العنوان الابرز هو التشكيك الاميركي في ترشيح عون للرئاسة

 

السفير :

«كل المؤسسات الأمنية مستنفَرة من الآن وحتى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية». هذا الاستنفار يستوجب، بحسب مرجع أمني لبناني، «تضافر جهود جميع الأجهزة، من أجل توسيع مساحة الرصد أمنياً وجغرافياً ومن أجل استخدام أفضل للطاقة الأمنية القصوى في اتجاهات متعددة في هذه اللحظة المفصلية».
هي أيام سياسية ـ رئاسية بامتياز، سيكون أبرز الغائبين عن تفاصيلها المحلية، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يغادر اليوم على رأس وفد نيابي وإداري وإعلامي للمشاركة في المؤتمر البرلماني الدولي، في جنيف، على أن يعود الى بيروت يوم السبت في التاسع والعشرين من تشرين الحالي، فيترأس جلسة الحادي والثلاثين المخصّصة لتكريس انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في ظل تقديرات بأن ينال «الجنرال» ما بين 84 الى 87 صوتاً من أصل 127 (راجع «البوانتاج» ص. 3).
وفيما يواصل عون و «تكتل التغيير» حركة تشاورهم مع بعض الكتل والقيادات، على أن تشمل في الساعات المقبلة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، كان لافتاً للانتباه، أمس، صدور الموقف الأول من نوعه للإدارة الأميركية من الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
فقد أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري حذراً في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، وقال رداً على سؤال لدى استقباله نظيره الكويتي صباح الخالد الصباح في مقرّ الخارجية الأميركية: «نحن نأمل بالتأكيد أن (يحدث) تطور في لبنان، لكنني لست واثقاً من نتيجة دعم سعد الحريري (..) لا أدري». وأضاف كيري بحذر «نحن نأمل أن يتمّ تجاوز هذا المأزق الذي يؤثر على لبنان والمنطقة».
في هذه الأثناء، ينتظر أن تتوجّه السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد الى بلادها من أجل تزويدها بتوجيهات ديبلوماسية جديدة ربطاً بالاستحقاق الرئاسي، وهي أبلغت الرئيس سعد الحريري الذي طلب الاجتماع بها، في إطار استدعائه معظم سفراء الدول الكبرى في بيروت، أن بلادها لا تمانع أي خيار يتوصل إليه اللبنانيون من أجل ملء الفراغ الرئاسي، ونفت كل ما يُشاع عن تقليص المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، وقالت إن هذا البرنامج العسكري لن يتأثر وستواصل بلادها تزويد الجيش بالأسلحة والذخائر، وأكدت أن الأولوية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت إن بلادها مهتمة بالدرجة الأولى بالحفاظ على استقرار لبنان وإعادة تفعيل مؤسساته الدستورية.
عدم الممانعة الأميركية، قابلها موقف خليجي مماثل، إذ إن الرئيس الحريري ولدى تدقيقه في بعض التصريحات الخليجية في بيروت، تبين له أن مرجعاً رئاسياً لبنانياً سابقاً، بادر الى استدعاء عدد من السفراء الخليجيين وطلب إليهم أن ينقلوا الى بلادهم «مخاطر ومحاذير» يمكن أن تترتّب على انتخاب العماد عون، وخصوصاً ما يتصل بقيادة الجيش وهرميته والتأثير على قراره وبرامجه وعقيدته!
ولاحقاً، بادرت دوائر خليجية إلى الاتصال بمسؤولين رسميين لبنانيين وأبلغتهم حقيقة موقفها الذي يتقاطع الى حد كبير مع موقف الولايات المتحدة (عدم الممانعة). وقالت مصادر ديبلوماسية عربية إن عدم الحماسة لأحد الخيارات الرئاسية لا يعني الاعتراض عليه أو الوقوف ضده، كما يحاول البعض أن يصوّر موقفنا.
شبكات إرهابية.. «بالجملة»
في هذه الأثناء، كشفت مصادر أمنية لـ «السفير» أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمديرية العامة للأمن العام تمكّنتا من إلقاء القبض على شبكة إرهابية كانت تنوي تنفيذ تفجيرات خلال الأيام العشرة الأوائل من شهر محرم، وهي واحدة من بين عشر شبكات تم إلقاء القبض عليها في الفترة نفسها (6 شبكات لدى الأمن العام).
وقالت المصادر إن تقاطع معلومات أمنية جعل الأمن العام يلقي القبض على أحد الانتحاريين في منطقة الكولا، وقد اعترف بأنه كان ينوي تفجير نفسه بحزام ناسف بمستشفى الرسول الأعظم، ولاحقاً تم التعرف على إرهابيين ساعدا الانتحاري في قضايا لوجستية، وتم تسليم الثلاثة لمديرية المخابرات التي كانت على تنسيق يومي مع الأمن العام، حيث تمكنت من توقيف انتحاري قبل ساعات من تفجير نفسه بمسيرة عاشورائية في الضاحية الجنوبية.
ووفق المصادر نفسها، فإن الانتحاري الثاني (ع. ب) ألقي القبض عليه في محلة الطيونة، وتبين أنه كان يتواصل مع مشغِّليه في الرقة (هناك مشغِّلان الأول لبناني (من آل الصاطم) والثاني سوري يدعى «أبو ماريا»)، حيث طلبا منه انتظار «الدليفري» (الحزام الناسف)، وكان مطلوباً منه أن يتوجه سيرا على الأقدام باتجاه الضاحية وأن يفجّر نفسه في أول مجلس عاشورائي قيد الانعقاد.
وكرّت سبحة توقيفات هذه الشبكة، ليبلغ العدد الإجمالي 11 موقوفاً، أحدهم أوقف قرب الرسول الأعظم (طريق المطار القديم)، وتبين أن أعضاء الشبكة، ممن كانوا سينفذون أعمالاً إرهابية، لا يعرفون بعضهم بعضاً، ويسري ذلك على من كانوا يتولون أمورهم اللوجستية، فضلاً عن تأمين الأحزمة الناسفة لهم.
وفي هذه الأثناء، أحال الأمن العام الى القضاء العسكري المختص شبكة صور التي كان ألقي القبض على ثلاثة من أفرادها في حي بربور في المزرعة في بيروت، وتبين أنها تسعى إلى تنفيذ ثلاثة أهداف:
أولا، استطلاع طرق عبور وتنقل قوافل «اليونيفيل» في الجنوب وصولاً الى الناقورة، وقد تبين أن الشبكة كانت ترسل صوراً وإحداثيات ومعلومات بطريقة شبه يومية الى المشغّلين في الرقة (تمّت مصادرة جهاز الكومبيوتر).
ثانياً، استهداف أحد المطاعم في مدينة صور.
ثالثا، استهداف أماكن تجمع الأجانب في مدينة صور (على الأرجح عائلات ضباط وجنود قوات «اليونيفيل»).
واعترفت هذه الشبكة بأنها كانت في انتظار وصول انتحاريين مجهَّزين بأحزمة ناسفة لتنفيذ المخطط المذكور.

 

النهار :

اذا كانت "الالتفاتة" النادرة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الواقع اللبناني عموما والتطور المتصل بالاستحقاق الرئاسي فيه خصوصاً شكلت علامة فارقة في توقيتها ومضمونها أمس، فان هذا التطور الديبلوماسي دلل بوضوح على ان العد التنازلي ليوم 31 تشرين الاول اتخذ منحى بالغ الجدية ليس داخليا فحسب بل في بعض الخارج الدولي الذي ربما كان "فوجئ " بسرعة التطورات اللبنانية. وليس خافيا ان مسار التطور الرئاسي دخل الحقبة المقررة لوجهة لبنان السياسي برمته في المرحلة المقبلة وباتت القوى السياسية على اختلافها سواء أكانت تماشي خيار انتخاب العماد ميشال عون أم تناهضه تتعامل مع الايام العشرة التي تفصل عن جلسة 31 تشرين الاول على انها ستكون "صانعة الحدث" قبيل الجلسة الحاسمة.
والحال ان التصريح الذي ادلى به الوزير كيري حول الاستحقاق الرئاسي بدا "حمّال أوجه" مع أرجحية لافتة للتشكيك في نتائج مبادرة الرئيس سعد الحريري الى دعم ترشيح العماد ميشال عون الامر الذي فسره بعض المطلعين بانه رسم لظلال التحفظات الاميركية عن انتخاب عون المرتبط بحلف وثيق مع "حزب الله" والتنبيه المبكر الى محاذير سبق للاميركيين ان أبدوها في فترات سابقة حيال هذا الخيار. ولم يخف هؤلاء ان موقف كيري وان كان لا يرقى الى مستوى موقف تصعيدي فانه قد يترك انعكاسات داخلية لجهة تحفيز الجهات الرافضة لخيار عون على تزخيم التحرك الكثيف الجاري من أجل مواجهة انتخابه، خصوصا ان اتخاذ كيري هذا الموقف يرسم شكوكاً موازية حول وجود ضغوط اقليمية وخلفيات قسرية لعبت دورا في دفع الحريري الى هذا الخيار.
وكان الموقف الحذر لكيري كما اوردته "وكالة الصحافة الفرنسية" جاء في معرض اجابته عن سؤال في وزارة الخارجية الاميركية لدى استقباله نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح اذ قال: "نحن نأمل بالتأكيد ان (يحصل) تطور في لبنان لكنني لست واثقا من نتيجة دعم سعد الحريري (...) لا أدري". وأضاف االوزير الذي نادراً ما يعلق على الشأن اللبناني، بحذر: "نحن نأمل ان يتم تجاوز هذا المأزق الذي يؤثر على لبنان والمنطقة".
اما على الصعيد الداخلي، فان التطور الذي تمثل باندفاع رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع نحو الجزم بان العماد عون سيكون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الاول كما سيكون الرئيس الحريري رئيس حكومة العهد لم يحجب التعقيدات المتنامية على مقلب المعارضة لخيار عون والتي تتوزع على الاعتراض السني الواسع من جهة والعقدة الشيعية من جهة مقابلة. وتتبدى هذه التعقيدات في سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الى جنيف والازمة بينه وبين كل من العماد عون والرئيس الحريري "على زغل " بما يعزز الاحتمال الذي كثر الحديث عنه في الساعات الاخيرة حول امكان ان يسقط بري ونواب كتلته الاصوات السلبية ضد عون سواء لمصلحة النائب سليمان فرنجية أو أوراقاً بيضاء ومن ثم تنشأ العقبة الكبرى في تسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة لاحقاً. وتفيد معلومات انه على رغم المودٰة التي حاول رئيس المجلس إظهارها للعماد عون في لقائهما أول من أمس أمام عدسات المصوٰرين، الا انه أكد له ما ان بدأت خلوتهما:"أنا ضدك وسأذهب للتصويت ضدك. وانت تعرف ان مسألة النصاب هي في جيبي، ولكنني لا ألعب هذه اللعبة وسأنزل الى المجلس وسأصوٰت ضدك".
فأجاب العماد عون: "ما هو الحلّ؟ ما العمل الان"؟
قال الرئيس بري:" كنا في طاولة الحوار وكان بندها الاول رئيس الجمهورية، وعندما طرأ عامل إيجابي بتأييد الرئيس الحريري لك، كان بالإمكان أن تأتي بإجماع وطني من هيئة الحوار التي تتمثّل فيها كل الكتل النيابية. الا أن صهرك الوزير جبران باسيل الذي يريد تطيير الحكومة احتجاجاً على موضوع التعيينات الامنية جاء الى عين التينة وطيّر الحوار، وعاد بعد ذلك الى الحكومة".
وقالت مصادر مطلعة إن اللقاء انتهى بنحو نصف ساعة، وكانت خلاصته بأن بري لن يطير النصاب لا بل سيؤمٌنه في جلسة الانتخاب في ٣١ تشرين الأول، "اما في الباقي فللبحث صلة".
أما "حزب الله " فتؤكد المعلومات انه حسم أمره الى جانب العماد عون بالانتخاب، حتى من دون الرئيس بري، الا انه لن يكون في السلطة من دون بري وهذه الشركة محسومة لاعتبارات كثيرة، لا تقتصر على وحدة الطائفة بقدر ما تقوم على اقتناع راسخ بأن لا مصلحة للبلد الا بذلك. ويقول المطلعون على خلفية موقف "حزب الله" إنه يرى من الواجب والضروري العمل على ان تكون هناك تفاهمات شاملة لا تقصي أحداً. لذلك سيتعامل مع التصعيد الذي أظهره الرئيس بري على انه رفع للسقف وليس قطعاً للطريق على انتخاب عون.

 

جعجع
في المقابل، استرعى الانتباه جعجع في زيارتيه للرابية و"بيت الوسط" أمس على التأكيد انه " سيكون لنا رئيس صنع في لبنان فعلاً". واذ وصف انتخاب عون بانه سيكون "الخطوة الاولى على طريق تطبيق فعلي لاتفاق الطائف"، أمل "ان نصل الى الاجماع حول الجنرال عون قبل 31 تشرين الاول"، كما اعتبر "ان 14 آذار باقية ولا أدري ان كان هناك 8 آذار بعد".
ووصف لقاءا جعجع مع عون والحريري بانهما كانا ايجابيين لجهة تقويم المرحلة المتبقية لجلسة الانتخاب. وفي لقاء الرابية شدد عون وجعجع على ضرورة تكليف الرئيس الحريري وتشكيل الحكومة "في فترة قصيرة لانطلاقة قوية للعهد "، مع التشديد على "ضرورة استكمال المسار التوافقي الجامع من دون استثناء ".كما كان "تقدير لخطوة الرئيس الحريري وأكد عون دور "حزب الله" الإيجابي والداعم للمسار".

 

 

المستقبل :

مع تأدية الرئيس سعد الحريري قسطه الوطني إلى العُلا متوّجاً سلسلة مبادراته الرئاسية المتتالية بقرار تبني آخر خيار متاح لإنهاء الشغور على قائمة بكركي للأقوياء الأربعة، باتت الأنظار متجهة إلى ملعب «حزب الله» حيث بات لزاماً عليه الاختيار بين اثنين لا ثالث لهما: إما تلقف كرة الحريري الرئاسية وتأمين جلسة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً أو نزع قناع دعمه لترشيح عون والكشف تالياً عن وجه التعطيل الحقيقي للاستحقاق. وإلى أن تظهر نتيجة هذا «الامتحان» الذي يُرتقب أن تظهر أولى ملامح الإجابات عنه غداً في خطاب أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بعدما كان قد أشار إليه عشية عاشوراء باعتباره معياراً لكي «يُكرم المرء أو يهان»، لا تزال أصداء خطاب بيت الوسط أول من أمس تتردد إيجاباً في أرجاء الساحة السياسية المؤيدة للمبادرة، سيما على ضفة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي زار عون صباحاً مبدياً تفاؤله بقرب لبننة الاستحقاق الرئاسي، والحريري مساءً معرباً عن الالتزام بتحقيق مشروع 14 آذار. في الغضون، وبينما تتجه أنظار الرابية اليوم إلى المختارة لاستشراف ما سيكون عليه موقف كتلة «اللقاء الديمقراطي» من المستجدات الرئاسية عقب اجتماعها برئاسة النائب وليد جنبلاط، عكست المؤشرات التي تبدت عشية الاجتماع أجواء تشي بأنّ كل الاحتمالات لا تزال مفتوحة بالنسبة لما ستخرج به الكتلة اليوم ومن ضمنها احتمال عدم حسم توجهها الانتخابي في الجلسة الرئاسية المقبلة إفساحاً في المجال أمام مزيد من التشاور قبل تاريخ 31 الجاري. وبهذا المعنى أتت ربما إشارة الوزير غازي العريضي أمس إلى كون المسألة لا تزال «في بداية الطريق» في معرض رده على أسئلة الصحافيين حول ما إذا كان «اللقاء الديمقراطي» سيصوّت لصالح انتخاب عون، مكتفياً بالقول إنّ اجتماع المختارة اليوم سيشهد «نقاشاً تفصيلياً ليُبنى على الشيء مقتضاه» مع التأكيد على كون النائب هنري حلو «لا يزال مرشحاً» حتى الساعة. 

جعجع

بالعودة إلى نشاط جعجع، فقد أنهى يومه التشاوري حول المستجدات الرئاسية أمس بزيارة بيت الوسط حيث اجتمع بالرئيس الحريري واستعرض معه التطورات ثم استكملا النقاش إلى مأدبة العشاء. وإذ نوّه بعد الاجتماع بشجاعة الحريري باعتبار «قلائل غيره الذين يجرؤون» على اتخاذ موقف «منطقي وعقلاني وربما غير شعبي» كالذي اتخذه بإعلان تأييد ترشيح عون، أعرب جعجع عن سروره لعودة «العلاقات بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية إلى سابق عهدها، ليس بمعنى الحركة السياسية البسيطة بل بمعنى 14 آذار الكبير»، وأردف قائلاً: «كل شيء سنقوم به، مهما كان ظاهره، نقوم به من أجل إيصال مشروع وسام الحسن و14 آذار (...) لن نستكين قبل أن نحقق تحديداً مشروع 14 آذار (...) لا تغشكم المظاهر، فأينما رأيتمونا وكيفما رأيتمونا، الأمر الوحيد الذي يكون في ذهننا هو مشروع 14 آذار».

وكان جعجع قد زار صباحاً الرابية حيث التقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» مبدياً تفاؤله بعد اللقاء بلبننة الاستحقاق الرئاسي، وقال: «سيكون لنا رئيس صنع في لبنان بالفعل وبات لنا كيان لبناني فعلي»، آملاً التفاف الكتل النيابية خلف تأييد ترشيح عون، مع تشديده على كون «هذه الخطوة هي الأولى على طريق تطبيق اتفاق الطائف الذي لم يُطبق يوماً بشكل فعلي».

ذكرى الحسن: حماية الدولة

وأمس، شارك الرئيس الحريري في الاحتفال الذي أقامته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن والمؤهل أول أحمد صهيوني، في قاعة الشرف بثكنة المقر العام، في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيسة «مؤسسة اللواء وسام الحسن» آنا الحسن وذويه وذوي صهيوني، إلى جانب عدد من كبار الضباط. 

وبعد أداء مراسم التكريم، وضعت أكاليل من الزهر أمام النصب التذكاري للواء الشهيد. كما وزعت جوائز مؤسسته على عدد من الضباط الذين حققوا إنجازات لافتة في قوى الأمن. في حين كانت كلمة للمشنوق أكد فيها «الثبات على خط الدفاع عن الدولة بقيادة الرئيس الحريري»، مؤكداً أنّ ما أعلنه أمس الأول من «اتفاق سياسي» في إطار مبادرته الرئاسية إنما هو «يلخّص الثوابت التي استشهد من أجلها وسام الحسن وبقية الشهداء: حماية الدولة وإحياء المؤسسات وتحييد الدولة اللبنانية عن الأزمة السورية، والتزام الطائف وعروبة لبنان».

البورصة.. صعوداً

تزامناً، واصلت الانعكاسات الإيجابية لمبادرة الحريري الرئاسية ترجماتها عملانياً على الساحة الاقتصادية من خلال مواصلة بورصة بيروت طريقها صعوداً وسط ارتفاع في حركة التداول حجماً وقيمةً من 33 ألف و698 سهماً بقيمة 317 ألف دولار في الأسبوع الماضي إلى 538 ألفاً و336 سهماً بقيمة 6 ملايين دولار في نهاية هذا الأسبوع. ووفقاً لذلك، ارتفعت القيمة السوقية للبورصة من 9.6 مليارات دولار الأسبوع الفائت إلى 10.14 مليارات هذا الأسبوع. 

في وقت وصل مؤشر مصرف «بلوم انفست» للأسهم اللبنانية (BSI) إلى أعلى مستوى له منذ عام ونصف العام إلى 1205 نقاط أول من أمس بالتزامن مع إعلان الحريري مبادرته الرئاسية. كما رصد على مستوى الانعكاسات الإيجابية أيضاً، ارتفاع شهادات إيداع شركة «سوليدير» المدرجة في بورصة لندن بنسبة 17.95 في المئة خلال أسبوع لتقفل عند 11.50 $ من 9.75 $.

 

الديار :

في اول تعليق من واشنطن اهم دولة عالمية قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن لديه شكوكاً بامكانية وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وهو ما يدل على ان الولايات المتحدة الاميركية ليست داعمة لترشيح الحريري للعماد عون وهذا ما قالته السفيرة الاميركية في بيروت للرئيس الحريري عندما استقبلها في بيت الوسط. لذلك فان تصريح الوزير كيـري هو اول اشـارة اميركية بعدم التعاون مع العماد عون والاكتفاء بالتعاون مع سعد الحريري كرئىس للحكومة. وقال كيري لدى استقباله نظيره الكويتي صباح الخالد الصباح «نـأمل ان يسير لبنان باتجاه الانتخابات الرئاسية كما لست متأكدا من نتائج الدعم الذي يقدمه الحـريري، ولكـننا نأمل ان يحل المأزق الرئاسي الذي يؤذي لبنان والمنطقة».
الموعد المهم على صعيد الاستحقاق الرئاسي اجتماع كتلة اللقاء الديموقراطي اليوم في المختارة برئاسة الـنائب وليد جنبلاط، ويبدو ان النائب جنبلاط سيترك الحرية لاعضاء كتلته في جلسة الانتخاب في 31/10/2016، لكنّ جنبلاط والنواب الحزبيين في كتلته سيؤيدون العماد ميشال عون، ولن يعادي النائب جنبلاط مسيحيي الجبل عبر وقوفه ضد حلف عون وجعجع ولن يعادي سنّة اقليم الخروب، اضافة الى انه طالب منذ فترة «بضرورة الانتهاء من الانتخابات الرئاسية وانتخاب اي كان شرط الانتهاء من الفراغ الرئاسي، علماً ان 8 نواب من كتلة اللقاء الديموقراطي سيلتزمون بخيار جنبلاط باستثناء 3 نواب او نائبين.

 لقاء بري ـ عون 

اما على صعيد الرئيس نبيه بري الذي سافر الى الخارج وسيعود في 28 تشرين الاول اكد انه لن ينتخب العماد ميشال عون لكنه لن يعلن تأييده لمرشح اخر. وسربت معلومات عن لقاء عون - بري ان رئيس مجلس النواب سيصوت بورقة بيضاء ولن يعطي صوته لعون وسيكون كرئىس للسلطة التشريعية على الحياد دون تأييد عون لان للرئيس بري مآخذ سابقة جراء اشكالات حصلت بينه وبين تكتل التغيير والاصلاح وخاصة مع الوزير جبران باسيل، وقام الرئيس بري اكثر من مرة بارسال موفدين من قبله الى العماد عون لمعالجة الامر، كما ارسل له عدة رسائل لمعالجة موضوع الوزير باسيل بشأن قطاع النفط وغيره من المسائل. لكن العماد عون لم يتحرك لمعالجة الموضوع كما تمنى الرئيس بري. المهم ان رئيس المجلس لن يؤيد العماد عون لكنه لم تصل به الامور الى ان يؤيد خصمه، وفي المعلومات ان بري سيصوت بورقة بيضاء...
الايام المقبلة ستكون حافلة ومليئة بالاتصالات السياسية لتهدئة الاوضاع واجراء الانتخابات الرئاسية بهدوء ووصول العماد ميشال عون الى بعبدا في 31/10/2016 رئىسا للجمهورية اللبنانية وسيكون الرئيس سعد الحريري رئىسا للحكومة، وفي ظل هذه الاجواء في البلاد، انتعشت الاسواق المالية والبورصة واسعار السوليدير وهناك طلبات على العقارات وخــلال الـ 24 ساعة الماضية ارتفعت بنسبة 15% اسعار العـقارات منذ ان تم الاعلان عن انتخاب رئىس للجمـهورية.
اما بالنسبة للشارع السني، فان الرئيس الحريري يعتقد انه خلال شهرين يستطيع استيعاب ردات فعل الشارع السني التي تحركت في بعض المناطق عبر اعمال تجارية وانجازات حكومية وزيارات للمناطق وخدمات وقرارات حكومية ومشاريع لانماء المناطق وحل المشاكل جذريا وذلك بالتنسيق مع رئىس الجمهورية المنتخب اذا تم انتخاب العماد عون ومع الحكومة التي ستتشكل.

 بوتين ودعوة عون 

سفير روسيا رحب امام زواره بخيار الرئيس الحريري ودعمه لعون وللاتفاق الذي حصل وسيوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة للعـماد عون لزيـارة موسـكو عند اول مناسبة، مع العلم ان عون في حال انتخابه لديه اولوية لزيارات عدة اولها الفـاتيكان، وفرنسـا والسعودية وبعدها زيارات اخرى ولن يتحرك منفردا بل سيكون دائما برفقته وفد وطني شامل خلال زياراته الخارجية.


 حاكم مصرف لبنان 

وقد بدأ الحديث ببعض الملفات وبتعيين حاكم لمصرف لبنان، علما ان ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامه تنتهي في شهر تموز المقبل، أي بعد 8 اشهر. وهنالك اشاعات عدة بشأن هذا الامر، لكن القانون المتعلق بمصرف لبنان لا يسمح بالتمديد للحاكم لسنة واحدة بل لـ 6 سنوات اذا لم يتم تعيين بديل عنه.
 وفي هذا المجال تحركت الهيئات المصرفية ووصلت اشارات منها ومن صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتحاد المصرفي الاوروبي ومن مصرف روسيا الاتحادية الاساسي ودول خليجية وعربية ومن العراق وغيرها، ووصلت هذه الاشارات الى العماد عون والرئيس الحريري تحذرهما بأن لا يتم المس بموقع حاكم مصرف لبنان.
علماً ان هنالك لائحة من بعض الاسماء لتعيينها في منصب الحاكم كجهاد ازعور ودميانوس قطار وشادي كرم الذي كان مستشارا ماليا للرئىس ميشال سليمان، مع العلم ان شادي كرم يدير اموال رامي مخلوف وعائلة مخلوف في مونتي كارلو ويدير اعمالهم وشركاتهم وهو وكيلهم هناك وكان يمارس المهمة الى جانب مهمته كمستشار للرئيس ميشال سليمان.
لكن شادي كرم هو من اوصل المصرف اللبناني للتجارة الذي كان يملكه ال ابو جوده الى شبه الافلاس، وكون المصرف يعتبر مصرفا مارونيا تدخل البطريرك الماروني مع حاكم مصرف لبنان لانقاذه، وقدم له الحاكـم السيولة وأنهى مسألة الودائع لتجنب الافـلاس، وتم بيعه الى مصرف قطري ثم قام حاكم مصرف لبنان باتمام صفقة شرائه من قبل فرنسبنك وموريس صحناوي، حيث حصل مصرف فرنسبنك على 70% من المصرف التجاري وحصل موريس صحناوي على 30% واصبح موريس صحناوي رئىس مجلس ادارة البنك اللبناني للتجارة، وهذه ثغرة كبيرة وقع فيها شادي كرم وهذا عائق لوصوله الى حاكمية مصرف لبنان.

 تشكيل الحكومة 

وبالنسبة لتشكيل الحكومة يتم التداول بالاسماء لكـن لا يمكن الكشف عنها مع ان «الديار» لديها لائحة بهذه الاسماء، ولكن لا نريد ان «نحرق» مسافة الـ 10 ايام التي تفصلنا عن انتخاب الرئيس، بل سنترك الامـور لما بعد الانتخاب، وحينها سيبدأ الحديث عن تشكيل الحكومة وستكشف «الديار» اسماء الوزراء ومعظمهم من الشباب ومعروفون بشفافيتهم ونظافتهم وكفاءتهم وقدرتهم. اما بشأن قطاع النفط فسيكون هم الحكومة الاول وسيتم استخراج النفط من القطاعات العشرة للنفط والغاز من البحر، وسيكون التنقيب بأسرع وقت ممكن، لانها ستشكل دخلاً هاماً للخزينة اللبنانية ولن «ينام» الملف، وكذلك سيتم انشاء مجلس مشترك سوري - لبناني لمعالجة قضية اللاجئىن السوريين في لبنان، مع العلم ان معارك حلب ودير الزور والحسكة ستنعكس سلبا على الساحة اللبنانية، لكن ستتم معالجة اثارها وسوريا بلد موحد واللاجئون من ريف حلب، ودير الزور ومناطق اخرى سينتقلون الى مناطق آمنة داخل سوريا في محيط دمشق ودمشق والمعضمية وقدسيا ومناطق في حمص ومحافظة درعا التي اصبحت امنة ويمكن استيعاب لاجئىن فيها، خصوصا ان منطقة درعا التي كانت بؤرة توتر واشتباكات عنيفة، اصبحت الى حد ما هادئة، وسيتم انشاء المجلس المشترك كأول خطوة تعاون بين الحكومتين السورية واللبنانية.

 وفد سوري ممثلاً الاسد لتهنئة عون 

وعلمت «الديار» ان الرئيس السوري بشار الاسد قد يرسل موفدا رفيعا لتهنئة العماد ميشال عون في الرابية مع وفد سوري مدني. وسيتم استقبال الوفد بشكل رسمي على الحدود اللبنانية - السورية وستكون اول خطوة لإلغاء الجفاء والقطيعة بين لبنان وسوريا.

 

الجمهورية :

بِسَفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جنيف اليوم لمدة اسبوع، يمكن الاستنتاج بأنّ الاتصالات والمشاورات في شأن الاستحقاق الرئاسي ستدخل في شيء من التباطؤ والجمود، في اعتبار انّ رئيس المجلس هو محورها، والانظار مسلّطة على ما سيكون عليه موقفه، خصوصاً انّ لقاءه القصير مساء امس الاول مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون قيل إنه كسر الجليد بينهما لكنه لم يذلّل الخلاف. لكنّ سفر بري لن يمنع من استمرار الاتصالات على جبهتي «بيت الوسط» والرابية، وبينهما وبين مختلف القوى السياسية والتي كان منها أمس زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرابية نهاراً و«بيت الوسط» مساء.

تبدو خطوة المرشِّحين والمرَّشحين حتى الآن حذرة، في اعتبار انّ الضبابية ما تزال تلفّ بعض المواقف المحلية فضلاً عن الصمت المطبق على المستويين الاقليمي والدولي.

الّا انّ موقفاً اميركياً يُعدّ الاول بعد اعلان الرئيس سعد الحريري تَبنّيه ترشيح عون خرق الصمت الدولي، وتمثّل بإعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري رداً على سؤال في وزارة الخارجية لدى استقباله نظيره الكويتي صباح الخالد الصباح: «نحن نأمل بالتأكيد ان يحدث تطوّر في لبنان، لكنني لست واثقاً من نتيجة دعم سعد الحريري (...) لا أدري».

واضاف: «نحن نأمل ان يتمّ تجاوز هذا المأزق الذي يؤثّر على لبنان والمنطقة».

«القوات» تردّ

وفيما دعا جعجع كيري الى الانتظار ورؤية «نتائج خطوة الحريري»، قال نائبه جورج عدوان لـ»الجمهورية»: «إنّ تصريح كيري يؤكد مرة جديدة أنّ الإستحقاق الرئاسي لبناني مئة في المئة وليس هناك أيّ كلمة سرّ خارجية أو تَدخّل من دولة معينة». وأضاف: «نريد مُنجِّماً لنعرف توقيت هذا التصريح، فأنا صراحة لا أعرف لماذا استقصَد الخروج به في هذا التوقيت».

وعمّا إذا كان هذا الموقف الاميركي سيؤثر سلباً على الإستحقاق الرئاسي ومبادرة الحريري، أكّد عدوان انه «متفائل بعد هذا التصريح وبتُّ متأكداً انّ الإنتخاب سيتمّ قريباً جداً، فتصريحه يؤثّر إيجاباً لأنّ كل مرّة تحلّل الإدارة الأميركية الحالية شيئاً معيناً يحصل عكسه. وبالتالي، فإنّ قلق كيري من عدم نجاح مبادرة الحريري يعني انّ المبادرة تسلك طريقها الصحيح».

وفي السياق، قالت مصادر متابعة للاستحقاق الرئاسي انّ القوى الاقليمية والدولية لا تُبدي حماسة لمبادرة الحريري في ظل تطلّع الى أنّ ما سيصدر عن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله من مواقف غداً، ستؤشّر الى مصير الاستحقاق الرئاسي خصوصاً انّ هناك مشاورات مرتقبة سيجريها الحزب في غير اتجاه من دون ان يعني ذلك انه سيمارس ضغوطاً على هذا الفريق او ذاك. كذلك ما سيصدر عن اجتماع «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب وليد جنبلاط في المختارة اليوم.

ويتخوّف معنيون بالاستحقاق من احتمال بروز أفخاخ ما قد تغيّر مسار الاوضاع، خصوصاً انّ بعض المؤشرات السلبية بدأت تلوح في الشارع ومنها لافتات في طرابلس والطريق الجديدة تعبّر عن معارضة لخيار الحريري ويذهب بعضها الى اعتبار ما يجري يخالف التطلّعات، ما جعل البعض يستشعِر انّ خلف ما يجري هو محاولة لإضعاف مُرَشِحي عون في شارعهم، وعلى المستوى السياسي العام، خصوصاً انّ المعترضين ينطلقون من مسلّمة انّ ما ذهب اليه المُرَشِحون لا يحظى بتغطية حلفائهم الاقليميين.

لكنّ فريقاً آخر من السياسيين يعتبر انّ تفاهم الحريري ـ عون بما يمثّلان من مكونين اساسيين، يشكّل تطوراً ايجابياً يمكن البناء عليه للمستقبل حتى في حال لم تنجح المبادرة، خصوصاً اذا أدّت هذه المبادرة الى فتح صفحة جديدة بين «حزب الله» وتيار «المستقبل».

في اعتبار انّ الحريري، على رغم تصعيده المستمر ضد الحزب، قد رشّح حليف هذا الحزب، وقد كانت المفارقة اللافتة انه في الوقت الذي ضمّن الحريري كلمته الترشيحية موقفاً سلبياً ضد الحزب، كانت هناك جلسة حوار ثنائي بين «المستقبل» والحزب في عين التينة، في وقت كان عون يتجوّل بينها وبين «بيت الوسط».

بري ـ عون

وعلمت «الجمهورية» في هذا الصدد انّ اللقاء بين بري وعون لم يكن سلبياً، لكنّ رئيس مجلس النواب كان صريحاً جداً إذ ابلغ الى ضيفه المرشّح انه يعارض ترشيحه ولن يصوّت له، وتوجّه اليه قائلاً: «كان يمكنني أن اطيّر النصاب بالذريعة نفسها التي سبق واستخدمتموها لتطيير النصاب على مدى 45 جلسة، لكنني لن ادخل في هذه اللعبة وسأنزل الى مجلس النواب وسأشارك في جلسة 31 تشرين الجاري».

واضاف بري: «الحل كان ممكناً في طاولة الحوار التي يتصدّر جدول أعمالها انتخاب رئيس الجمهورية، وعندما طرأ موقف الرئيس الحريري شكّل هذا الامر عاملاً جديداً لمصلحتك، عندها كان يمكن ان تأتي بإجماع وطني لكنّ صهرك (الوزير جبران باسيل) طَيّر الحكومة بحجّة التمديد للاجهزة الامنية، ثم طيّر الحوار ثم عاد من بعدها الى الحكومة، وكل ما قام به صَعّب الحل».

فسأله عون: «إذاً، ما العمل؟». أجاب بري: «الحل في ان نعود جميعاً الى طاولة الحوار. امّا وقد حصل ما حصل فليس أمامنا سوى الذهاب الى جلسة الانتخاب في 31 الجاري، أنت معك الاكثرية فإذا لم تنتخب رئيساً في الدورة الاولى بنصاب الثلثين، (أي 86 نائباً) فإنك ستنتخب في الدورة الثانية بالأكثرية المطلقة (اي النصف +1).

وعلمت «الجمهورية» انّ عون كان صامتاً اكثر منه متكلّماً طوال اللقاء، وسأل اكثر من مرة عن سبل الحل.

جعجع عند عون

وكان جعجع قال بعد زيارته عون إنه «سيكون لنا اليوم رئيسٌ صُنع في لبنان بالفعل، وبات لنا كيان لبناني فِعلي»، وتمنى على الجميع انتخاب عون وقال: «في نهاية المطاف هذه إنتخابات، وهناك من هو مع ومن هو ضد، والرئيس سعد الحريري سيُكلّف ويؤلّف الحكومة العتيدة، ولا أتصوّر انّ وجهنا هو وجه تعيين ولا أتصور انّ وجه الرئيس الحريري هو وجه تعيين أيضاً».

وعن وجود مخاوف أمنية، قال جعجع: «كان لدينا إشكالية رئاسية كبيرة وذهبنا في الطريق الوحيد الذي يخرجنا منها، لا مؤشرات تدلّ الى وجود أيّ خطر أمني لكن علينا ان نبقى على يقظة».

وذكرت مصادر مطلعة انّ لقاء عون ـ جعجع الذي دام ساعتين تركز على موضوع الإستحقاق الرئاسي وتحديداً انّ الجلسة ستتم بموعدها اي 31 الجاري وستؤدي إلى انتخاب عون رئيساً. وأجريا نوعاً من التقويم لما أنتجته المصالحة بين «التيار» و«القوات» وما عكسته من ارتياح في الشارعين المسيحي والوطني، وما شَكّله التلاقي المسيحي من جسر عبور نحو الطوائف الأخرى لحلّ الأزمة الرئاسية».

واكّدت ارتياح عون وجعجع الى قرار الحريري ترشيح عون، وحرصهما على دوره وتيار «المستقبل» بما يمثّلانه من وجه سني معتدل في لبنان.

... وعند الحريري

ومساء زار جعجع الحريري وخرج جازماً بأنه «في 31 تشرين الأول سيكون لنا رئيس جمهوريّة ورئيس حكومة العهد هو سعد الحريري»، آملاً ان «نَصل إلى الاجماع حول الجنرال عون قبل 31 تشرين الأول، ولكن إن تعذّر هذا الاجماع يجب أن يتذكر الجميع أنّ هذه انتخابات ويجب التعامل مع الرئاسة بهذا الشكل».

ورداً على سؤال، أجاب: «من المؤكد أنّ «14 آذار» باقية ولكنني لا أدري إن كان هناك «8 آذار» بعد، فمشروع «14 آذار» مستمر وأنا متفائل به».

وأشار جعجع الى انّ «العماد عون يملك تأكيداً من نواب «حزب الله» بالتصويت لمصلحته في انتخابات الرئاسة».

جنبلاط

وقالت مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي لـ«الجمهورية» انّ جنبلاط دعا أعضاء «اللقاء الديموقراطي» الـ11 الى اجتماع يعقد ظهر اليوم في المختارة لمناقشة التطورات المتصلة بالإستحقاق الرئاسي واتخاذ الموقف المناسب منها في ضوء المواقف التي تسارَعت بعد تبنّي الحريري ترشيح عون وموقف بري من الإستحقاق.

واوضحت انه لن يكون على «اللقاء» اتخاذ موقف نهائي اليوم من الإستحقاق طالما انّ الأمور ما زالت ضبابية جداً، وانّ هناك توجهات رئيسية لم تحسم بعد وهو ما خَلصت اليه جولة وفود حزبية على بعض القيادات السياسية والحزبية وفي المشاورات التي يجريها جنبلاط بعيداً من الأضواء.

ولفتت المصادر الى انّ جنبلاط يرصد التطورات الداخلية والخارجية وهو على تشاور مستمر مع مختلف الأطراف وكل من بري والحريري، وانّ المعطيات المتوافرة حتى اللحظة لا تسمح بقراءة واضحة للمواقف النهائية وليس مضموناً إمكان تحديد الموقف النهائي طالما انّ المواجهة ما زالت مفتوحة، بالإضافة الى المعلومات المتداولة عن تفكّك بعض الكتل النيابية الى درجة غير مسبوقة وهو امر لم يكن مُحتسباً مسبقاً.

ولم تنف المصادر إمكان ان يترك جنبلاط لأعضاء «اللقاء» الحرية في انتخاب ايّ من المرشحين إذا بقيت المواجهة مفتوحة بين اكثر من مرشح، وهو الأمر المرجّح بالنسبة الى جلسة نهاية الشهر الجاري.

 

اللواء :

فرض تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري نفسه مادة ذات صلة بمتابعة لبنانية للجهود القائمة، إما لإيصال النائب ميشال عون إلى قصر بعبدا، أو مواجهة هذه المحاولة بالتأكيد على استمرار ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة الأولى.
وتأتي تصريحات كيري حول خطوة الرئيس سعد الحريري بتبني دعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، باعلانه بأنه «ليس واثقاً من نتيجة هذا الدعم»، مضيفاً: «لا أدري»، متزامنة مع عرض قناة «العربية» أسماء أشخاص وشركات تابعة لـ«حزب الله» وضعتها الولايات المتحدة على اللائحة السوداء بالتزامن مع إعلان الحريري بمثابة رسالة واضحة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بأن سياسة الضغط على «حزب الله» وتجفيف منابعه المالية ستستمر، وفقاً «لما لاحظته مصادر دبلوماسية ربطت بين هذه الإجراءات وتصريحات كيري».
وكان كيري قال رداً على سؤال في مبنى الخارجية الأميركية في واشنطن لدى استقباله نظيره الكويتي صباح الخالد الصباح (فراس برس): «نحن نأمل بالتأكيد ان يحدث تطوّر في لبنان، لكني لست واثقاً من نتيجة دعم الحريري (...) لا أدري».
أضاف كيري الذي نادراً ما يعلق على الشأن اللبناني بحذر: «نحن نأمل ان يتم تجاوز هذا المأزق الذي يؤثر على لبنان والمنطقة».
وفيما وضعت أوساط عونية كلام كيري بأنه «يصب في إطار توفير الدعم لانتخاب عون للرئاسة الاولى»، رأت أوساط في «حزب الله» ان كلام كيري «يعزز ثقة اللبنانيين بقرب الحل لازمة الرئاسة».
التعليق المختصر جاء على لسان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من «بيت الوسط» رداً على سؤال يتعلق برؤيته لموقف كيري من خطوة الرئيس الحريري بقوله : «فلينتظر ويرَ».
على ان الموقف الحذر الآخر، وأن لم يبد كذلك، عبر عنه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في كلمة له في احياء الذكرى الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، بمشاركة شخصية من الرئيس الحريري، عندما أشار إلى ان دعم الحريري لترشيح عون «قد يكون آخر التسويات الممكنة في لبنان، وقد يكون آخر اغصان الزيتون، إذا ما ثبت ان ما نصنع معهم التسوية يريدون تحويلها إلى معادلة نصر وهزيمة للدولة وقدرتها».
وأكّد المشنوق «اننا قررنا بقيادة الرئيس الحريري ان نخوض المعركة من قلب الدولة بعيداً عن عراضات الشارع ومزايدات المزايدين، ونحن ثابتون بقيادة الرئيس الحريري على خط الدفاع عن الدولة ومؤسساتها»، واصفاً ما حصل (قرار الحريري) بأنه «محاولة لتسوية مبنية على اتفاق سياسي يلخص الثوابت التي من أجلها استشهد وسام الحسن وبقية الشهداء، وهي: حماية الدولة واحياء المؤسسات وتحييد لبنان عن الأزمة السورية، والاهم التزام الطائف وعروبة لبنان».
جعجع بين «بيت الوسط» والرابية
وهذا الموقف الذي توقفت عنده الأوساط السياسية والذي جاء بصيغة تمنع التأويل اوالتفسيرات، حاول جعجع بعد اجتماع مع الرئيس الحريري اعقبه عشاء، ان ينقله إلى وجهة أخرى، معتبراً ان ترشيح عون للرئاسة الأولى والحريري للرئاسة الثالثة، انتصار لمشروع 14 آذار، «فنحن صاعدون على سلم اوننزل إلى درج، فأينما رأيتمونا، الأمر الوحيد في ذهننا هو مشروع 14 آذار».
ورداً على سؤال قا: «انه لا يعرف إذا كان هناك 8 آذار، لكن أساس 14 آذار هو مشروعها الذي كان موجوداً دائماً، وأنا متفائل من أي وقت آخر بمشروع 14 آذار».
ورداً على سؤال آخر قال جعجع: «العماد عون لديه تأكيد بأن «حزب الله» سيصوت له، وبالنسبة لنا دعونا في الأجواء التفاؤلية، فالعماد عون أخذ حزب الله على مسؤوليته».
وبعد ان حيّا الرئيس الحريري على شجاعة موقفه، رأى ان «الازمة المستفحلة التي نعيشها منذ عامين على وشك ان نخطو الخطوة الأولى على طريق حلها، وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وتوقع ان يحدث انتخاب عون في جلسة 31 تشرين الحالي، مرشحاً الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، داعياً إلى الإسراع بتشكيلها، مشيراً إلى الاخبار التي تتحدث عن تحسن سوق الأسهم.
وكان جعجع أشار بعد لقاء العماد عون في الرابية «اننا اقتربنا من نهاية النفق الرئاسي»، موضحاً ان النائب وليد جنبلاط أكثر من يعرف التركيبة اللبنانية، وأن أحداً لن يترك الرئيس نبيه برّي، وسيكون لنا رئيس في 31 الشهر «صنع في لبنان»، معتبراً ان الخطوة الأولى بعد الانتخاب هي تطبيق الطائف. (راجع ص2)
ولاحظ مصدر سياسي أن تركيز جعجع على أن الانتخاب يجب أن يحصل يوم الاثنين الذي يلي الاثنين المقبل، أي بعد 10 أيام، له صلة بتخوّفه من أن يلعب الزمن لغير مصلحة عون، وهو ما أبلغه إياه، طالباً منه (أي من عون) أن يرفض الاقتراح الذي كان يعمل له «حزب الله» بتأجيل الجلسة أسبوعين ريثما ينضج التفاهم مع الرئيس برّي.
وبالنسبة للتحضيرات الجارية لجلسة الانتخاب أوفد النائب جنبلاط نجله تيمور مع الوزيرين وائل أبو فاعور وأكرم شهيّب والنائب غازي العريضي إلى خلدة لوضع النائب طلال أرسلان في أجواء قرار «اللقاء الديموقراطي» الذي يعقد اجتماعاً اليوم لتقرير الموقف، على خلفية وحدة الطائفة الدرزية، كما أشار أرسلان الذي تربطه علاقة صداقة بالمرشح الرئاسي فرنجية، وليس بإمكانه أن يصوت لصالح عون أو يكتفي بورقة بيضاء.
مع الإشارة إلى أن العملية الجراحية التي خضع لها جنبلاط في عينه حالت دون استقباله اليوم النائب عون، وتردد أن الزيارة أرجئت إلى الأسبوع المقبل.
عين التينة
في عين التينة، غاب نشاط الرئيس برّي العلني، وترددت معلومات أنه توجه إلى جنيف على أن يلحق به الوفد النيابي اللبناني اليوم.
وفيما امتنعت أوساط عين التينة، أو نواب كتلة «التنمية والتحرير» عن الكلام في أي شأن يتعلق بجلسة 31 تشرين والتي تحمل الرقم 46، لم يخف نائب عوني أن رهاناً ما يزال قائماً على جهد يبذله «حزب الله» مع الرئيس برّي لإقناعه بالانضمام إلى التسوية، إلا أن ما أشارت إليه محطة إن.بي.إن الناطقة بلسان الرئيس برّي لا يوحي بإمكان التوصّل إلى تسوية، إذ أشارت في مقدمة نشرتها إلى أن «تفاهم التيارين الأزرق والبرتقالي استولد معارضة تتسع يوماً بعد يوم»، متسائلة عمّا إذا كانت جلسة 31 الشهر تحمل مفاجآت إنتخابية، وكذلك هل حسمت الرئاسة فعلاً للجنرال، متوقعة أن تأخذ اللعبة الديموقراطية مساحتها الطبيعية، ووصفت النائب فرنجية «بالمارد» الذي يتحضّر لخوض السباق متسلحاً بدعم نيابي جماهيري شعبي عابر للطوائف والمناطق، مشيرة إلى «صدقيته ونقاوته».
وفي السياق، استبعد وزير الثقافة روني عريجي أن ينعكس تبنّي الحريري لترشيح عون على العلاقة الشخصية بينه وبين فرنجية، لكن على الصعيد السياسي سيكون لنا كلام بعد 31 تشرين، نافياً أن تكون هناك زيارة لعون إلى بنشعي، وأن فرنجية ليس بوارد مراجعة موقفه، أي العودة عن الترشيح.
بوانتاج الرابية
من جانبها أوضحت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» أن نتائج البوانتجات إيجابية، وأن عدد النواب المتوقع أن يصوّتوا لمصلحة العماد عون يفوق الـ73 نائباً، آملة في أن تكون جلسة 31 تشرين جلسة الانتخاب.
وإذ لفتت إلى أن الرئيس برّي سيكون أول الحاضرين، تحدثت عن استكمال الاتصالات معه ومع الأفرقاء السياسيين في البلاد بهدف الوصول إلى تفاهم وطني، وأدرجت هذه الاتصالات في إطار العمل على طمأنة الهواجس وخدمة مصلحة البلد، معلنة أن نواب التكتل سيذهبون إلى مجل<