إنشغل اللبنانيون عن النفايات في شوارعهم بحدث أصبح روتينيًّا وهو إنتخاب حفل ملكة جمال لبنان لعام 2016، فرغم التسريبات عن إسم الملكة سابقًا إلّا أن اللبنانيين أرادوا أن يمتّعوا عقولهم بالجمال اللبناني على كافة الأصعدة.
وما إن توجّت ساندي تابت ملكة جمال لبنان للعام 2016، حتى إنهالت التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي، حتى إنهم نسوا أزمة النفايات التي عادت من جديد مع حلول فصل الشتاء.
فمنذ يوم الثلاثاء 18 تشرين الأول، أعلن فيه عمال سوكلين بدء إضرابهم عن العمل، وبدأت النفايات تتراكم في شوارع بيروت، مذكرة بأزمات سابقة شهدتها المدينة منذ نحو عام، ويبدو مشهد النفايات المتراكمة ذاهبًا إلى حدوده القصوى، في الأيام المقبلة، طالما أن الشركة لا تريد التجاوب مع مطالب عمالها، القلقين على مصيرهم الوظيفي.
فقد عاد مشهد تكدّس النفايات في شوارع العاصمة بيروت  حيث فاضت المستوعبات بالنفايات وإحتلت الأرصفة وضيّقت الطرقات.
هذا المشهد ليس بجديد، لكن هذه المّرة ليس بسبب إغلاق المطامر، بل بسبب الإضراب المفتوح لموظّفي شركتَيْ "سوكلين" و"سوكومي" وتوقّفهم عن العمل للمطالبة بتحصيل مستحقاتهم وتعويضاتهم، فالإضراب الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي في مراكز معامل الفرز أوقف عمليات تجميع ونقل النفايات لتوضيبها، وبانتظار نتائج المفاوضات الجارية بين الإدارة وموظفيها وعمّالها، فإنّ العاصمة عادت لتواجه المشكلة التي تترافق معها نتائج وخيمة لجهة صحة وبيئة المواطن.
طفح الكيل في موضوع النفايات والضرر الكبير الذي وقع على صحة الانسان من جراء الروائح والأمراض الفتاكة، وأخذ بطريقه ما تبقى من أحراج لبنان ليجعل منها مكباً للفضلات الملوثة.
وعليه، فإن ملف النفايات من أهم المواضيع الذي يجب حلها بغض النظر عن الإنتظار لحين الإتفاقات السياسية ومن المخجل أن تبقى شوارعنا مزروعة بالنفايات تستقبل السياح عند خروجهم من مطار بيروت لتفوح الرائحة الكريهة في سماء لبنان الذي طالما هوت إليه المغتربين لتستنشق عبيره الزكي. أصبحت مشكلة النفايات "مسخرة" التاريخ التي ستدون في أمجاد بلادنا، أحراج تحولت إلى مكبات مكشوفة للنفايات من بيروت الى المتن الشمالي الى عالية والشوف، والأخطر هو اللجوء إلى حرق النفايات من أجل حل المشكلة وتلوث سماء لبنان وصحة المواطن باتت في خطر مستمر.