ترامب وجه أميركا الآخر , إنتظار وترقب 

 

السفير :

عندما تتفلتُ الصدمة من عقالها، ستقود حتماً إلى الحالة التي تجلّت بها أمس في العالم. من أصغر مذيعة أخبار على أصغر قناة محلية أميركية، إلى حكومات دول، وشعوبٍ تسمرت بانتظار العدّ العكسي لانتخابات رئاسة «الدولة العظمى».. زلزال 8 تشرين الثاني 2016 لم يوفر أحداً.
أن يصل دونالد ترامب، إلى سُدّة الحكم في الولايات المتحدة، لم يكن أمراً يجوز فيه الكثير من الغرابة، بعدما لقي خطابُه الشعبوي آذاناً صاغية لدى شريحةٍ «صامتة»، وربما تشبهه، من الناخبين أوصلته إلى الترشح باسم حزبه، لكن ظلّ هناك من لا يريد أن يصدّق، حتى النهاية، وأن يلاحق «انحياز» استطلاعات الرأي، التي لم تتوقع فوز خيار «البريكست» في حزيران الماضي، ولا نتيجة انتخابات أميركا، وقد يخيبُ ظنُّها ربما في فرنسا في نيسان المقبل، أو في أي دولة أخرى من دول العالم الاول. هناك جنوح شعبي نحو الانعزال، والتقوقع داخل القومية، قد أصبح حقيقة واقعة في العديد من دول هذا العالم.
ويبقى السؤال: هل نحن أمام «نظام عالمي جديد»، و «أميركي داخلي»، تفرضه تعهدات ترامب الانتخابية أولاً، لو نفذها؟ أم سيعاد تدوير الزوايا للحفاظ على المنظومة السياسية والعسكرية بنسختها وتوجهاتها الحالية التي تحكم العالم؟ وهل سيكون التعويل على تدخل اميركي أقل وانسحاب عسكري وحوار مع روسيا في عهد ترامب، صائباً، أم سيكون أحد «الصقور» الأميركيين الجدد، أو «المتعولم» على طريقته تماشياً مع إدارته لعالم الأعمال التي يتقنها، كما تشي بعض الأسماء التي بدأت تترشح عن فريقه الوزاري المحتمل؟
وحاولت الولايات المتحدة، أمس، احتواء زلزالها السياسي الذي أحدثه فوز ترامب، أولاً بخطاب مقتضب ألقاه هو نفسه، تعهد فيه أن يكون رئيساً لجميع الاميركيين، وثانياً بخطاب ديموقراطي هادئ، لا يخلو من الإقرار بالهزيمة، عكسته كلمتا كل من الرئيس الاميركي والمرشحة عن حزبه هيلاري كلينتون. لكنْ كلا الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، سيتحتم عليه التعاطي مستقبلاً مع مأزقه، علماً أن الحزب الديموقراطي، الذي خرج بصدمة اكبر، بعد تعاطيه طوال فترة الانتخابات مع فكرة حاول إقناع نفسه بها، هي أن الحزب المنافس هو وحده من يعيش في ورطة، سيعيش لفترة غير قصيرة، في حالة فوضى، معتبراً أن خياره بترشيح هيلاري كلينتون هو ما قاده إلى الخسارة.
وحذرت عناوين الصحف الأميركية التي صدرت في يومٍ من الذهول، من «الخطر»، مع وصول رئيس يفتقر إلى الخبرة السياسية، معتبرةً أن انتصار خيار ترامب هو أقل ما يقال فيه إنه «تراجيديا اميركية»، وانتصار لقوى في الخارج والداخل تنادي بالعداء للمهاجرين والاستبداد والعنصرية.
وكان لافتاً ظهور ترشيحات لفريق ترامب المحتمل. وذكر موقع «بوليتيكو»، ومعه الـ «نيويورك تايمز»، أن فريقه الانتخابي امضى أشهراً بهدوء في صياغة لائحة بأسماء تضم بعضاً من عمالقة قطاع الصناعة الاميركي، والناشطين المحافظين، لقيادة الإدارة الأميركية المقبلة. ومن بين الاسماء المرشحة، المسؤول الخضرم في «غولدمان أند ساكس» ستيفن ميوشين، وفوريست لوكاس، مؤسس شركة المنتجات النفطية «لوكاس أويل»، لوزارة المالية، والرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغرش والسفير السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون، لوزارة الخارجية، والمستشار السابق لدى مجلس الامن القومي ستيفن هادلي، للدفاع (الاخيران بولتون وهادلي من كبار صقور المحافظين الجدد). كما قد يكرم ترامب أبرز داعميه، كحاكم نيويورك السابق رودولف غولياني، أو حاكم نيوجيرسي كريس كريستي، بمنصب المدعي العام الاميركي.
وفي المحصلة، فإن رئاسةً ومجلسي شيوخ ونواب جمهورية، هي ما أفرزته نتيجة انتخابات الثامن من تشرين الثاني في الولايات المتحدة. هو الوضع الأمثل ربما لقيادةٍ متجانسة، بعد سنوات عجاف على الصعيد الداخلي، وسط الصدام الذي احتدم بين إدارة باراك اوباما والكونغرس على ملفات عديدة. الحزب الجمهوري، الذي خرج منتصراً ومهزوماً في آن معاً، سيستغل فوز ترامب، للقضاء أولاً على إرث اوباما، وليس خفياً أن ملف «اوباما كير» وتعيين رئيس للمحكمة العليا، سيكونان أول اختبارين سهلين لهذا التجانس بين البيت الأبيض و «الكابيتول»، لكن اختبارات أكبر، وأهم، ستكون لاحقاً على المحك، منها على سبيل المثال، «جدار المكسيك العظيم» و «ملف الهجرة»، وقرارات تتعلق بملفات خارجية أكثر تعقيداً.
أما الغموض الأكبر فهو ما يكتنف السياسة الخارجية الأميركية المقبلة، من التجارة العالمية إلى العلاقات مع الصين وروسيا واوروبا ومنظومة «الناتو» ودول الخليج، والقضية الفلسطينية، والعالم العربي ما بعد «الربيع العربي»، ومحاربة التطرف، وصولاً إلى الاتفاق النووي مع إيران، والتطبيع مع كوبا، إلى ملف اميركا اللاتينية، وأفريقيا والوجود العسكري المتزايد في أكثر من بقعة في العالم.
وقد عبرت الكثير من هذه الدول عن هواجسها بشأن العلاقة المقبلة مع الولايات المتحدة، ربما باستثناء العالم العربي الذي «هنأ وبارك وأمل استمرار التعاون»، في معزوفةٍ تتردد كلما وصل رئيس أميركي جديد إلى البيت الابيض. وترددت أنباء من القاهرة أن مصر التي لم تكن على ودّ كامل مع باراك اوباما والتي اتصل رئيسها عبد الفتاح السيسي بالرئيس الأميركي المنتخب، ستكون المحطة الاولى في الشرق الأوسط للرئيس الأميركي الجديد.
وحدها اسرائيل، لم تخفِ نشوتها، ناعيةً احتمالات التسوية السلمية، التي لم يحاول أي من أسلاف ترامب يوماً إنجازها جدّيا. وفي فرنسا، كانت زعيمة اليمين المتطرف اول من هنأ ترامب فور إعلان فوزه، معتبرةً أن «رفض العولمة المتفلتة، والهدوء في العلاقات الدولية، وخصوصاً مع روسيا، والانسحاب من الحملات الحربية، وهي سبب موجات الهجرة الكبيرة التي نحن من ضحاياها، هي تعهدات إذا تم الالتزام بها، فستكون مفيدةً لفرنسا». وأعلنت الحكومة الكوبية التي لم تعلق بعد على انتخاب ترامب رئيسا، أنها ستجري تدريبات عسكرية جديدة لمواجهة غزو محتمل.
وعلى غرار نظيره الصيني شي جينبينغ، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأميركي الجديد، معرباً عن أمله العمل المشترك «لإخراج العلاقات الأميركية ـ الروسية من حالتها الصعبة». وقال متحدّث باسم الكرملين إنّه يأمل تحسّن الحوار بشأن سوريا بعد انتخاب ترامب.
اوروبياً، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني وزراء خارجية الاتحاد الى اجتماع استثنائي الأحد في بروكسل «من أجل تبادل وجهات النظر حول طريقة المضيّ قدما في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بعد الانتخابات الاميركية».
وفي الولايات المتحدة، وبعد يوم انكسار تاريخي، ونهاية حلم بالاستمرارية السياسية لعائلة نافذة في واشنطن، عرضت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التعاون مع ترامب، لكنها شددت على أن نتائج الانتخابات الرئاسية أظهرت مدى الانقسام الذي تعيشه بلادها، فيما أكد الرئيس الاميركي المغادر بعد ولايتين، أن الولايات المتحدة بأسرها تتمنى «النجاح» للرئيس الجديد بعد انتخابه، على أن يلتقيه اليوم في البيت الأبيض.
وقال اوباما «كل من يخسر في انتخابات يحزن، لكن في اليوم التالي علينا ان نتذكر أننا في الحقيقة جميعا ضمن فريق واحد»، معرباً عن أمله انتقالا هادئا للحكم، مشدداً على قدرة بلاده على إعادة التقارب بعد اي حملة انتخابية مهما كانت حدتها.
وأضاف «لسنا ديموقراطيين اولاً، ولا جمهوريين اولاً، إننا اميركيون اولا. كلنا نريد الأفضل للبلاد. وهذا ما سمعته في خطاب ترامب بالأمس، وعندما تحدثت اليه مباشرة، وكان ذلك مشجعا».
كذلك شدد الرئيس الذي يغادر البيت الابيض بعد شهرين على أهمية «احترام المؤسسات والقانون» و «الاحترام المتبادل بين الافراد» متمنيا أن يكون الرئيس المنتخب مخلصا لروحية كلماته الاولى بعد الفوز.
وأوضح أنه «ليس سراً وجود خلافات كبيرة في وجهات النظر بيني وبين الرئيس المنتخب»، لافتا الى أن خلافات كبرى كانت موجودة أيضا قبل ثماني سنوات مع الرئيس الاسبق جورج بوش الابن. كما أعرب عن «اعتزازه» بكلينتون.
وفاز ترامب بـ279 من الناخبين الكبار، مقابل 228 لكلينتون، بحسب آخر حصيلة لـ «نيويورك تايمز»، حاصداً أصوات ولايات متأرجحة مثل فلوريدا واوهايو وكارولينا الشمالية، وولايات كانت ترجح فوز الديموقراطيين، كميشيغان.

 

النهار :

فاجأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب (70 سنة) العالم اذ ألحق هزيمة غير متوقعة بالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون (69 سنة) في الانتخابات التي أجريت الثلثاء، ليصير الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، ولينهي ثمانية أعوام من حكم الديموقراطيين ويدفع الولايات المتحدة إلى طريق جديد غامض.

 

واستفاد قطب العقارات الثري من موجة استياء من الساسة المخضرمين ليقتنص المنصب من كلينتون التي قدمت أوراق اعتماد منها أنها كانت زوجة رئيس أميركي سابق وعضو في مجلس الشيوخ ووزيرة خارجية سابقة. وحصل ترامب على 279 مندوباً من اعضاء المجلس الانتخابي، فيما حصلت كلينتون على 228. وسيكون ترامب أكبر رئيس أميركي يتولى المنصب بعد حملة مريرة سببت انقساما في المجتمع الأميركي وتركزت الى حد كبير على شخصية المرشحين.
وظهر ترامب مع عائلته أمام حشد من أنصاره المبتهجين في قاعة فندق بنيويورك. ورأى في خطاب الفوز أن الوقت قد حان لانهاء الانقسامات والوصول إلى أرضية مشتركة بعد حملة أظهرت خلافات عميقة بين الأميركيين. وقال: "حان الوقت كي نعمل كشعب متحد... سأكون رئيسا لكل الأميركيين". وانتعشت الاسواق بعد تراجع كبير احدثته نتيجة الانتخابات التي جاءت مخالفة لكل توقعات استطلاعات الرأي. وكشف أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من كلينتون لتهنئته بالفوز وأشاد بالخدمات التي قدمتها للبلاد وبحملتها التي خاضتها بكل ضراوة.

 

كلينتون
كذلك القت كلينتون كلمة غلب عليها التأثر في قاعة بأحد فنادق مانهاتن، مما جاء فيها: "آمل في ان ينجح بصفته رئيساً لجميع الاميركيين"، لكنها لاحظت ان الانتخابات اظهرت ان الولايات المتحدة "منقسمة اكثر مما كنا نعتقد".
وقالت إن على الاميركيين ان يتحلوا بـ"الانفتاح" على حيال ترامب وان "يمنحوه فرصته لادارة" البلاد.
ولفتت الى ان الانتقال السلمي للحكم "قيمته مقدسة" في الديموقراطية الاميركية.

أوباما
وبعد ساعات من صدور النتائج، خاطب الرئيس الاميركي باراك اوباما من البيت الابيض الاميركيين، قائلاً إن أميركا باسرها تتمنى "النجاح" لترامب بعد انتخابه المفاجئ، وأشاد بالتصريحات الاولى التي ادلى بها.
واضاف: "نحن أولا اميركيون، ولسنا ديموقراطيين أو جمهوريين"، معرباً عن أمله في انتقال هادئ للحكم بعدما كان وصف ترامب خلال الحملة الانتخابية بانه يشكل تهديداً للديموقراطية.
وكان أوباما اتصل صباحاً بترامب لتهنئته ودعاه الى زيارة البيت الابيض لاجراء محادثات اليوم.
وأعلن البيت الأبيض أن أوباما يأمل في استمرار التقليد الأميركي المتمثل في عدم استخدام من هم في السلطة نظام العدالة الجنائية ضد الخصوم السياسيين. فقد سئل عن تعهد ترامب سجن منافسته كلينتون، فأجاب الناطق باسمه جوش إيرنست: "لدينا تقليد قديم في هذا البلد... ألا يلجأ من هم في السلطة الى استخدام نظام العدالة الجنائية للانتقام السياسي... الرئيس يأمل أن يستمر ذلك".
وسيغادر اوباما البيت الابيض في 20 كانون الثاني 2017 بعد ثماني سنوات في السلطة.
وأفاد البيت الابيض أن تقرير الاستخبارات اليومي الذي يحصل عليه أوباما، سيقدم نسخة منه الى ترامب ونائبه مايك بنس واعضاء آخرين في فريق الرئيس المنتخب.
واقفل مؤشر داو جونز مرتفعا 1.38 في المئة، كما ارتفع ستاندارد آند بورز 500 وناسداك 1,09 في المئة وفقا لبيانات غير رسمية.

ردود الفعل
وتوالت ردود الفعل على الانتخاب من انحاء العالم. وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ترامب معربا عن أمله في تحسن العلاقات الروسية- الاميركية التي تشهد "وضعاً صعباً".
وسارعت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن الى تهنئة ترامب و"للشعب الاميركي الحر".
كما هنأه البريطاني نايجل فاراج الذي كان من أبرز الداعين الى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وهنأ زعماء العالم الرئيس للولايات المتحدة، فيما سادت اجواء قلق وخوف في آسيا بسبب مواقفه المعلنة المثيرة للجدل من المسلمين والتي ادلى بها خلال الحملة الانتخابية.
وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من "مرحلة من الغموض". ولاحقاً اعلنت الرئاسة الفرنسية ان هولاند ابلغ ترامب أنه يريد إجراء مناقشات معه في أسرع وقت ممكن.
وفي رسالة تهنئة مشتركة لترامب بفوزه، وجه رئيس المفوضية الاوروبية جان - كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "دعوة اليه للتوجه الى اوروبا لعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في الفرصة الاولى الممكنة"، مؤكدين ان "تعزيز العلاقات بين الطرفين مهم أكثر من اي وقت مضى".
وقال توسك: "لا أظن اليوم أنه يمكن بلداً الادعاء أنه كبير اذا بقي معزولا"، في اشارة الى شعار "استعادة عظمة أميركا" الذي طرحه ترامب.
وقال رئيس المجلس الاوروبي في بيان باسم الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد ان "اوروبا والولايات المتحدة لا يملكان بكل بساطة خياراً آخر سوى التعاون الوثيق الى اقصى حد ممكن".
وعرضت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل على الرئيس الاميركي المنتخب "التعاون الوثيق" الذي يستند الى القيم المشتركة للديموقراطيات الحرة. واعربت عن أملها في لقائه قبل ايار.
وفي الشرق الاوسط، وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الاميركي المنتخب بأنه "صديق حقيقي لدولة اسرائيل"، فيما أمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يحقق الرئيس الجديد السلام في المنطقة.
كما هنّأ كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترامب.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني إن فوز ترامب الذي انتقد مراراً الاتفاق النووي الذي وقع في عهد باراك اوباما، لا يمكن ان يؤدي الى الغاء هذا الاتفاق

 

المستقبل :

بين ليلة وضحاها نزعت الولايات المتحدة الأميركية رداءها الديمقراطي الأزرق واستبدلته بزي جمهوري أحمر اللون. والرداء الجديد نسجته الأرقام الصادرة عن عملية فرز أصوات الانتخابات التي شهدتها البلاد أول من أمس. وتضمنت تلك الأرقام مفاجأة كبرى تمثلت بزلزال أحدثه فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بسباق البيت الأبيض بعد حصوله على 289 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي أي بـ19 صوتاً أكثر من العدد اللازم جمعه وهو 270 ناخباً كبيراً، فيما تجمد رصيد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون عند 228 صوتاً على عكس جميع استطلاعات الرأي التي توقعت نتيجة معاكسة تماماً.

ونصر الحزب الجمهوري لم يقتصر فقط على الفور بالكرسي الرئاسي بل أيضاً بنيل الأغلبية في مجلس النواب الجديد وانتزاع الأكثرية في مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي. وهكذا سيكون طاقم الحكم المقبل في واشنطن كله من لون واحد، مما سيمنح الرئيس ترامب فرصة غير مسبوقة من الحرية في اتخاذ القرارات شرط التنسيق المستمر في البيت الجمهوري وإزالة جميع الانقسامات التي كانت حتى الأمس القريب تزعزع كيان الحزب اليميني.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما بابتسامة عن ترامب الذي شكك طويلاً في ما إذا كان أوباما قد ولد في الولايات المتحدة وفي أهليته للمنصب «ليس سراً أن الرئيس المنتخب وأنا لدينا بعض الخلافات الكبيرة للغاية. كلنا نعمل الآن من أجل نجاحه في توحيد وقيادة البلاد«.

وأضاف أوباما «أود التأكد من تنفيذ عملية التسليم بشكل جيد لأننا جميعاً في نهاية المطاف في الفريق نفسه». وتعهد أوباما بالعمل من أجل انتقال سلس للسلطة مع ترامب.

وقال البيت الأبيض إن أوباما يأمل في استمرار التقليد الأميركي المتمثل في عدم استخدام من هم في السلطة نظام العدالة الجنائية ضد الخصوم السياسيين. وجاء ذلك عندما سئل عن تعهد ترامب بسجن كلينتون. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في بيان صحافي «لدينا تقليد قديم في هذا البلد... بألا يلجأ من هم في السلطة لاستخدام نظام العدالة الجنائية للانتقام السياسي... الرئيس يأمل أن يستمر ذلك. 

واقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على ترامب «التواصل من دون تأخير» خصوصاً في شأن مكافحة الإرهاب، وذلك في رسالة هنأه فيها بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقال هولاند مساء إن «السلام ومكافحة الإرهاب والوضع في الشرق الأوسط على المحك، و(كذلك) العلاقات الاقتصادية وحماية كوكب الأرض. حول كل هذه الموضوعات، أود أن أتواصل معكم من دون تأخير استناداً الى القيم والمصالح التي نتشاطرها».

وأجرى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي المنتخب، هنّأه خلاله بالفوز في الانتخابات الرئاسية حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأكد خادم الحرمين تطلّع المملكة إلى تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والعمل معاً لما يحقق السلم والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم، متمنياً للشعب الأميركي الصديق التقدم والازدهار بقيادة ترامب.

وعبر ترمب عن شكره وتقديره لخادم الحرمين على التهنئة، وعلى مشاعره تجاه الولايات المتحدة والشعب الأميركي، مؤكداً حرصه على تطوير العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين.

وبعد صدمة فوز ترامب الذي هنأه العالم بحذر، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة لاستعادة كامل العلاقات مع الولايات المتحدة وأن ذلك «سيكون ذلك مُفيداً للشعبين الروسي والأميركي وسيكون له تأثير إيجابي على أجواء الشؤون العالمية» حسب قوله. وفي طهران قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه من غير الممكن» ان يلغي ترامب الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى برغم تهديده بذلك. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية فرأى أنه يمكن مع وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة التوصل إلى «آفاق جديدة» في العلاقات بين البلدين، فيما كانت مواقف السلطة الفلسطينية متشككة وداعية ترامب الى عدم إهمال الشرق الأوسط. وأما رد فعل المعارضة السورية فكان عدم توقع الكثير من الإدارة الأميركية، حسبما قال جورج صبرا.

وقد فاجأ ترامب العالم ليل الثلاثاء - الأربعاء بإلحاقه هزيمة غير متوقعة بكلينتون في الانتخابات الرئاسية لينهي 8 أعوام من حكم الديمقراطيين ويدفع بالولايات المتحدة إلى طريق جديد غامض. واستفاد قطب العقارات الثري من موجة غضب شعبي من الطبقة السياسية الكلاسيكية في البلاد. وسرعان ما سبب القلق من فوز ترامب حالة من الغموض في الأوساط السياسية والاقتصادية العالمية وأحجم المستثمرون بالفعل عن الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم. وظهر ترامب مع عائلته أمام حشد من أنصاره المبتهجين في قاعة فندق بنيويورك وقال إن الوقت قد حان لرأب الانقسامات والوصول إلى أرضية مشتركة بعد حملة أظهرت خلافات عميقة بين الأميركيين. وأضاف «حان الوقت كي نعمل كشعب متحد، سأكون رئيساً لكل الأميركيين». وقال إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من كلينتون لتهنئته بالفوز وأشاد بالخدمات التي قدمتها للبلاد وبحملتها التي خاضتها بكل ضراوة. وسيكون ترامب (70 عاماً) أكبر رئيس أميركي سناً يتولى المنصب بعد سباق انتخابي مرير أحدث انقساماً حاداً في المجتمع الأميركي.

من جهتها، بعد ليلة خيبة الامل التي لم تتحدث فيها الى جمهورها بعد صدور النتائج أول من أمس، ألقت كلينتون أمس خطاباً مصغرا توجهت به الى جماهيرها، عارضة العمل مع ترامب، ومتمنية له التوفيق. وقالت كلينتون بتأثر واضح «آمل في أن ينجح بوصفه رئيساً لجميع الأميركيين»، وشددت على أن هذه الانتخابات أظهرت أن «الولايات المتحدة منقسمة أكثر مما كنا نعتقد». وأضافت أن «على الأميركيين ان يتعاملوا بانفتاح وتقبل حيال ترامب وأن يمنحوه فرصته لإدارة البلاد». واعتبرت أيضاً أن الانتقال السلمي للحكم «قيمته مقدسة» في الديمقراطية الأميركية.

الكونغرس الجديد

في خضم فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، تمكن الجمهوريون من الاحتفاظ بغالبيتهم في الكونغرس الذي يشكل المفصل الاستراتيجي للتطبيق التام لبرنامج الرئيس المنتخب. ومن خلال سيطرتهم على البيت الأبيض والسلطة التشريعية، سيكون بإمكان الجمهوريين إلغاء إصلاحات الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وخصوصاً نظام الضمان الصحي «أوباما كير» الذي شكل أحد المحاور أثناء حملة ترامب. كما ستتيح السيطرة على مجلسي الكونغرس للجمهوريين أن تكون لهم الكلمة الفصل في تعيين كبار المسؤولين الحكوميين وقضاة المحكمة العليا وهو أمر بالغ الأهمية حيث أن المحكمة العليا تحدد وجهة البلاد في القضايا الكبرى للمجتمع. ومع تحقيق بعض الانتصارات الحاسمة في بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وويسكونسن، ومع الحد من الاختراق الديمقراطي، تفادى الجمهوريون الذين يملكون حتى الآن 54 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 46 للديمقراطيين، أن تكون أيديهم مقيدة مع العودة الى السلطة. وقال رينسي بريبوس رئيس الحزب الجمهوري في بيان «إنها ليلة كبيرة للجمهوريين وإثبات لما يمكن أن نحققه حين يكون حزبنا موحداً«، وأضاف «مع كونغرس جمهوري ودونالد ترامب في البيت الأبيض، يمكننا أن نبدأ العمل لإصلاح واشنطن». ولم يكن الأمر محسوما سلفاً. فقد كانت استطلاعات الرأي التي أظهرت أنها بعيدة عن الواقع، تتوقع قبل يومين من الانتخابات أن يحصل الديمقراطيون بقيادة هيلاري كلينتون على مزيد من المقاعد في الكونغرس. لكن في مجلس النواب فاز الجمهوريون بـ238 مقعداً، مقابل 193 للديمقراطيين. ويعني ذلك أن الديمقراطيين حصلوا على بضعة مقاعد إضافية عن المجلس القديم لكن ذلك يبقى غير كافٍ لاستعادة الغالبية في مجلس النواب المكون من 435 مقعداً. وفي مجلس الشيوخ حيث تم تجديد ثلث الأعضاء أي 34 عضواً، كان الديمقراطيون بحاجة الى خمسة مقاعد للحفاظ على الأكثرية لكنهم لم يتمكنوا من الحصول عليها. 

وأعلن بول راين زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي في مؤتمر صحافي أمس أنه «يتطلع الى العمل» مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وذلك بعد علاقات بالغة التوتر مع الأخير خلال السباق الرئاسي. وقال راين في أول مداخلة له بعد فوز ترامب المفاجئ «أجرينا أحاديث ممتازة حول كيفية عملنا معاً للمرحلة الجديدة.

كيف فاز ترامب؟

كل المثقفين وخبراء استطلاعات الرأي الذين قالوا إن ترامب نجم تلفزيون الواقع السابق لا يستطيع الفوز بالرئاسة الأميركية وكذلك الجمهوريون الذين تحاشوه وقيادات قطاع الأعمال الذين نددوا به والديمقراطيون الذين هاجموه فشلوا جميعاً في استيعاب عمق ما تمتع به من تأييد. ففي انتصار مذهل على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تمسك ترامب بخطة حققت نجاحاً مثالياً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في حملة قامت على شخصيته المشهورة التي عرفت بالصراحة الفظة وبراعته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ورسالة التغيير التي طرحها ووقف بها في وجه المؤسسة السياسية. وقال ترامب في خطاب النصر الذي ألقاه أمس «حملتنا لم تكن حملة بل حركة مدهشة رائعة». كانت حركة حافزها شعور بالسخط.

وأظهر استطلاع «رويترز - إبسوس» يوم الانتخابات أن من الواضح أن أغلب الأميركيين الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع كان لديهم شعور بالغضب من الاتجاه الذي تسير فيه البلاد. وقال 60 في المئة إنهم يشعرون بأن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ. وقال 58 في المئة إنهم «لا يستطيعون على نحو متزايد التعرف على الصورة التي أصبحت عليها أميركا» وقال 75 في المئة إن «أميركا تحتاج زعيماً قوياً لاسترداد البلاد» من الأثرياء. وفي حملة انتخابية مريرة اتسمت بالانقسامات اجتاز ترامب سلسلة من العوائق كان من الممكن أن تقضي على فرص أي مرشح آخر. منها تسجيل صوتي تحدث فيه عن تحسس أجساد النساء ورفضه نشر بيانات دخله الخاضع للضرائب وأعمال عنف في لقاءاته الجماهيرية وسخريته من صحافي معوق وهجماته على قاضٍ اتحادي وعلى أسرة جندي أميركي قتل في العراق. وقال فورد أوكونيل خبير الاستراتيجية الجمهوري الذي أيد ترامب منذ فترة طويلة «كان مرشحاً له عيوبه برسالة شبه مثالية. لا أعتقد أن كثيرين فهموا ذلك». وفي عام أبدى فيه الناخبون في الولايات المتحدة وخارجها امتعاضهم من المؤسسة السياسية وعولمة الاقتصاد ورفاهة الشركات كان تخمين ترامب سليماً أن بوسعه ركوب موجة الاستياء هذه إلى البيت الأبيض. واستغل ترامب هوة متنامية في البلاد بين البيض والأقليات، بين سكان المدن وسكان الريف وبين المتعلمين خريجي الجامعات والطبقة العاملة. وتفوق ترامب على كلينتون بين الرجال البيض الذين لا يحملون شهادات جامعية بفارق 31 نقطة والبيض من النساء غير الحاصلات على شهادات جامعية بفارق 27 نقطة وفقاً لاستطلاع رويترز- إبسوس.

كما استفاد من عيوب منافسته التي ظلت تلاحقها الأسئلة عن استخدامها لجهاز خادم كمبيوتر لبريدها الالكتروني الخاص في مراسلات حكومية أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية وأنشطة مؤسسة أسرتها الخيرية في حين ظلت خلفيتها التي أخذت فيها مواقف مؤيدة للشركات تثير شكوك بعض الديمقراطيين وقللت حماسهم لدعمها. وبدا أن هذا كلفها التأييد بين النساء وشباب الناخبين والأقليات وكلها جماعات تمثل أهمية حاسمة لفوز الديمقراطيين. وفازت كلينتون بالفعل بتأييد هذه الجماعات لكن بفارق أصغر من الفارق الذي هزم به الرئيس باراك أوباما منافسه المرشح الجمهوري ميت رومني عام 2012. وأيد نحو 49 في المئة من النساء كلينتون أول امرأة يرشحها أحد الحزبين الرئيسيين لمنصب الرئيس في حين أيدت 47 في المئة من النساء ترامب. وبين النساء من سن 18 إلى 34 سنة أيدت 55 في المئة منهن كلينتون في حين أيدت 38 في المئة منهن ترامب. وفي عام 2012 أيدت 62 في المئة من الشابات أوباما في حين أيدت 36 في المئة منهن رومني. وأقبل الناخبون البيض وبخاصة الرجال في المناطق الريفية على تأييد ترامب بأعداد قياسية. وحاز ترامب إعجاب الناخبين الساخطين على تجريف قطاع التصنيع في البلاد والخائفين من التغيرات السكانية في البلاد وطرح رسالة شديدة اللهجة مناوئة للهجرة. وحصل ترامب على 56 في المئة من أصوات البيض مقابل 39 في المئة لكلينتون. وهيمن بدرجة أكبر من ذلك في المناطق الريفية حيث تفوق على كلينتون بفارق 27 نقطة. وقدم ترامب وعوداً كبيرة منها أنه سيعيد الوظائف التي انتقلت للخارج ويعاقب الشركات التي تسند إنتاجاً لشركات خارجية وأنه سيعيد للبلاد الرخاء والأمن وذلك رغم أن البطالة انخفضت دون خمسة في المئة. ولم يحدث أن كانت التفاصيل الدقيقة من نقاط قوة ترامب. بل كان يستخدم رسالة تتلخص في عبارة «نحن في مواجهتهم» لبث الحماس بين الناخبين في مناطق لم يغامر معظم المرشحين الجمهوريين بدخولها ومناطق ريفية يشعر الناخبون فيها أن واشنطن تتجاهلهم. وقال مات بورجيز رئيس فرع الحزب الجمهوري في ولاية أوهايو إن ترامب على عكس رومني جعل الناخبين يشعرون بأهميتهم. وقال إنه قبل ترامب «لم نكن ننصت لما يهتم به الناخبون فعلاً«. وكان ترامب يهزأ بالحملات الواسعة لدفع الناخبين للتصويت التي تعتبر ضرورية لتنظيم حملة انتخابية ناجحة. واعتمدت حملته بدلاً من ذلك على شبكات غير رسمية بدرجة أكبر من الأنصار المتشددين لنشر الدعوة. وجادل مستشاروه بأنه سيعيد أعداداً كبيرة من الناخبين البيض المنبوذين إلى العملية السياسية بما في ذلك ديمقراطيون من الطبقة العمالية في أماكن مثل ولاية بنسلفانيا. وقبل ترامب لم يفز الجمهوريون في ولاية بنسلفانيا منذ 1988.

ردود الفعل العالمية

تلقى العالم أمس بفتور انتخاب الملياردير الأميركي دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فيما رحب اليمين المتطرف في شتى البلدان ببداية عصر جديد. وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إن فوز ترامب «لا يسرني» لكنه «الرئيس المنتخب بحرية للولايات المتحدة» وله الحق في أن «نعطيه فرصة». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكثر تشاؤماً عندما قال إن «الانتخابات الأميركية تفتح مرحلة من الغموض» داعياً أوروبا الى رص الصفوف وذلك بعد رد فعل متحمس من رئيس الوزراء المجري المسيحي المتطرف فيكتور أوربان. وقال أوربان «يا له من نبأ ممتاز، الديمقراطية لا تزال حية». وعلى غرار باريس، توقعت برلين أوقاتاً «أصعب» مع ترامب وطالبت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بالاحترام المتبادل في إطار العلاقات الأميركية-الألمانية المستقبلية مشددة على احترام حقوق الإنسان. وفي مختلف أنحاء العالم من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، سادت مشاعر الحذر والتساؤلات التي شابها القلق في معظم الأحيان. ويعتبر وصول الملياردير الشعبوي الذي لا يملك أي خبرة سياسية الى البيت الأبيض بشكل فعلي في نهاية كانون الثاني «قفزة في المجهول». وقالت الناشطة الأندونيسية اليجاه ديتي «أنا خائفة، هل ستندلع المزيد من الحروب؟ هل ستهاجم أميركا المسلمين؟» في تصريحات تعكس مشاعر الخوف في العالم الإسلامي. وفي سيفنيتسا في سلوفينيا، مسقط رأس ميلانيا ترامب زوجة الملياردير الأميركي، عمت الاحتفالات فرحاً بوصول عارضة الأزياء السابقة الى منصب السيدة الأميركية الأولى. وعلى غرار نظيره الصيني شي جينبينغ، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترامب متحدثاً عن أفق «حوار بناء وتعاون». وفي فرنسا وجهت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي يرجح وصولها الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2017 تهانيها الى ترامب الذي هزم كلينتون

وفي طهران قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه «من غير الممكن» أن يلغي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى، «رغم تهديده بذلك». 

وصرح روحاني أمام حكومته أن «موقف إيران من الاتفاق النووي هو أن الاتفاق لم يبرم مع دولة واحدة أو حكومة واحدة بل تمت المصادقة عليه بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، ومن غير الممكن أن تغيره حكومة واحدة»، بحسب التلفزيون الرسمي. وخلال حملته الانتخابية وصف ترامب الاتفاق بأنه «كارثي». وقال إن الغاءه «سيكون أولويتي الأولى». 

وأمس، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة الإشراف على حسن تطبيق الاتفاق مع إيران، في تقريرها الفصلي إن طهران تفي بالتزاماتها تماماً. لكن مدير الوكالة يوكيا أمانو أبلغ طهران «قلقه» حيال تجاوز طفيف لمخزون المياه الثقيلة لدى إيران، الى 130,1 طناً مقابل 130 طناً متفق عليها. ورداً على ذلك، تعهدت طهران نقل خمسة أطنان الى الخارج.

وقالت إدارة أوباما إنها لا تزال ملتزمة بتنفيذ اتفاق باريس بشأن التغير المناخي والاتفاق النووي مع إيران في الشهور الأخيرة للإدارة في السلطة. وقال «هذه الإدارة ستلتزم بتنفيذ تلك السياسات حتى 20 كانون الثاني، وسنفي بالتعهدات التي قطعناها في كل من هذين المجالين مثلما نفعل«.

وفي رد فعل أكثر تشكيكاً، دعت السلطة الفلسطينية ترامب الى عدم إهمال الشرق الأوسط. وقالت «سنتعامل مع الإدارة الأميركية على أساس أنه بدون حل القضية الفلسطينية فإن حالة عدم الاستقرار في المنطقة والعالم ستتواصل». ورأى وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت أن فكرة الدولة الفلسطينية انتهت بعد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، داعياً إسرائيل الى التراجع عن فكرة إقامة هذه الدولة. وبين المجالات التي تثير تساؤلات شديدة، اعتبرت وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين رويال أن الرئيس المقبل لا يمكنه «منع تطبيق» اتفاق باريس الذي أبرم السنة الماضية حول المناخ. من جهتها، اعتبرت إيران أن ترامب لا يمكنه العودة عن الاتفاق النووي المبرم في 2015، لأن الولايات المتحدة أقرته، ودعت الرئيس المقبل الى «احترام الاتفاقات» الدولية. والى جانب ردود الفعل الدولية المشككة، حاول البعض الطمأنة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن «العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أعمق من أي تغيير سياسي». كما اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن زعامة واشنطن «مهمة أكثر من أي وقت مضى» في مواجهة «جو أمني صعب«.

من جهته هنأ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ترامب على فوزه المفاجئ قائلاً إنه يتطلع «للعمل معه عن كثب». وأكد أن «كندا ليس لديها صديق وشريك وحليف أقرب من الولايات المتحدة». كما هنأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمهوري دونالد ترامب وقال إنه يتطلع الى العمل معه.

وهنأ رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم دونالد ترامب، وقال «نأمل في أن يستمر تحالفنا مع الولايات المتحدة وأن تتطور شراكتنا وعلاقاتنا. وهنأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي دونالد ترامب على انتخابه الذي جاء بعد أشهر من تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، متوقعة الحفاظ على العلاقات القوية التي تربط بين البلدين. وقالت ماي في بيان «أتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب والبناء على هذه العلاقات لضمان أمن وازدهار بلدينا في السنوات المقبلة«.

هذا، وأثار انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة أمس قلق جماعات المعارضة السورية وتفاؤلاً حذراً في دمشق حيث يُنظر لانتصاره على أنه نتيجة أفضل من فوز الديمقراطية هيلاري كلينتون. ولطالما وجهت المعارضة السورية انتقادات شديدة لما ترى أنه دعم غير كافٍ من إدارة الرئيس باراك أوباما لمعركتها ضد بشار الأسد. لكن تصريحات ترامب بشأن سوريا وموقفه الأكثر انفتاحاً على روسيا حليفة الأسد أثارا قلق المعارضة بشأن السياسة التي قد ينتهجها بخصوص الصراع السوري الذي تنفذ فيه القوات الروسية ضربات جوية ضد جماعات المعارضة المسلحة. وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لجماعة معارضة مقرها حلب لرويترز «يعني بتصوري أن الأمور راح تكون صعبة بسبب تصريحات ترامب وعلاقته مع بوتين وروسيا. بتصور هذا الأمر يكون غير جيد للقضية السورية عموماً«. وتقول المعارضة السورية إن أوباما فشل في دعمها بشكل كافٍ بعد أن دعا لرحيل الأسد عن السلطة وأخفق في فرض «خطه الأحمر» على استخدام الأسلحة الكيميائية وأعاق تسليم أسلحة مضادة للطائرات إلى مقاتلي المعارضة. وقال أبو حامد رئيس المجلس العسكري لجماعة لواء الحق متحدثاً من حماة «الأميركان ما صدقوا معنا. أغرقونا في مستنقع والكل يتاجر بدماء السوريين ومعاناتهم». ويعتقد بعض المعارضين أن ترامب لن يحدث أي اختلاف في السياسة الأميركية الراسخة منذ فترة طويلة تجاه المنطقة. وقال أبو أسعد دابق وهو قائد في جماعة تدعمها تركيا تحارب تنظيم داعش في شمال سوريا «ترامب مثل أي رئيس أميركي... السياسة الغربية وبالأخص الأميركية صارت واضحة في الشرق الأوسط في عدائها لتطلعات الشعوب المظلومة». وفي دمشق قال عضو في البرلمان السوري شريف شحادة إنه متفائل بأن السياسة الأميركية ستتحول لصالح الأسد لكنه تفاؤل مشوب بالحذر.

وقال جورج صبرا السياسي السوري المعارض «نحن لا نتوقع أشياء كثيرة من الإدارة الأميركية الجديدة ولكن نأمل أن نرى وجهاً للرئيس دونالد ترامب يختلف كلياً عن الوجه الذي شهدناه لترامب كمرشح للرئاسة«.

وكان ترامب قال في مقابلة أجرتها معه رويترز يوم 25 تشرين الأول الفائت إن هزيمة تنظيم داعش لها عنده أولوية على إقناع الأسد بالتنحي. وقال هادي البحرة الرئيس السابق والعضو الحالي للائتلاف الوطني السوري المعارض إن الجوانب الإيجابية المحتملة لانتخاب ترامب تتضمن معارضته للنفوذ الإيراني والاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية وما ينظر إليه استعداده للعمل مع روسيا بشأن القضية السورية. وقال البحرة «كل هذه المؤشرات يمكن البناء عليها لصياغة سياسات تتماشى مع المطامح الوطنية وأهداف الثورة السورية«.

وفي سلسلة ردود الفعل الدولية، تعهد حلف شمال الأطلسي امس بالدفاع عن كل الحلفاء على الرغم من دعوة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لوضع شروط للحصول على مساعدة الولايات المتحدة. ويتأهب الحلف لزعيم أكثر تهوراً في حين يخشى البعض من أن يسحب ترامب التمويل لخطة ردع جديدة لروسيا. وأثناء حملة الانتخابات الرئاسية هدد ترامب بالتخلي عن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا ما لم يخصصوا ما يكفي لنفقات الدفاع مما أثار على نحو خاص مخاوف الجمهوريات السوفياتية السابقة من دول البلطيق الواقعة على حدود روسيا والتي تخشى أن تحاول موسكو تكرار ما فعلته عام 2014 من ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن تعهد الحلف بالدفاع عن أي حليف يتعرض لهجوم هو ضمان غير مشروط طبقاً لاتفاقية تأسيس الحلف الغربي عام 1949. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي «كل الحلفاء أعلنوا التزاماً رسمياً بالدفاع عن بعضهم البعض وهذا أمر مطلق وغير مشروط». وأضاف أنه يحاول أن يتحدث هاتفياً مع ترامب بأسرع ما يمكن. وتابع ستولتنبرغ «التزام الولايات المتحدة تجاه حلف الأطلسي والدفاع الجماعي عن أوروبا ظل راسخاً على مدى 70 عاماً وأنا واثق تماماً أن هذا الأمر سيظل قائماً«. وقال إن حربين عالميتين أظهرتا أهمية الاستقرار في أوروبا للولايات المتحدة. وكان اقتراح ترامب بجعل دفاع الولايات المتحدة عن الحلفاء الغربيين مشروطاً، المرة الأولى التي يثير فيها مرشح رئاسي بارز الفكرة مما يضعه في مواجهة مباشرة مع الدول الـ27 الآخرين الأعضاء في الحلف. ويتساءل ديبلوماسيون عن مدى قدرة قادة حلف الأطلسي على مواصلة لهجة «الوضع المعتاد» مع رئيس أميركي جديد عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يندد به الغرب لما فعله في أوكرانيا. وقالت دانا ألين خبيرة السياسة الخارجية الأميركية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «نكون واهمين لو اعتقدنا أن رئاسة ترامب لن تسبب مشاكل لحلف شمال الأطلسي«.

عربياً، أعلنت رئاسة مصر أمس أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول زعيم دولي يجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتهنئته. في حين رحب كثير من المصريين بفوز ترامب وتجاهلوا تصريحاته المناهضة للمسلمين. وعبر السيسي، الذي عقد اجتماعاً ودياً مع ترامب خلال زيارة لنيويورك في أيلول الفائت عن أمله في أن يؤدي انتخاب ترامب وهو أحد أقطاب رجال الأعمال إلى «ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية - الأميركية». وقالت القاهرة في بيان «أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن خالص تقديره« للاتصال مشيراً إلى أنه أول اتصال دولي يتلقاه للتهنئة بفوزه في الانتخابات. وأضافت «عبّر الرئيس ترامب عن تطلعه للقاء الرئيس السيسي قريبا«.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بين أول المهنئين للرئيس الأميركي المنتخب معتبراً أنه «صديق حقيقي لدولة إسرائيل». وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء أكد في برقية للرئيس المنتخب «أهنئ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هو صديق حقيقي لإسرائيل».

وكان وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت قد صرح أمس أن فكرة الدولة الفلسطينية انتهت بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، داعياً إسرائيل الى التراجع عن فكرة إقامة هذه الدولة.

 

الديار :

جاء الصهيوني الى البيت الابيض، وترامب يعمل ضمن المخطط الصهيوني لكي يسيطر اللوبي الصهيوني على رئيس اكبر دولة في العالم وتبقى واشنطن تدعم اسرائيل ضد الدول العربية وعلى حساب الحقوق العربية في الاحتلال وتشريد الشعب الفلسطيني واعطاء اسرائيل اهم انواع الاسلحة كي تتفوق على كامل الدول العربية.
ترامب وفق الصحف اليهودية والصهيونية وهي تشكل اكثرية الصحف في الولايات المتحدة كان مدعوماً دعماً كبيراً ورهبياً في وجه المرشحة الديموقراطية كلينتون، وتم استخدام المهاجرين المسلمين والمكسيكيين كورقة  مخفية لا تجعل ترامب يظهر على حقيقته انه مع اسرائيل حتى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو بقي ساهراً الى ما بعد منتصف الليل حتى الثالثة فجراً ليتصل بترامب ويهنئه على فوزه، اضافة الى ان مديري حملة ترامب الذين خاضوا معركة رئاسة الجمهورية اكثريتهم من الصهيونيين وتحركهم منظمة «ايباك» اليهودية وهي التي تسيطر على فريق الادارة الاميركية الذي يدير شؤون اميركا. اما ترامب فليس له خبرة بالسياسة الخارجية ولا يعرف شيئاً عن الشرق الاوسط واول ردود اسرائيل على انتصار ترامب اعلانها بان فكرة الدولة الفلسطينية ماتت الى الابد وبشكل نهائي، وقالها اكثر من وزير ومسؤول اسرائيلي، واذا كانت اسرائيل رفضت المبادرة الاوروبية باقامة السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل فان ترامب لن يسعى الى محاولة اجراء اي حوار بين العرب  والاسرائيليين لانه يريد مصلحة اسرائيل وان تبقى اسرائيل مرتاحة، وان مبدأ الدولتين غير وارد عند ترامب، واكبر دليل على ذلك تاريخه وتصريحاته  التي كلها تدل على دعم الصهيونية ودعم اسرائيل بشكل مطلق، كما ان علاقاته التجارية في الفنادق والعقارات يتشارك فيها مع شركات صهيونية. واذا كان ترامب يتربع على اكبر الشركات العقارية والفنادق في اميركا فانه شريك في الشركات الصهيونية بنسبة 40% لصالحه و60% لشركات صهيونية، وهذه الشركات تسيطر على اعماله وثروته اضافة الى الاختلاط التام والدائم بينه وبين الصهيونيين والشركات الصهيونية.
 على العرب ان يعرفوا ان اياماً صعبة آتية