قالت مصادر نيابية أن من أولى مهمات «التيار الوطني» عدم التفرد بالسيطرة بتحالفه مع «القوات» على الحقائب الوزارية المخصصة للمسيحيين لأن إقصاء خصومه عن التمثيل سيرتد سلباً عليه، وبالتالي عليه أن يبدي تفهماً لدعم العهد الجديد بتسهيل مهمة الحريري الذي لا يعرف عنه بأن مجيئه على رأس الحكومة سيتيح له الثأر من خصومه في الشارع السنّي أو في غيره.

وتكشف المصادر بعض ما دار بين العماد عون ورئيس الحكومة المستقيل تمام سلام سواء خلال زيارته له في «السراي الكبيرة» أي قبل انختابه أو لدى حضوره الى بعبدا من ضمن المشمولين بالاستشارات النيابية وتقول إن سلام كان صريحاً في توجيه مجموعة من الملاحظات على أداء رئيس «التيار الوطني» الوزير جبران باسيل في داخل مجلس الوزراء أو في خارجه.

وتؤكد أن سلام تحدث أمام عون عن سوء أداء باسيل في معظم جلسات مجلس الوزراء ورد فعله سلبي حيال عدد من البنود غير الرئيسة المدرجة على جدول أعماله، وتسأل هل سيبدل باسيل من سلوكه خصوصاً أن الشكوى منه لم تقتصر على سلام وإنما تجاوزته الى أطراف أخرى.

وترى انه لا بد من التريث ريثما تتبلور النتائج الأولية للقاء المرتقب بين الحريري وبري لما للأخير من دور في تذليل العقبات لتسريع ولادة الحكومة، خصوصاً أنه الأقدر على التعاطي بإيجابية مع «الكتلة النيابية البيضاء» في اتجاه تذليل أول عقدة ليكون في وسع الحريري الدخول في جوجلة لأسماء المرشحين بالتفاهم مع عون بعد أن يكون مرتاحاً الى تفكيك العقدة الأولى كأول الغيث على طريق تغلبه على العقد الأخرى.

لكن المصادر النيابية لا تخفي حرص الكتل النيابية على استكشاف المواقف النهائية من قانون الانتخاب وما إذا كانت ستجري الانتخابات في موعدها وعلى أي قانون؟ أو أن تؤجل تقنياً لإعطاء فرصة لوضع القانون الجديد الذي يجمع بين النظامين النسبي والأكثري، وهذا ما يركز عليه رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الذي يقف الى جانب تسهيل تشكيل الحكومة بلا شروط على أمل أن لا يأتي القانون الجديد وكأنه يحقق غلبة فريق على آخر.

 


الحياة