تمهيد: 
 

أدخلت صفقات الانتخابات الرئاسية والتي ستُفضي يوم الإثنين القادم لانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية الثنائية الشيعية في مرحلة إرباك لا تُحسد عليه، وقد تُنذر بأيامٍ حالكة غداة استقرار عون في القصر الجمهوري وسعد الحريري في السراي الحكومي.
 

أولاً: الفرص الضائعة

شغل الرئيس  نبيه بري منصب رئاسة المجلس فترة طويلة تقارب ربع قرنٍ من الزمن واستحوذ على المناصب الوزارية والنيابية والمواقع الإدارية والأمنية، وظلّ حزب الله بعيدا عن المنافع السلطوية حتى العام ٢٠٠٥، تاريخ انخراطه في المواقع الوزارية، وإذ ساد الفساد مسام الدولة ومؤسساتها ومرافقها، لم تُحجم الثنائية الشيعية عن الانخراط في مجريات الفساد ودهاليزه، وظلّت المحسوبيات والرشاوى السبيل الوحيد للفوز بمنصبٍ وزاري أو موقعٍ إداري أو أمني،،ناهيك عن احتكار التمثيل النيابي والبلدي، ممّا خلق شعوراً عاماً في أوساط الطائفة بالغبن والإقصاء، لذا لا تجد اليوم استياءً حاداً لاقصاء الرئيس بري عن منظومة السلطة القادمة برئاسة عون، ولعلّ انهماك حزب الله في أتون الحرب السورية هو ما يزيد في ارتباك الثنائية، فهو في حال استنزاف رهيب لا يسمح له بعرقلة انتخاب رئيس، أو مسايرة وزير، أو مُحاباة قطب الطائفة الآخر ،على أهمية موقعه ودوره، وقد يصحُّ فيه القول بأنّ "همّه أكبر منه"، لذا لا بأس في عُرفه ومنظوره من رئاسة عون وحكومة الحريري و"زعل" بري، فأحوال الثنائية المعتلّة تنتظر انفراجات موعودة في الأجواء الإقليمية تسمح بالانصراف لمعالجة علّاتها، أو تذهب إلى مُستقرّها الأخير، وسبحان من تعزّز بالبقاء.