يقال أنّ فخامة الرئيس عون أراد أن يُضمّن الجزء الأخير من خطاب القسم ما ورد في خطبة زياد بن أبي سفيان (وكان قد اشتُهر بزياد بن أبيه) ، إلاّ أنّ بعض الناصحين رأوا أن يبتُر الرئيس هذا الجزء وذلك لضرورات المُلك  وحُسن التدبير، لذا جاء الخطاب مبتوراً كخطبة زياد التي اشتُهرت بالبتراء ،ذلك أنّه لم يحمد الله فيها.

1-  المسكوت عنه في الخطبة:

أيها اللبنانيون:

كُفّوا عني ألسنتكم وأيديكم، أكفُّ عنكم يدي ولساني؛ ولا يظهرنّ من أحدٍ منكم ريبة بخلاف ما عليه عامّتُكم إلاّ (عاقبته) . وقد كانت بيني وبين قومٍ إحنٌ فجعلت ذلك دبر أذني وتحت قدمي (القوات والمستقبل)، فمن كان مُحسناً فلّيزدد في إحسانه، ومن كان مُسيئاً فلّينزع عن إساءته(الرئيس بري والوزير فرنجية)، إنّي لو علمت أنّ أحدكم قد قتله السلُّ من بُغضي لم أكشف له قناعاً ولم اهتك له ستراً حتى يبدي لي صفحته، فإن فعل ذلك لم أنظره؛ فاستأنفوا أموركم، واستعينوا على انفسكم، فرُبّ مُبتئسٍ بقدومنا سيُسرّ؛  ومسرورٍ بقدومنا سيبتئس.

أيها اللبنانيون: إنّا أصبحنا لكم ساسة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان(الدستور)، ونذودُ عنكم (بالضرائب التي تدفعونها) ،فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا، ولكم علينا العدل فيما ولينا، فادعوا الله بالصلاح لأئمّتكم، فإنّهم ساستكم المؤدبون لكم، وكهفكم الذي إليه تأوون، ومتى يصلُحوا تصلحوا، ولا تُشربوا قلوبكم بُغضهم، فيشتدّ لذلك أسفُكم، ويطول له حزنكم، ولا تدركوا له حاجتكم، أسأل الله أن يُعين كلّا على كل، وإذا رأيتموني أُنفذُ فيكم أمراً فأنفذوهُ على إذلاله، والله إنّ لي فيكم صرعى كثيرة ،فليحذر كل امرىء منكم أن يكون من صرعاي .

عشتم وعاش لبنان.