استقرّت البلاد على العهد الجديد مع تكليف الرئيس الحريري بتشكيل حكومة العهد، وشهدَت المشاورات والاستشارات النيابية الملازمة أجواء إيجابية أفضَت في نهايتها إلى تكليف الرئيس الحريري بعد تسميته من قبل معظم النواب والكتل النيابية، وأعرب كل من أركان العهد الجديد عن النوايا الإيجابية، ما يتيح الفرصة أمام مرحلة جديدة من الحياة السياسية اللبنانية بعيدة عن المشاحنات والمناكفات المعروفة.
حزب الله وبعض حلفائه امتنعوا عن تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة وهذا بالتأكيد حقهم الديمقراطي الذي كفله الدستور والقانون، إلا أنّ اللافت في خطاب حزب الله ما بعد تكليف الحريري دعوة كتلة الوفاء للمقاومة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن ومن ضمن اهتماماتها وأولوياتها (حسب بيان الكتلة) إنتاج قانون انتخاب عصري وتعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي كما شدّدت الكتلة على ضرورة عدم التفريط بعناصر القوة التي يملثها الجيش والشعب والمقاومة لحماية البلاد، داعية إلى التمسّك بالمقاومة وخيارها وتعزيز قدرات الجيش. 
ربما تكون المطالب محقّة، لكن الوقاحة في لغة الإملاء أو التمنيات لِما يمكن أن تكون عليه الحكومة في حين رفضت الكتلة تسمية الرئيس الحريري، ومع هذا الرفض كان الأجدى بحزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة عدم إطلاق الإملاءات والتعليمات طالما لم تسمح لهم ظروفهم و سياساتهم تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، وألّا يكون الحزب وكتلة وفائه أمام خطاب متناقض لا ينسجم مع النوايا التي يضمرها الحزب أولًا ولا ينسجم مع حالة المصالحة والتلاقي التي تعيشها البلاد مع التسوية، والتي أتاحت انتخاب عون وتسمية الحريري وانطلاق العهد الجديد.
ومع مناخ التسوية الإيجابية التي انتهت إليها الأمور في لبنان وانطلاقة العهد الجديد بروح من التعاون بين جميع الأطراف بقي حزب الله وحده بعيدًا عن سلّة التفاهمات الإيجابية بين جميع الأطراف، الأمر الذي يضع عقبات ومطبّات أمام العهد الجديد، سيما حكومة الرئيس سعد الحريري، مما يتيح للحزب وضع الأفخاخ والعراقيل أمام الحكومة فيما لو جرت الأمور في غير مصلحته.