استعجَلت الولايات المتحدة الأميركية تأليفَ حكومة العهد. وأشار وزير خارجيتها جون كيري خلال اتّصاله هاتفياً بعون لتهنئته بانتخابه رئيساً للجمهورية، إلى أنّ بلاده، كما المجتمع الدولي، يتطلّعان إلى تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقتٍ ممكن، مؤكّداً وقوفَ الولايات المتحدة إلى جانب لبنان والتزامَها دعمَ الجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب وسعيه لتعزيز الاستقرار.
 
وكان كيري قد اتّصَل بالرئيس سعد الحريري لتهنئته بانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالدور الذي لعبَه في وضعِ حدّ للشغور الرئاسي. وأكّد الحريري لكيري تفاؤله بـ»أنّ اكتمال النصاب الدستوري سيَسمح بإعادة تفعيل المؤسسات والشروع بمواجهة التحدّيات العديدة التي يواجهها لبنان واللبنانيون».
 
وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ الاتصال بين كيري وعون دام نحو ربع ساعة، وتناولَ مختلف التطوّرات على الساحتين الداخلية والمنطقة، على المستويات كافة. واستهلّه كيري بتهنئة عون بانتخابه، متمنّياً له التوفيقَ في المهمّات الجسام الملقاة على عاتقه، ومبدياً اهتماماً بالغاً بلبنان والوضع فيه والمنطقة.
 
وبعدما شرَح عون الخطوات التي باشرَ بها، تمنّى له كيري النجاح في تأليف الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن لتكتملَ وتنتظمَ العلاقات بين المؤسسات الدستورية بعد مرحلة الشغور التي طالت.
 
وردَّ عون شاكراً له التهنئة وحجمَ الاستعدادات الأميركية لمساعدة لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها في محيط متقلّب ومشتعل، مؤكّداً أنّه يولي الأهمّية القصوى في هذه المرحلة لتقوية الجيش وزيادة حجم المساعدات العسكرية الحيوية التي يحتاج إليها نتيجة المهمّات الكبيرة المكلّف بها والملقاة على عاتقه في الداخل وعلى الحدود.
 
ولفتَ عون إلى «أنّ لبنان شريك فاعل ومتعاون مع عدد من دول العالم في مواجهة الإرهاب، ولذلك فإنّ المؤسسات العسكرية والأمنية تحتاج إلى إمكانات متطوّرة ونوعية تعزّز من تصميمها وقدراتها في هذه المواجهة»، مؤكّداً «جهوزيتَها الدائمة في هذه الحرب».
 
وفي جانب من الاتّصال، تطرّقَ البحث إلى الوضع القائم في المنطقة، وخصوصاً ما يجري في سوريا. فشرَح كيري الجهود التي تبذلها بلاده مع شركائها في هذا الملف، والسعي إلى حلّ سياسي يؤدّي إلى وقفِ العمليات العسكرية لتجدَ الأزمة حلولها الممكنة.
 
وردَّ العماد عون متمنّياً نجاحَ هذه المساعي، ومؤكّداً «أنّ مصلحة لبنان كبيرة وحيوية، فأيّ حلّ سياسي للأزمة السورية ينعكس علينا في لبنان إيجاباً من نواحٍ عدة، وأبرزُها وأكبرها خطراً يتجلى في أزمة النازحين السوريين في لبنان، فإلى جانب وقفِ المأساة الإنسانية التي يعيشونها، مِن المهمّ جداً التخفيف من انعكاساتها السلبية التي ينوء لبنان تحتها من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية وخلافها».
 
وردّ كيري مؤكّداً أنّ بلاده «تسعى بأقصى جهودها سعياً إلى الحلّ في سوريا، وهي لن توفّر فرصة ممكنة للتخفيف من انعكاساتها على لبنان، ليعود معافى وسليماً ومستقرّاً خلال عهدِك وليسترجعَ لبنان هدوءَه الدائم». وخَتم مؤكّداً لعون أنّ بلاده «تدعم بكلّ قواها الخطوات التي ينوي القيام بها في هذا الاتّجاه».