كان المرحوم الرئيس إلياس الهراوي قد نعت الدولة ذات يوم بالبقرة الحلوب، إلاّ أنّه أوضح لزائريه من المزارعين أنّ البقرة بحاجة إلى الحشيش اللازم كي يدُرّ ضرعاها وتستطيع إشباع أولادها.
ودولتنا المتهالكة يتهافت عليها أبناؤها سعياً للرضاعة والارتواء، وإذ يتأهب الجنرال عون لتبوؤ منصب الرئاسة، سارع حزب الله منذ أكثر من عامين وأمسك بأحد ضرعيها، وها هو الرئيس الحريري يمسك اليوم بضرعها الآخر بعد أن أضناه العطش وأصابه الجفاف، وحيث أنّ الرئيس بري الذي حمل منذ أكثر من شهر "سلته" أو "كيلته" وعادت فارغة، يقف كالطود أمام الجنرال عون حتى يتمكن من تأمين نصيبه في الرضاعة.
أمّا من يؤمّن الحشيش للبقرة؟ فكما سبق وطالب الرئيس الراحل: المزارعون والعمال والموظفون وأصحاب المهن الحرة والحرف وصغار التجار، في حين ينعم الفاسدون والمرتشون وأصحاب النفوذ والمعالي والنواب ومافيات المال والنفط والاتصالات، مع زوجاتهم طبعاً وأبنائهم وأحفادهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.