عرضت محطة الجديد يوم أمس الخميس حلقة مصورة لبرنامج العين بالعين مع الإعلامي طوني خليفة الذي استضاف كُلًّا من رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري والإعلامي غسان جواد وأب فقد أبناءه الثلاثة في صفوف حزب الله .
استعرضت الحلقة بشكل أساسي دخول حزب الله في الحرب السورية واستضافت رأيين (مع وضد) وشهدت الحلقة مناقشة هادئة بين الضيفين الجوهري وجواد، إلا أنّ اللافت فيها كان خطاب من انتدبه الحزب وهو والد لثلاثة قتلى في حزب الله الذي أخفق في الدفاع عن خياراته وأخفق في تظهير ما طُلب منه أن يقوله.

الجوهري استعرض الثغرات مِن تورط الحزب في الحرب السورية موضحا مساوئ هذا التورط وخطورته على مستوى لبنان عموما والطائفة الشيعية خصوصا، الأمر الذي ما زلنا نعيش تداعياته حتى اليوم كلبنانيين وكشيعة على وجه التحديد، وهو يعبّر بذلك عن رأي شريحة كبيرة من اللبنانيين عموما والشيعة خصوصا، وأراد أن تكون الحلقة منبرًا للرأي الآخر الذي يستطيع أن يقول لا، والذي يطالب بوضع حد لإراقة دماء الشباب الشيعي على مذبح النظام السوري، وهو الرأي الذي يقول به جميع عقلاء الطائفة الشيعية في لبنان .
لقد أراد الشيخ الجوهري أن يطلق صمْت كثيرين في الطائفة الشيعية وأن يرفع صوتهم في زمن استطاع حزب الله أن يكمّ الأفواه ويحدّ من الاعتراضات بسطوة المال والسلطة وبِلغة التخوين والترهيب.
قال الشيخ الجوهري كلمته أمام الله والوطن والإنسانية لتكون الشاهد، قال كلمته انطلاقًا من مسؤوليته الوطنية والدينية والأخلاقية وبتجرّد عن أي مصلحة أو دوافع.
أبرزت الحلقة تناقضات حزب الله في خطابه السوري وضعف المبررات من الضيفين المقابلين، الأمر الذي ضاق به ذرعًا مناصرو حزب الله وصبيانه فانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لغة الحزبيين الجاهزة بالسّباب والشتائم بعيدًا عن أي حوار منطقي جريء، وأوعزت ماكينات حزب الله الفيسبوكية إلى صبيانها بكِيَل التُّهم والأكاذيب والسباب والشتائم وهي اللغة التي لا تليق إلا بهم وكل إناء بما فيه ينضح. 
لم يستطع حزب الله حتى اليوم تبرير خطيئته في الحرب السورية، فيلجأ إلى أسلوب الضعيف لمواجهة لغة القوي فجاءت الشتائم على قدر ما تركت هذه الحلقة من أثر إيجابي في صفوف مواطنين كثر كانوا مع الشيخ فيما قدّم وقال.
شتائم ولاية الفقيه التي يوزّعها حزب الله على مؤيديه ومناصريه لتعبئة هؤلاء على مواجهة الحق والحقيقة تحت عنوان التكليف الإلهي وتكليف الولاية، تلك الولاية التي يتخذها هؤلاء شمّاعة لِلُغة الشتائم والسباب، وهي لغة لم تعد تقدِّم ولا تؤخر.
 قد أصبحت خطيئة الحرب السورية وصمة العار التي لا يمكن أن يمحوها الزمن.