بالرغم من انتهاء عادة الاستعراضات العسكرية في معظم دول العالم، الا المتخلفة منها، او تلك التي تحاول الاستعاضة عن شعور الضعف والهوان  فتلجأ الى مثل هذه الاستعراضات المسرحية لاسباب محض سياسية او اعلامية لرفع معنويات جنودها، او ما الى هنالك من خلفيات. 
وعلى وقع مشاهد التشييع اليومي لشهداء حزب الله على طول إمتداد القرى الشيعية اللبنانية من اقصى الهرمل ووصولا الى قرى الشريط الحدودي مع العدو الاسرائيلي ، تعمّد الحزب وبمناسبة يوم الشهيد باقامة عرض عسكري في مدينة القصير السورية المحتلة من قبله والفارغة من اهلها التي اخرجوا من ديارهم منذ سنوات ولم يعودوا اليها حتى اللحظة. 
صحيح ان العرض العسكري هذه المرة اشتمل على اعداد من الدبابات والمدرعات الروسية القديمة التي يستعملها جيش بشار الاسد، كمحاولة إيحائية منه لجمهوره اولا ولقواعده المنتظرة منذ سنوات اعلان النصر السريع الموعود، والاستعاضة عن مشاعر الخيبة التي تجتاح مناطق نفوذه عبر القول من خلال الصور المسربة بأن حزبكم هو الاقوى وشبابكم لا زالوا يمتلكون كل عوامل ذلك النصر الموعود وما عليكم الا الصبر لسنوات قادمة .
ولا بد من الاشارة هنا، ان قوة حزب الله الحقيقية انما كانت تقاس بالقدر الذي تزعج اسرائيل، وان المقاومة التي انتصرت على المحتل لم تكن تمتلك الا السلاح الفردي ( كلشن + عبوة + + بي 7 ) وان " الكورنيت " مع ارادة التحرير قد قضى على اسطورة الميركافا المتطورة جدا لانها في موقع المحتل، تماما كحال دبابات الحزب في القصير الان .
لم يتعلم حزب الله من تجربته هو، ولم يحفظ تلك المقولة الذهبية بان الاحتلال الى زوال ، مهما بلغ هذا الاحتلال من قوة وجبروت وان ارادة الشعوب تصنع المعجزات التي لم تكن ( المعجزات ) يوما حكرا لشعوب معينة دون سواها، وان كل مظاهر القوة تتهاوى كونها فقط قوة احتلال، وان اي استعراض على اراضي الاخرين ما هو الا استعراض ضعف ليس الا .