القارئ الإيراني الشهير محمد جندم نجاد طوسي متَّهَم منذ خمسة أعوام بممارسة اللّواط مع أربعة مراهقين رفعوا دعاوى قضائية ضدّه في محكمة في العاصمة طهران واستمرّوا في متابعة تلك الدعاوي لمدة خمسة أعوام، ولكنهم وصلوا إلى طريق مسدود حيث رأوا أنّ القضاء ليس لديه إرادة جدّية للبتّ في الموضوع.
وبعد خيبة أملهم ويأسهم من جهاز القضاء الذي أصدر مؤخّرًا حُكمًا بعدم قابلية الموضوع للبتّ، مما يعني براءة المُتَّهَم من التُّهَم الموجَّهة إليه، الْتجأ عددٌ من الشاكين إلى الإعلام الأمريكي للضغط على السلطة القضائية الإيرانية. 
وبعد أن بثّت قناة صوت أمريكا الفضائية مقابلتها مع عدد من الشاكين التي تمت عبر الهاتف، تحوّل هذا الملف إلى أسخن ملف اجتماعي في إيران لم يخفِّف من سخونته استياء القضاء من تقديم الشكوى إلى الإعلام المعادي الأمريكي!
أما المتَّهَم محمد (سعيد) طوسي أصدر رسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى آية الله خامنئي تباكى فيها على مظلوميته مستشهدًا بآيايات قرآنية تحذّر من التّهمة والافتراء بالكذب.
وفي نفس الوقت حجبت جمعية القرآن الكريم صفحة المتَّهَم سعيد طوسي من موقعها ووضعت مكانه صفحة باسم قارئ قُتل خلال تدافع مِنا في حج  العام الماضي.
وهكذا تريد جمعية القرآن الكريم التخلي عن ملف أحد أعضائها البارزين وإعفاء نفسها من التورط في تفاصيله.
وبينما يطالب الرأي العام الإيراني القضاء بإعادة النظر في هذا الملف الساخن، يفضّل رئيس السلطة القضائية آملي لاريجاني التطرّق إلى ملابسات الملف والتركيز على أنّ هناك شبه مؤامرة يقودها الإعلام الأجنبي نافيًا أن يكون هو وراء إغلاق الملف القضائي لهذا القارئ الشهير.
وفي نفس السياق علّق النائب الإصلاحي علي مطهري نائب رئيس البرلمان المشهور بمواقفه الشجاعة قائلا بأنّ السلطة القضائية أغلقت الملف 
لاعتبار المتَّهَم من قرّاء القرآن الكريم وللقرآن وقرّائه مكانة خاصة عند العامّة والمصلحة تقتضي بأن يبقى الملفّ طيّ الكتمان بينما المصلحة العليا هي تطبيق العدالة، ودعى مطهري القضاء للبت في الموضوع وعدم تجاهله.
وتساءل مطهري عن أسباب دعوة هذا المتَّهَم إلى حفل الافتتاح للدورة العاشرة للبرلمان عام 2011 لقراءة آي من القرآن، بينما ملفّه القضائي كان مفتوحًا. وأردف مطهري بالقول أنه دُعي لإخافة الشاكين وتخييب أملهم في متابعة الموضوع.
وفي غضون ذلك يلحّ القارئ المتهم سعيد طوسي على أن موضوع مقاضاته مفبرك وأنه تعرّض لمؤامرة أجنبية في إشارة إلى تغطية صوت أمريكا للموضوع ولكن القضاء الإيراني أعلن بأنه تلقى شكاوى ضد سعيد طوسي. 
ومن جهته قال الشيخ مسيح مهاجري مدير المسؤول لصحيفة جمهوري إسلامي في مقاله الافتتاحي بأن قنوات الاتصال الالكتروني لم يبق مجال لتُخفي أي سرٍّ داعيًا القضاء بعدم الرهان على التكتم وإبداء صدقيته وجدّيته في متابعة أي دعوى قضائية أيًّا تكن نتائجها.