أمل رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام ان تتسهل الامور بسرعة أمام تأليف الحكومة الجديدة وان يخرج البلد من المواجهة من أجل المباشرة في استعادة مكونات الدولة بكاملها في ظل وجود رئيس للجمهورية الذي هو المرجع والحكم الذي يظلل جميع اللبنانيين والدولة معا.
وتمنى سلام في دردشة مع “اللواء” ان تحمل الصفحة الجديدة التي فُتحت كل التوفيق والنجاح للبلد، خصوصا ان الرئيس المكلف سعد الحريري اتخذ مواقف كبيرة ومتقدمة جدا ومسؤولة كان من شأنها إنجاز الاستحقاق الرئاسي وهو يتابعها من أجل تشكيل الحكومة. ورأى سلام بأن ما حدث ترك ارتياحا شعبيا بعد معاناة وتعب عاناه الشعب اللبناني وعانيناه معه.
وأمل بأن يكون هناك فرج قريب من أجل الذهاب باتجاه الاستحقاقات الوطنية المطلوبة، وأبرز هذه الاستحقاقات إجراء الانتخابات النيابية المقبلة وان تكون فاتحة خير لتعزيز النظام الديموقراطي والمسار الوطني.
وحول ما إذا كان متفائلا في المرحلة المقبلة قال سلام: “ليس لدي أي سبب لكي اكون غير متفائل”.
وحول توقعه للمدة التي سيستغرقها تأليف الحكومة الجديدة اعتبر سلام بأن طبيعة تشكيل الحكومات تحتاج لبعض الوقت، ولكنه أبدى اعتقاده بأن عملية التشكيل لن تطول، باعتبار أن هناك أجواء إيجابية ومناخاً متفائلاً على مستوى القيادات السياسية. وأشار الى انه في القريب سنرى حكومة تتخذ قرارات وإجراءات تساهم في تفعيل عمل الدولة ومؤسساتها، لا سيما ان هناك توافقاً من قبل الجميع لكي يبقى اتفاق الطائف هو المرجع، كذلك الامر بالنسبة لموضوع تحييد لبنان عن الصراعات.
وعن النصيحة التي يقدمها الى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والى الرئيس سعد الحريري، لفت سلام الى أنه ليس في الموقع الذي ينصح به أحد من الرئيسين، خصوصا أن لدى كل منهما تجربته السياسية. وأشار الى أن أمام الرئيس عون تجربة حكم كبيرة انطلاقا من انه أصبح مرجعاً وحَكماً للتوازن في البلد لحد بعيد على مستوى كل المواطنين والمصلحة العامة، أما الرئيس الحريري فلديه تجربته السابقة، وهو رجل دولة ويدرك مستلزمات المسؤولية، متمنيا لكل منهما التوفيق وأن يكون التعامل بينهما ناجحا.
ويضيف سلام قائلا: كما أننا لا يمكن أن ننسى الدور المحوري الكبير للسلطة التشريعية برئاسة الرئيس نبيه بري وما حرص عليه طوال فترة الازمة وما سيحرص عليه في فتح الصفحة الجديدة من ان يكون دائما بتصرّف نظامنا الديموقراطي.
وعن سبب الانفراج الذي حصل بشكل مفاجئ، أشار الرئيس سلام الى أن ما حصل من انفراج هو بسبب انتخاب رئيس للجمهورية بعد الشغور الذي أستمر لأكثر من سنتين ونصف السنة في الموقع الأول، وهذا الامر كنا نحذر من سلبياته بشكل مستمر وعلى كل المستويات، لأن من شان السلبيات أن تتراكم باتجاه إضعاف البلد ووضعه امام خيارات صعبة اقلها كان لا سمح الله التفكك والانهيار، ولكن اليوم فقد اصبح هناك رئيس للجمهورية واكتمل العقد على مستوى المرجعيات، فإن هذا الامر أرخى بإيجابيات بناءة وكبيرة على الوطن والمواطنين.
وردا على سؤال لفت سلام الى أن الخوف كان يفرض نفسه منذ فترة ويهدد الوطن، مشيرا الى أن ما حصل اليوم يؤكد ان البلد عاد للملمة نفسه والاستفادة من هذه الفرصة، وكما يقول المثل “لا يحك جلدك مثل ظفرك”. وكشف سلام أن جميع اللبنانيين سعوا في ما بينهم للوصول الى ما تم التوصل إليه. وقال: “أسجل خطوة جريئة ومقدامة للرئيس الحريري في كسر حلقة الفراغ والتعطيل والسلبيات والإقدام على ما اقدم عليه وان شاء الله يكون ذلك لخير جميع اللبنانيين”.
وحول ما إذا تم إنصافه قال الرئيس سلام: ما نسعى ونصبو اليه دائما هو إنصاف الوطن واللبنانيين الذين صبروا وتحمّلوا، موجها التحية للجميع على المرونة والدراية والادراك الذين اظهروه طوال الفترة الماضية في تحملهم لكثير من الصدمات والسلبيات متوقعا أن يكون الشعب فاعلا وان يكون له دور في هذه الصفحة الجديدة.
وكشف أن قوته وصبره في الاستمرار بتحمل المسؤولية طوال الفترة الماضية استمدها من الشعب، وأشار الى أنه لو شعر للحظة ان الشعب كان يريد منه التخلي عن المسؤولية لما تأخر ولكن كان هناك تمسك ببقائه في تحمل المسؤولية في ظروف غير سهلة.