تمر الأيام بطيئة على المدن والبلدات السورية المحاصرة، وخاصة مضايا وبقين والزبداني، والتي يزيد عدد سكانها عن 200 ألف نسمة، وتحاصرهم قوات النظام وحزب الله اللبناني، في حين لا يغيب عنهم الموت قنصاً، ولا تغيب الأمراض والأوبئة.
وقالت الناشطة أم محمد، من مضايا بريف دمشق لـ"العربي الجديد"، إن السكان "يعيشون أزمة جديدة عقب هروب نحو 40 شخصا، معظمهم طلاب، من أصل 90 شخصا خرجوا قبل أيام للتقديم للامتحان الترشيحي الخاص بالتقدم للشهادة الثانوية، حيث يرفض المحاصرون خروج أي حالة إنسانية أو إدخال مساعدات قبل عودة جميع الهاربين".
وبينت أن "عملية الخروج تمت بواسطة الأمم المتحدة، وبالتنسيق مع مكتب الأمن الوطني، حيث قدمت قائمة بـ110 طلاب، إلا أن الأخير أرسل قائمة تضم 90 اسما، بينهم 14 شخصا ليسوا طلاباً".
ولفتت إلى "زيادة عمليات القنص خلال الفترة الأخيرة في محاولة للضغط على الأهالي، بشكل يزيد الحالات الإنسانية المحتاجة إلى العلاج، وفي ظل الحصار الخانق وعدم السماح بخروجهم يفقدون حياتهم الواحد تلو الآخر بعد أيام من الألم الشديد".
وعقب حالات سوء التغذية والتهاب السحايا الذي أصاب العديد من الأطفال بالشلل أو فقدان إحدى الحواس، يأتي اليوم القصور الكلوي ليصيب نحو 25 شخصا باتوا مهددين بفقدان حياتهم.
وقال الناشط الإعلامي في مضايا، عبد الوهاب أحمد، لـ"العربي الجديد"، إنه "تم تشخيص أكثر من 25 حالة فشل كلوي داخل مضايا المحاصرة. 7 من بين المصابين يعانون من تدهور وضعهم الصحي، وتعجز النقطة الطبية عن تقديم أي علاج لهم، وهي التي علقت عملها قبل نحو أسبوع لعدم توفر الاختصاصيين وشح الأدوية والمعدات اللازمة لعلاج المصابين والمرضى".
من جانبه، قال عضو الكادر الطبي، محمد درويش: "نعجز عن تقديم أي شيء للمصابين. حالتهم في تدهور مستمر. كل ما يمكننا فعله هو العمل على استقرار وضعهم الطبي ريثما يتم إخلاؤهم من البلدة لإجراء غسيل كلى لهم. ناشدنا منذ أسابيع الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر لإخلاء المصابين، إلا أن عملية الإخلاء حتى اليوم متعثرة لتعنت المفاوض الإيراني (أبو حميدو)، واستغلاله آلام المصابين والمرضى داخل البلدة، حيث طلب إخلاء 4 أشخاص من الفوعة (ريف إدلب) مقابل كل مريض أو مصاب من مضايا".
ونقل الناشط الإعلامي عبد الوهاب أحمد، عمن وصفه بـ"مصدر رفيع المستوى ضمن بعثة الأمم المتحدة في دمشق، طلب عدم الإفصاح عن اسمه"، قوله إن "العمل جار لإتمام عملية إخلاء أكثر من 27 مريضا ومصابا من مضايا ومقابلهم من كفريا والفوعة بالتنسيق بين كل الأطراف المسؤولة عن اتفاق المدن الأربع".