ينتظر عهد الرئيس الاميركي الـ45 دونالد ترامب الكثير من الملفات الشائكة والتي تعد من اولويات عهده كما اعلن خلال حملته الانتخابية التي اوصلته الى البيت الابيض بدءاً من الملف النووي الايراني مع بلاده مرورا بالقضاء على "داعش" في العراق وسوريا وصولا الى العلاقات الاميركية الخليجية. صحيح ان لبنان لا يمثل اولوية للادارة الاميركية بوضعه الداخلي لكن حل الازمات في المنطقة سينعكس ايجابا عليه بسبب ارتباطه الكبير باحداثها من تدخل "#حزب_الله" في الحرب السورية مرورا بوجود اللاجئين السوريين في لبنان ودول الجوار. الحلفاء العرب وتحديدا اللبنانيين لترامب، عملوا بجهد لوصول الرئيس الذي يمثل طموحاتهم في اميركا والشرق الاوسط. مدير التحالف الاميركي - شرق اوسطي توم حرب حليف ترامب في الانتخابات تحدث لـ"النهار" عن كواليس اجندة الرئيس الجديد الشرق اوسطية.

لبنان ليس اولوية
لا شك ان لبنان لا يعتبر من اولويات العهد الاميركي الجديد، لكن الملفات المهمة تبقى مرتبطة بالوضع اللبناني بشكل مباشر وغير مباشر. ويقول حرب ان " لبنان موجود على اجندة العمل الاميركية الجديدة لكنه ليس اولوية، على اعتبار ان اللبنانيين لا يعلمون ماذا يريدون من الادارة الجديدة، واذا طرح ترامب السؤال على المسؤولين اللبنانيين، اشك ان احدا قد يستطيع ان يجيب بصراحة".


من ينفذ القرار 1559؟
"لا احد يستطيع ان يساعد لبنان الا اللبنانيين انفسهم، والمجتمع الدولي سيكون الى جانبهم في اي قرار قد يتخذوه". ويضيف" هناك قرارت دولية وضعت لمساعدة لبنان، ويجب تطبيقها ولا يستطيع المجتمع الدولي ان يطبقها اذا كان اللبنانيون لا يريدون ذلك، من 1559 وصولا الى 1701، هل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يقدران على اتخاذ قرار كبير مثل نزع سلاح "حزب الله"؟، طبعا لا في ظل الوضع الجديد في لبنان، وامام هذا الواقع لن يأتي ترامب وينفذ قرارات دولية، اللبنانيون يتهربون منها، وعليهم ان يعوا ماذا يريدون من الادارة الاميركية".


اللاجئون و"داعش" اولولية بعد النووي
وفعليا، يمثل ملف اللاجئين السوريين وضرب "داعش" اولوية لترامب بعد اعادة النظر في الاتفاق النووي الايراني. وقال حرب ان "الرئيس الاميركي الجديد سيسعى الى اقامة مناطق امنة للاجئين السوريين في الداخل السوري وحمايتهم من اي اعتداء، والحفاظ عليهم في بلدهم والعمل على اعادة المنتشرين في دول الجوار ومنع تهجيرهم الى لبنان والاردن وتركيا واوربا".
وعن مصير الرئيس السوري بشار الاسد، ترامب غير متمسك باستمراره في ولا يعنيه رحيله. ويرى :" الخطوة الثانية والضرورية تكوين جيش ردع عربي كي يدخل الى سوريا ويحررها من "داعش"، وذلك طبعا بالتنسيق مع المجتمع الدولي وروسيا تحديا التي قد تطلب بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في منطقة محايدة، وبعد معرفة الشروط العربية التي قد تطلبها للقيام بذلك، وابرزها الاتفاق على مصير الاسد".

لا عداء مع السعودية
وعن العلاقات العربية – الاميركية وتحديدا الخليجية، يرى ان " ادارة ترامب ستسعى الى تحسين العلاقات مع الدول العربية، وبدأت بذلك خلال الانتخابات مع مصر والاردن وتريدان فعلاً انهاء الازمات في المنطقة العربية والتي تصل امتدادها الى دول العالم كافة".
وعن العلاقة مع السعودية، يقول حرب:" ترامب لا يستطيع ان يعادي المملكة، وسيعمل في الوقت نفسه على الانفتاح وتحسين العلاقات معها ويجب ان يكون وفق شروط محددة، ويجب مناقشته على طاولة مفاوضات وسيكون ابرز الشروط الاميركية، وقف دعم المجموعات الارهابية ".

ما قد يحمله العهد الاميركي الجديد للبنان والمنطقة يحتاج الى وقت، وتبدأ ملامحه الاولى بالظهور بعد تسلم ترامب الرئاسة رسميا، ومعرفة مكونات فريقه الحاكم، وبنود خطاب قسمه الذي سيرسم سياسة عهده العامة.

 

النهار