كان أوّل الواصلين للتهنئة المبكرة الوزير السعودي الذي أكدّ دور المملكة في دعم جهود الرئيس الحريري المبذولة لجعل ترشيح الجنرال ميشال عون ممكناً بعد ضياع فرص متعددة لتعنّت البعض وقصَر نظر البعض واهتمامهم بالكيديات السياسية والحسابات الضيقة. وهو زار المرشّح آنذاك وبارك له في رسالة واضحة لموافقة المملكة على ما طلبته منها الولايات المتحدة الأمريكية من دعم وتسهيل عمل الاتفاق الأمريكي – الإيراني حول الملف الرئاسي في لبنان .
حسناً فعلت المملكة بتجاوبها المعتاد مع الإدارة الأمريكية ولبّت بسرعة هاتف البيت البيضاوي، وكانت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية مضمونة النتائج وبفعل نيابي محسوب بدقة نال الجنرال الأصوات التي أوصلته إلى قصر بعبدا ليبدأ مشواراً صعباً في الدور والممارسة المطلوبة لإرضاء إيران وعدم إزعاج السعودية. 
أوفدت إيران وزير خارجيتها إلى لبنان للتهنئة على رأس وفد متخصص تقليداً منهم لنمط العمل الدبلوماسي الأمريكي واستعداداً للمباشرة في علاقات اقتصادية تتيح لهم الحضور في الأسواق اللبنانية لملاقاة حضورهم القوي في الأمن والسياسة.
نجح الإيرانيون في إتاحة الفرصة لوصول رئيس إلى القصر وهي بذلك قدّمت خدمة يفترض أن يقابلها ما يقدرها من قِبل المستفيدين منها وسوف تأتي الظروف المطلوبة لصرف الفاتورة الغالية، كما أنّ إيران باعت البيت الأبيض ما أراد شراؤه ربّ البيت من تسهيل رئاسي فتَح باب التسهيلات بين البائع والشاري على مصرعيه في لبنان والمنطقة.
طبعاً نحن أمام إدارة أمريكية جديدة قد توقف العمل بساعة أوباما في التوقيت الإيراني لتبدأ بتوقيت آخر يعيد حسابات السوق السياسي إلى أشكال أخرى من التعاون بين بلديّ أميركا و إيران وقد يتم استبدال السلع السياسية بسلع أخرى فلا تعود السلعة اللبنانية مفيدة ومغرية بهذه الأسعار وبهذه المواصفات وعندها تصبح سهولة توضيب السلعة في لبنان غير ممكنة في سورية .
رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سمع مطالب لا تتسع لها حكومته لذا سيبقي الأمور على ما هي عليه من توازن طائفي في الوزارات الحسّاسة وسينجح في علاقته مع الرئيسين عون وبري بتجاوز عقد التداول الوزاري ويبدو أن من سلّف قبل الرئاسة سيأخذ من حصّة المُسلّف لتسهيل العمل الحكومي وهنا سيكون رئيس الجمهورية كما كان الرئيس بري يعطي من حصة طائفته لتفادي أزمة التأليف الحكومي .
من الواضح وجود ارتياحٍ ما، دفع ويدفع إلى المزيد من التسهيل في الحكومة كما في رئاسة الجمهورية وهذا الهدوء قد يكون ما قبل العاصفة وقد يكون سكون آخر الليل وفي كلا الأمرين نحن أمام تجربة تعاون سعودي – إيراني فهل تنجح رغم أن أصوات الطائرات في اليمن والعراق وسورية تُسمع جيداً في لبنان ؟
سؤال سهل وصعب في نفس الوقت ولكن لا توجد حتى الآن أجوابة شافية وكافيه عليه ..
لقد غيّر الرئيس سعد الحريري " لوك" وجهه من " السكسوكة " السعودية إلى اللحية الإيرانية  ليقرّب الاجتهادات بين الفقيه والملك، فهل التغيير هنا جواب سهل على سؤال صعب ؟