة في خانة عدم الاعتراض على انتخاب رئيسا للجمهورية بعد فراغ دام ما يقارب السنتين والنصف. 
وجاء خطاب القسم الرئاسي متوازنا وخاليا من أي ثغرة قد تشكل منفذا لأحد من الافرقاء للدخول إلى حلبة الصراع والاعتراض والاعتكاف. 
وتمت الاستشارات النيابية في مواعيدها المقررة وافضت - وكما كان متوقعا - إلي تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل أول حكومة في العهد الجديد. 
ورغم ما يتم تسريبه في بعض وسائل الإعلام عن مواجهة الألغام الاعتيادية لجهة تقاسم الحصص طوائفيا ومناطقيا والمتعلقة بالتوازنات السياسية. إلا أن الرئيس المكلف يبدو منكبا على تركيب تشكيلته الحكومية بهدوء وروية وبعيدا عن أي ضجيج إعلامي محتفظا بمخزون كبير من التفاؤل بإمكانية إنجازها قبل عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من تشرين الثاني الجاري مستندا في ذلك إلى توافق كل الأطراف السياسية المعنية بقيام هذه الحكومة قبل هذا التاريخ بحيث تقع على عاتق الجميع مسؤولية التسهيل وعدم المضي في منحى اتساع شقة الاختلافات حول الحصص الوزارية وما يتم الحديث عنه عن وزارات سيادية وغير سيادية بحيث حرصت القيادات الحزبية اللبنانية في تصريحاتها عل  إعطاء جرعة تفاؤلية عن إمكانية التوصل قريبا جدا لإنهاء التركيبة الحكومية الملزمة بحفظ التوازنات الداخلية الدقيقة. فالرئيس نبيه بري والذي ترك له حزب الله شأن التفاوض على الحصة الشيعية نقل عنه  رغبته في تأليف الحكومة في أسرع وقت للإنصراف للعمل من أجل إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية ومعالجة الملفات الحيوية المطروحة. 
الرئيس فؤاد السنيورة شدد من جهته على ضرورة العمل قدر المستطاع من أجل تسهيل  عملية تأليف الحكومة ولا سيما أنها محددة بالوقت بالنظر إلى موعد إجراء الإنتخابات النيابية. 
والتناقض الذي بدا واضحا للعيان بين الرئيس نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على وزارة المالية ما لبث أن انحسر  بعد ان وصف جعجع الرئيس بري بالصديق معلنا أنه إذا لم نحصل على وزارة المالية لن تقع الحرب الأهلية وشدد على أن أقصى اهتمامه حاليا هو نجاح العهد حيث قال: "سأعمل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك ". 
ومعلوم أن القوات اللبنانية قد لعبت دورا مهما في الدفع بولادة العهد الجديد حيث كان سمير جعجع من أول الأطراف في فريق الرابع عشر من آذار الذي أعلن دعمه لتولي ميشال عون سدة رئاسة الجمهورية. 
مصادر سياسية تلفت إلى وجود إدراك من معظم الافرقاء أن تأخير الإعلان عن تشكيل الحكومة ليس في صالح أحد لأسباب عديدة وربما أهمها أن أحدا لا يرغب في انتكاسة الاندفاعة الإيجابية التي تحققت بانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس لتشكيل الحكومة فضلا عن وجود استحقاقات لا تقل أهمية على غرار الانتخابات النيابية التي بات موعدها ضاغطا على جميع الأطراف. 
وبالتالي فإن سرعة تشكيل الحكومة من شأنه أن يعزز ثقة المجتمع الدولي بالعهد الجديد ويفتح معه صفحة جديدة من التعاون والدعم الذي يحتاجه لبنان بشدة نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه في ظل وجود ما يقارب المليون ونصف لاجىء سوري على أراضيه. 
وكانت أنباء قد تحدثت عن توجه فرنسي لعقد مؤتمر خاص لدعم الاقتصاد اللبناني. 
وتجدر الإشارة إلى أن الخطوة الإيجابية التي برزت من الوزير جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي متحدثا عن أن الرئيس ميشال عون حيث قال :" بعدما اصبح رئيسا للبلاد بات حليفا لكل اللبنانيين بعد أن كان حليف حزب الله عندما كان زعيم التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح."