شكا الرئيس الإيراني حسن روحاني من «يأس» مواطنيه، على رغم منافع تجنيها بلاده، بعد إبرامها الاتفاق النووي مع الدول الست. وأشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ «وطنية» نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، معتبراً أن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي اتخذ «قراراً جوهرياً» أتاح التوصل إلى الاتفاق.
أتت تصريحات روحاني خلال مثوله أمام مجلس الشورى (البرلمان)، ودفاعه عن مرشحيه لتولي وزارات الرياضة والشباب (مسعود سلطاني فر)، والثقافة والإرشاد (رضا صالحي أميري)، والتعليم (فخر الدين أحمدي دانش أشتياني)، والذين منحهم النواب الثقة، بعد جلسة دامت 7 ساعات.
ورأى روحاني في الاتفاق النووي «اختيار الشعب للتعامل مع العالم»، معتبراً أن «إيران استطاعت في إطاره، أن ترغم الدول التي طالما كانت ناكثة للعهود، أن تلتزم تعهداتها». ولفت إلى أن إيران هي «الدولة الوحيدة التي لم تتأثّر بالأزمة الاقتصادية التي نجمت من انخفاض أسعار النفط»، بل «حقّقت نمواً اقتصادياً وأمّنت فرص عمل، ووفّرت 30 بليون دولار». وأضاف: «كل يوم يشهد انفراجاً في التعاملات المصرفية والتكنولوجيا النووية. نبيع ماءً ثقيلاً لأميركا وروسيا نقداً، أليس ذلك فخراً وطنياً بالنسبة إلينا»؟ واستدرك أن معدل الاكتئاب مقلق لدى الشبان الإيرانيين، متسائلاً: «مَن الذي يجب أن يُعالج هذا الاكتئاب؟ الأطباء والمعالجون النفسيون؟ ولكن قبل تدخل وزارة الصحة، على عاتق وزارتَي الرياضة والشباب، والثقافة والتعليم، رفع الأمل لدى جيل الشباب، من أجل مستقبل بلدنا». ولفت إلى «انتشار اليأس في المجتمع، بسبب وسائل إعلام تضخّ في شكل غير مسؤول، إحباطاً وخيبة لدى جيل الشباب».
وتطرّق إلى انتقادات وجّهها نواب لدانش أشتياني، مؤكداً أن الأخير لم يعد منذ سنوات، عضواً في أي حزب سياسي، ويركّز في شكل كامل على التربية والتعليم.
لكن النائب الأصولي البارز حسين نقوي حسيني تحدث عن أدلة تفيد بأن دانش أشتياني كان «شخصية رئيسة» في الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، و «شريكاً مقرباً من معسكر الفتنة». واعتبر أن ترشيحه للمنصب «يتحدى أيّ حسّ سليم»، داعياً روحاني إلى «معالجة الفساد المالي في صندوق المعلمين، حيث حظيت 30 شخصية بمبلغ مقطوع يبلغ 2.2 بليون دولار».
إلى ذلك، وفي سابقة في الجمهورية الإسلامية في إيران، شكّل نواب ناطقون بالتركية، بينهم أذريون، تكتلاً برلمانياً سُمِّي «تكتل المناطق التركية». وحضر حوالى مئة نائب الاجتماع الأول للتكتل، علماً أن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي كان أعلن لدى زيارته أنقرة عام 2012، أن حوالى 40 في المئة من الإيرانيين يتحدثون اللغة التركية.
في لندن، أسِف كيري لأن ظريف لم يستطع تسلّم جائزة للسلام منحها معهد «تشاتام هاوس» للوزيرَين، لدورهما في إبرام الاتفاق النووي. وأضاف: «جواد مفاوض صعب جداً وقادر جداً، وهو وطني قاتل بشدة من أجل مصالح بلاده، فيما كان يحاول دوماً إيجاد وسيلة بنّاءة لتسوية مشكلات شكّلت عراقيل ضخمة».
وأشار إلى أن روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما «خاطرا» واتخذا «قرارات جوهرية»، ووضع «في رصيد آية الله (خامنئي) وإيران، أنهما اتخذا قراراً جوهرياً، إذ كانا مستعدَين للتخلي عن البرنامج (النووي). ونحن اتخذنا قراراً جوهرياً بخوض معركة لرفع العقوبات (المفروضة على طهران)، في مقابل معايير سلوك يمكن أن تضمن لنا الطابع السلمي لهذا البرنامج».