سبعة (7) هو حزبٌ أعلن عن نفسه في مؤتمر صحافي عقدته مجموعة شبابية نهار الخميس في 19 تشرين الأول  في مركزها في بدارو بعد سلسة من الإعلانات والرسائل المبهمة لجذب الناس ووسائل الإعلام.
 خليط من وجوه جديدة ووجوه مألوفة حفظناها من  الحراك المدني تطمح أن تتحول إلى أكبر حزب سياسي في لبنان، وذلك عبر مشاركة المواطن بالشأن العام بعيدًا عن آليات التوريث السياسي القائم ومنطق الطائفية.
حزب جديد يطرح نفسه بديلًا عن الأحزاب التقليدية، حزبًا ناقدا للبنان، هو شكل جديد من أشكال المعارضة التي يشهدها لبنان منذ سنوات في وجه السلطة الحاكمة ومفهوم الزعامة.
 "صار وقت الجد"، "هيدا لون لبنان الجديد "، "حيث لا يجرؤ الآخرون"، شعارات تعطي إنطباعًا أوليًا عن الحزب البنفسجي، الذي أطلق بعد جهود استمرت لسنوات من التخطيط، وسنة من التنفيذ عمليًا على أرض الحياة السياسية، لكن بعيدًا عن الشعارات.
أول سؤال يتبادر إلى ذهن من تابع الحملات الإعلانية للحزب ومن ثم حفل إطلاقه لماذا إختيار اللون البنفسجي؟ "هو آخر لون في السياسة، لأنه الوحيد الذي لم يحتكره أحد من الأحزاب اللبنانية التي إحتكرت الألوان جميعًا ناهيك عن أنه آخر لون سياسي للدلالة البصرية الإيجابية التي يتركها البنفسجي في نفس وعين المشاهد"،  فما هي أهداف الحزب ومبادئه وسياسته؟
يعتبر حزب "سبعة" لبنان "وطناً لجميع اللبنانيين"ويشدد  على كونه "منصة وطنية عابرة لكلّ الطوائف"، و"صوت كلّ مواطن لبناني" مما يعني إشراك المواطن بالقرارات السياسية، كما يعد بإحداث ثورة في العمل الحزبي في لبنان، وتطرّقت المجموعة في بيانها إلى موضوع الإنتخابات النيابية مشبهةً إياها بالمسرحية، ومعربةً عن تأييدها قانون إنتخابات نسبي، بوصفه قانونًا إنتخابيًا عصريًا وعادلًا، يؤمن التمثيل الصحيح، ومن أهدافها أيضًا محاربة الفساد  الذي ما زالت أسبابه غير معروفة حتى الآن ولا يعرف الجميع كل أسبابه ومسبباته، ومحاربة قانون الديمقراطية المقنعة الذي يعيد توليد الطبقة الحاكمة نفسها والعمل مع كل الجبهات الرافضة للواقع الحالي على تأمين قانون إنتخابي عادل.
يسعى هذا الحزب إلى "تنظيم مشاركة المواطنين بالشأن العام وخلق قيادات جديدة بالمفهوم العالمي للأحزاب"، عبر "تشكيل نموذج عصري متطور للعمل السياسي بتتبع آخر التكنولوجيات وأحدث المفاهيم السياسية"، إضافةً إلى ذلك فهو يتبع هيكلية غير رئاسية، أي لا رئيس للحزب، فثمة نظام حزبي حديث يلغي الشخصنة ويكسر ثقافة الزعامة ويضمن تطبيق الديموقراطية التشاركية".
فقد أعلن حزب "سبعة" إصطفافه إلى جانب المجموعات الشبابية التي ناضلت في مواجهة الأحزاب، معلنًا حبه  ل "طلعت ريحتكم"، ومشيرًا إلى حاجة البلد إلى تغييرٍ سياسي جذري وشامل، يفوق محاولات المبادرات السابقة، ويبدأ بإعادة تعريف مفهوم الأحزاب.
ومن المبادئ الأساسية للحزب هي: فصل الدين عن الدولة، الشعب واحد وموحد تجمعه الهوية اللبنانية، نبذ الطائفية ورفض مفهوم الاحزاب الطائفية، رفض التبعية والإرتهان للدول الأجنبية، رفض الإنخراط بأي محاور إقليمية، إعادة دور السفراء في لبنان، الإقطاع والتوريث حالة فساد يجب أن تنتهي، المواطن هو السلطة العليا، نبذ الفساد الإداري، مواجهة الفراغ، قانون إنتخابي عصري، بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، انشاء وزارة تعنى بشؤون النازحين لوضع خطة علمية لإنهاء الأزمة، حماية الطبقة الوسطى والفقيرة، السعي لوطن عصري مبني على العدالة الإجتماعية والتطور التكنولوجي والإنتاجية.
أما شروط الإنتساب للحزب فـ"بسيطة جدا، لعدم كونه حزباً عقائدياً، بل هو حزب الولاء فيه للوطن فقط وليس للأحزاب، فهو يتبع آلية عصرية تسهل الإنتساب والإنسحاب بعيدة عن فكرة حلف اليمين، لكن المهم أن يكون لبناني وأن لا يكون قد أدين أو صدر ضده أي حكم قضائي سابقًا، والأهم أن يلتزم المنتسب بأفكاره."
ويركز هذا الحزب على مبدأ الشفافية المالية ورفض التمويل الخارجي والفساد الإداري، مؤكدين على أن تمويل الحزب ذاتي وداخلي، وحملة اللوحات الإعلانية، التي أنفق عليها 62 ألف دولار، تمّ تمويلها عبر تبرعات من قبل عددٍ قليل من المواطنين والمواطنات اللبنانيين المستقلين المساهمين بتأسيس الحزب.
وسيخوض "سبعة" الإنتخابات النيابية المقبلة، حتى لو تعثرت معركة الوصول إلى قانون انتخاب عادل، وتأخر الوصول إليه، وسيتنبه الحزب لعدم تكرار ما حصل في الإنتخابات البلدية والإختيارية من إنقسام المجتمع المدني في بيروت، بل سيخوض المعركة النيابية عبر تكتّل المدنيين بيدٍ واحدة لتقليص الشرعية الشعبية للأحزاب السياسية.
"سبعة" الذي ولد من رحم الحراك المدني الذي بدأ في صيف العام 2015 ضد "سوكلين" وأخواتها، يضم في صفوفه عددًا من الناشطين الذين كانوا جزءًا من الحراك الشعبي، فصحيح أنه لم يحدد برنامجه (اللافت للإنتباه المطالبة في سياق المؤتمر الصحافي بوزارة تعنى بشؤون اللاجئين) ولا مرشحيه، إلا أن الإنتساب للحزب هو مدخل للتجديد.

أمام "سبعة" الذي يضم فئة شبابية بشكل أساسي تحدٍ جاد يتمثل في إثبات سلوكه الواضح والشفاف  الذي يترجم بأفعال وطروحًا فعالة.