أحيَت اليوم شرائح واسعة في إيران ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران في العام 1981 من قِبل طلاب جامعيين والذي تحول إلى مبدأ لتاريخ العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران طيلة ما يقارب أربعة عقود ولم تتخلص إيران من أعباء هذا الحدث التاريخي حتى اللحظة.
وردّد المتظاهرون شعار الموت لأمريكا اليوم خلال مسيراتهم في شوارع المدن. 
وكرّر المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي مقولته الشهيرة في عدم قابلية الولايات المتحدة للثقة وأنها لن تفِ بوعودها وأكّد خامنئي على أن خيار سلفه الإمام الخميني في دعم المقتحمين والمصادقة على مبادرتهم كان خيارا صحيحا وسليما ومنطقيا، حيث أنّ الثورة الإسلامية في بداية انتصارها كانت متعرضة للانهيار لو لم يكن الطلاب الثوريون يتوخون اليقظة بكشفهم مصدر التهديد المتمثل بالسفارة الأمريكية. واستشهد خامنئي بكلمات المرشحَين الرئاسيين في الولايات المتحدة هيلاري كلينتون  ودونالد ترامب قائلا أنّ هذين المرشحين يزيحان الستار عن حقائق كارثية للداخل الأمريكي كنا نتحدث عن قليل منها سابقا والكثيرين لم يكونوا يصدقون، ولكنهما يتحدثان الآن خلال مناظراتهما عمّا يفيد بأنّ القيم الإنسانية تمّ سحقها في الولايات المتحدة. 
ولم يفوت المرشد الأعلى مواضيع اخرى تتعلق بالداخل الامريكي كالتمييز العنصري والفقر وانتهاك حقوق الإنسان وما إلى ذلك.
ورأى خامنئي بأن تصرفات الولايات المتحدة بعد توقيع الاتفاق النووي دليل واضح على أنها ليست قابلة للثقة.
إن المشاكل التي يتحدث عنها خامنئي ليست حكرًا على المجتمع الأمريكي ـ بل إنها موجودة في معظم المجتمعات في العالم قديما وحديثا. ولكن هل توفر تلك المشاكل تبريرا كافيا للعداء والصراع؟ أليس وضع المجتمع الروسي أسوء من المجتمع الأمريكي؟ نعم ليس عند الروس مرشحِين رئاسيين كثر حتى يقوم كل واحد بفضح الآخر أو فضح الحكومة! فضلا عن أن ملفات الفساد ومنها الفساد المالي في إيران نفسها تطغى على الإحصاء. 
نعم يمكن القول والقبول بأن الولايات المتحدة ليست قابلة للثقة وأن منطقها الكذب والخداع.
هذه نقطة يجب التوقف عندها ويمكن عدّ شواهد كثيرة للخداع الامريكي. 
فإن الأمريكيين خدعوا حسني مبارك ومحمد مرسي في مصر حيث أنهم لم يدعموا مبارك أمام موجات الثورة وهو كان حليفا لهم ثم تخلوا عن خلفه محمد مرسي رغم أنه وحزبه كانا متناسقان مع المشاريع الأمريكية.
كما خدعوا رجب طيب أردوغان من خلال دعمهم للانقلاب العسكري وزعيمه فتح الله غولن. 
 وآخرون بعد ممّن يثقون  بالولايات المتحدة ويسارعون إلى التحالف معها حرصا على بقائهم وتوفير مصالحهم ولكنهم تعرفوا مؤخرا بأنّ عليهم تخفيف مستوى ثقتهم بها لأنها ليست شيمتها الوفاء والصداقة كما كان يتوهم البعض. 
لو نعتبر أن خامنئي متشدد في كرهه وعدائه لأمريكا فهل هناك من يخالفه في الرأي بتاتا؟ هل الولايات المتحدة قابلة للثقة عند الحكومات العربية؟