شدّد رئيس جامعة الحكمة المونسنيور كميل مبارك على أنّ زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى سوريا زيارة كنسية بامتياز ولا علاقة لها بالامور السياسية، مشيرا إلى أنّ الكلام الذي قاله حول الاصلاح كلام يمكن أن يُقال في أيّ بلد من بلدان العالم يتعرض للعنف وبالتالي هو لم يكرّم بهذا الكلام لا النظام ولا الثوار.

وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح مبارك أن البطريرك الراعي، حين قال أن دماء الانسان أغلى من أي اصلاح ممكن ان يحصل عليه، لم يكن يقصد دماء أهل النظام بل دماء أبناء الوطن ككل. ولفت إلى أنّ "الكنيسة ليست لا مع النظام ولا مع الثوار في سوريا"، موضحا أنّ "كلامه يأتي باطار ايقاظ الضمير ليتجه الانسان نحو فعل الخير وبالتالي لا يعطي كلام البطريرك الأخير زخما إلا من استطاع أن يفهم كلامه بقصده الصحيح وهو كلام يراد به أولا وآخرا الدعوة الى السلام".

 

الراعي لم يحدّد من الظالم ومن المظلوم
وأشار مبارك إلى أنّ البطريرك الراعي، في المواقف التي أطلقها من سوريا، دعا لرفع الظلم عن الانسان من دون تحديد أي طرف هو الظالم وأي طرف هو المظلوم، مذكرا بأن من واجب الكنيسة الدفاع عن كرامة الانسان أينما وجد في العالم وبالتالي من أرادوا أن يفهموا كلام البطريرك من منطلقات سياسية معينة، فهذا شأنهم وقصدهم وإرادتهم وليس مصيبا للحقيقة التي تكلم بها الراعي.
وعن التحذيرات التي أطلقها المعارض السوري سمير نشّار الذي قال ان زيارة البطريرك الى دمشق سيكون لها تداعيات كبيرة، قال مبارك: "هذا الحديث يضع السائرين على محك الديمقراطية أمام مسؤولياتهم هم الذين ينادون بالاصلاحات والتغيير والحرية"، وسأل: "أين ما ينادون به من مواقفهم وسلوكياتهم..."، ولفت إلى أنه "تناقض في المواقف المعلنة ولربما اظهار لمواقف مضمرة ومبطنة"، مشددا على ان ما صرح به نشّار يناقض مبادىء الثورة التي تدعي انها انطلقت من المطالبة بالحقوق ومنها حرية الرأي والتعبير والحق بالحياة والديمقراطية..


الشر يسبب الاضطهاد..
واعتبر مبارك أنّه، واذا جاءت ردات الفعل على زيارة ومواقف البطريرك الراعي، مضطهدة للمسيحيين فذلك يعني أن الثورة تتجه اتجاها خاطئا وأنّها تعلن شيئا وتنفذ شيئا آخر، وبالتالي هذا ليس خطأ البطريرك بل خطأ الذين يقودون الثورة أو الذين استغلوا هذه الثورة من أجل زرع الفوضى في المجتمع السوري.
وردا على سؤال، لفت ميارك الى ان وضع المسيحيين في دول الربيع العربي هو وضع الانسان المسالم غير المسلح الذي يسعى الى الأمن والأمان، فاذا لم تستطع الثورات أن تؤمن له السلام والأمن والأمان، تكون من جملة مسببات اضطهاد الانسان الأضعف لأن الشر يستفحل من الفوضى ويمارس نشاطه على الفريق الأضعف ومن الطبيعي ان يكون المسيحيون الفريق الأضعف فيتحملون أعباء الشر الذي أتى من الفوضى.