منذ اللحظة الأولى التي وطئت أقدام وحوش ما أُطلق عليه تنظيم الدولة الإسلامية داعش أراضي منطقة الموصل، وأعلن أبو بكر البغدادي نفسه الخليفة، والسكان يعانون حالات الرعب والقتل والذبح والتنكيل والإذلال والاغتصاب. 
وبعد إعلان الحكومة المركزية في بغداد برئاسة حيدر العبادي منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، وبدعم تحالف دولي وإقليمي واسع قرارها بتحرير الموصل من إرهابيي داعش، وبعد وصول القوافل العسكرية المسلّحة بأحدث أنواع الأسلحة على مشارف المدينة من جيش نظامي وحشد شعبي ومشاركة سلاح الجو الحليف، والبدء بعملية التحرير التي قد تستغرق أسابيع عديدة، فإن محنة السكان ازدادت تفاقمًا وخوفا مع مواجهتهم لظروف أكثر معاناة ومأساة يطغى عليها طابع الانتقام والأخذ بالثأر بتهم التعاون مع التنظيم الإرهابي داعش. 
فما يجري في الموصل بعد البدء بعملية التحرير لا يقتصر على استهداف الإرهابيين الذين يتولى الجيش العراقي النظامي محاربتهم، بل إن هناك معاناة من نوع آخر متداخلة وتتسبب بها الجماعات الأخرى المشاركة في عملية التحرير والحرب بالتنسيق مع الجيش أو رغمًا عنه. إذ إنّ أبناء العشائر السنية يريدون تحرير مدينتهم ومنطقتهم لاستعادتها من التنظيم المتوحش التي أقدمت عناصره خلال سيطرتها على المنطقة على إعدام وقتل المئات من عائلاتهم مستعينة برجال من عائلات أخرى. ما يعني أن التحرير سيفضي إلى الاقتصاص والانتقام من أبناء تلك العائلات أو على الأقل التنكيل بنسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها الهاربين. 
أما المشكلة الأكثر رعبًا تكمن في ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية. فلها ثوراتها أيضا وتتخذ من عناصر داعش ذريعة لتنفيذ أجنداتها الخاضعة لحسابات إيرانية وليس حسابات عراقية وطنية. 
وفي تبرير نشأة الحشد الشعبي وانخراطه في الحرب لتحرير الموصل أنه ظهر كرد على ظهور داعش وصدا لاندفاعه وتوسعه، علما بأن ميليشيات الحشد الشعبي الرئيسية والكبرى كانت موجودة قبل داعش، وأن لكل من الأحزاب الشيعية تنظيمه ومجموعاته الخاصة المسلحة التي لا يسري عليها أي قانون ولا تخضع لأنظمة الدولة. بل استُخدمت أساسًا لتهميش الجيش العراقي الجديد. إذ أنه وخلال ولايتَي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي نشأت "فرق الموت" التي تنفّذ عمليات القتل والخطف والترهيب والإخفاء تعزيزًا لسلطته وهي بالزي الأمني الرسمي. وفي الواقع فإنّ هذه الميليشيات لها امتدادات إيرانية وجدت فرصتها للانتشار والتوسّع في ظل حكم رجل إيران القوي نوري المالكي. 
لا شك أن الشعب العراقي وخصوصا السكان الذين فرضت عليهم الظروف أن يعيشوا تحت إرهاب داعش كمنطقة الموصل وغيرها فإنهم لم يختاروا المصير الذي آلوا إليه خلال مراحل تنقلهم من الإهمال الأميركي إلى تعسّف حكومات المالكي وتعصّبه إلى وحشية داعش وظلاميتها إلى تعنت وصلف الحشد الشعبي وممارساته الانتقامية، بل إنّ هذا الواقع فرض عليهم بقوة الإرهاب والتشفي. والأسوأ من ذلك أن سكان الموصل والجوار الذين عانوا الأمرَّين من حكم داعش فإنهم اليوم يتعرضون للمهانة والإذلال على أيدي من يفترض أنهم جاؤوا لإنقاذهم وتحريرهم من استعباد داعش وإرهابه. 
وعليه فكيف يمكن أن يثقوا بدولة العبادي التي تعيش تحت رحمة الحشد الشعبي الذي يستهدفهم في مدنهم وقراهم ويريد أن يغيّر التركيبة السكانية لمناطق عاشوا فيها مئات السنين. فأصبح أقصى طموحهم أن يعيشوا في ظل دولة تحميهم من بطش مواطنين يسعون إلى إخضاعهم بالقوة. 
والإشارة التي لا بد منها أن ممارسات الحشد الشعبي الانتقامية لا تمثّل الشيعة، ولا إجرام داعش ووحشيته يمثل السنة. بل إنهما فريقان بات كل منهما مبررا لوجود الآخر. وهما متشابهان (داعش - الحشد الشعبي ) وجهان لعملة واحدة. 
منذ اللحظة الأولي التي وطئت أقدام وحوش ما أطلق عليه تنظيم الدولة الإسلامية داعش أراضي منطقة الموصل وإعلان أبو بكر البغدادي نفسه الخليفة والسكان يعانون حالات الرعب والقتل والذبح والتنكيل والإذلال والاغتصاب. 
وبعد إعلان الحكومة المركزية في بغداد برئاسة حيدر العبادي ومنذ ما يقارب الثلاثة أشهر وبدعم تحالف دولي واقليمي واسع قرارها بتحرير الموصل من ارهابيي داعش. وبعد وصول القوافل العسكرية المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة على مشارف المدينة من جيش نظامي وحشد شعبي ومشاركة سلاح الجو الحليف. والبدء بعملية التحرير التي قد تستغرق أسابيع عديدة. فإن محنة السكان ازدادت تفاقما وخوفا مع مواجهتهم لظروف أكثر معاناة ومأساة يطغى عليها طابع الانتقام والأخذ بالثأر بتهم التعاون مع التنظيم الارهابي داعش. 
فما يجري في الموصل بعد البدء بعملية التحرير لا يقتصر على استهداف الإرهابيين الذين يتولى الجيش العراقي النظامي محاربتهم. بل أن هناك معاناة من نوع آخر متداخلة وتتسبب بها الجماعات الأخرى المشاركة في عملية التحرير والحرب بالتنسيق مع الجيش او رغما عنه. إذ أن أبناء العشائر السنية يريدون تحرير مدينتهم ومنطقتهم لاستعادتها من التنظيم المتوحش التي أقدمت عناصره خلال سيطرتها على المنطقة على إعدام وقتل المئات من عوائلهم مستعينة برجال من عوائل أخرى. ما يعني أن التحرير سيفضي إلى الاقتصاص والانتقام من أبناء تلك العوائل او على الأقل التنكيل بنسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها الهاربين. 
أما المشكلة الأكثر رعبا تكمن في ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية. فلها ثاراتها أيضا وتتخذ من عناصر داعش ذريعة لتنفيذ اجنداتها الخاضعة لحسابات إيرانية وليس حسابات عراقية وطنية. 
وفي تبرير نشأة الحشد الشعبي وانخراطه في الحرب لتحرير الموصل أنه ظهر كرد على ظهور داعش وصدا لاندفاعه وتوسعه. علما بأن ميليشيات الحشد الشعبي الرئيسية والكبرى كانت موجودة قبل داعش. وأن لكل من الأحزاب الشيعية تنظيمه ومجموعاته الخاصة المسلحة التي لا يسري عليها اي قانون ولا تخضع لأنظمة الدولة. بل استخدمت أساسا لتهميش الجيش العراقي الجديد. إذ أنه وخلال ولايتي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي نشأت /فرق الموت/ التي تنفذ عمليات القتل والخطف والترهيب والأخفاء تعزيزا لسلطته وهي بالزي الأمني الرسمي. وفي الواقع فإن هذه الميليشيات لها امتدادات إيرانية وجدت فرصتها للانتشار والتوسع في ظل حكم رجل إيران القوي نوري المالكي. 
لا شك أن الشعب العراقي وخصوصا السكان الذين فرضت عليهم الظروف أن يعيشوا تحت إرهاب داعش كمنطقة الموصل وغيرها فإنهم لم يختاروا المصير الذين آلوا إليه خلال مراحل تنقلهم من الإهمال الأميركي إلى تعسف حكومات المالكي وتعصبه إلى وحشية داعش وظلاميته إلى تعنت وصلف الحشد الشعبي وممارساته الانتقامية. بل أن هذا الواقع فرض عليهم بقوة الإرهاب والتشفي. والأسوأ من ذلك أن سكان الموصل والجوار الذين عانوا الأمرين من حكم داعش فإنهم اليوم يتعرضون للمهانة والإذلال على أيدي ممن يفترض أنهم جاؤوا لانقاذهم وتحريرهم من استعباد داعش وارهابه. 
وعليه فكيف يمكن أن يثقوا بدولة العبادي التي تعيش تحت رحمة الحشد الشعبي الذي يستهدفهم في مدنهم وقراهم ويريد أن يغير التركيبة السكانية لمناطق عاشوا فيها مئات السنين. فأصبح أقصى طموحهم أن يعيشوا في ظل دولة تحميهم من بطش مواطنين يسعون إلى اخضاعهم بالقوة. 
والإشارة التي لا بد منها أن ممارسات الحشد الشعبي الانتقامية لا تمثل الشيعة. ولا إجرام داعش ووحشيته يمثل السنة. هما فريقان بات كل منهما مبررًا لوجود الآخر، متشابهان في الإساءة إلى مجتمعهما وأهلهما، وهما لا ينتميان  لأي حس إنساني وبشري، بل إنهما وجهان لعملة واحدة هي الإرهاب والتوحش.