أولاً: حديث رسول الله (ص)

في حديث رسول الله مخاطباً إحدى سرايا الفتح الإسلاميّ بعد عودتهم من الغزو: "رَجِعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر". 
أي أنّه حَثَّهم على التنبّه إلى الجهاد الأكبر، وهذا يُرَجِّح  كون الجهاد الأصغر هو حمل السلاح والقتال في ساح الوغى سعياً لمرضاة الله والفوز بالجنة، أو بالغنيمة، ذلك أنّ نفراً غير قليل من بدو الجزيرة توافدوا للجهاد بعد أن سمعوا أخبار الغنائم. أمّا الجهاد الأكبر فهو مجاهدة النفس، ونبذ الدنيا ومغالبة الشهوات، وهذه من أشقى أنواع الجهاد.

ثانياً: حزب الله يستأثر بالجهاد الأصغر

منذ أن تمَّت تصفية سائر "المقاومات" التي كانت قد نذرت نفسها لمقاومة إسرائيل، وحُسمت الغلبة لصالح المقاومة الإسلامية في لبنان-حزب الله، والحزب يستأثر بمقاومة إسرائيل في الخارج والعملاء المتآمرين في الداخل، وهذه الأيام يستأثر بمقاومة التكفيريين وأعداء قوى المقاومة والممانعة الذين أرادوا النَّيل من أركان النظام السوري، الحصن المنيع والأخير للمقاومة الإسلامية في لبنان.

ثالثاً: نبيه بري والجهاد الأكبر

من جنيف، يتأهّب الرئيس بري للاستئثار بالجهاد الأكبر، سيُجاهد النفس كي تبقى عزيزة، فلا تتطاول لِتَحصيل مغريات الدنيا وقاذورات السلطة، سيترفّع عن مهاوي الفساد القادم، والذي لاحت نُذرُهُ بتهافت عون على الرئاسة الأولى، والحريري على الرئاسة الثالثة، وجعجع على بعض المناصب الحسّاسة، وحزب الله الذي يفضّل هذه الأيام القول: "وفاز من الغنيمة بالإياب"، وهكذا يتقاسم قطبا الطائفة الشيعية الجهادين الأكبر والأصغر، والله عنده حُسنُ المثاب.