يقول مسؤول أمل القريب من قرار الرئيس والحركة بأنّ عون لن يصل إلى قصر الرئاسة ومازال الطريق طويل، وهو مقطوع عليه رغم ما يحكى عن نهاية مبكية ومضحكة في آن للموضوع الرئاسي، لأنّ ما تم التوافق عليه بين عون والحريري وجعجع يثير الكثير من الريب والشكوك في صفقات بدأت روائحها تتصاعد ومنها تلبية طلب الحريري بتأجيل الانتخابات النيابية من ضمن رزمة شروط فرضها الحريري على عون للقبول به رئيساً، كما أنّ اشتراط القوات اللبنانية بحقيبة الداخلية يأتي في سلّة كاملة لتوزيع الحقائب الوزارية كحصص سياسية من شأنها أخذ البلد بمن فيه إلى جحيم تحتشد فيه نيران الرغبة العونية في مصادرة مراكز الفعل والقوّة في الدولة .
يعتبر المسؤول في الحركة بأنّ حسابات المتحالفين عون – جعجع – الحريري متقاطعة لجهة اللحظة الراهنة والتي يعكس فيها كل طرف حاجته من الاتفاق على موضوع ترئيس ميشال عون إذ إنّ القوّات لاقت التيار الوطني بعد ترشح فرنجية، وهي رمت بموقفها ليس حبًّا بعون بقدر ما هو الكره القديم لفرنجية، ومن ثم اتسع هذا الموقف لعلاقة تعطي القوات في الوزارة ما أخذه التيار في الرئاسة. من جهته الحريري قايض عون بعد أن خسر ماله وباتت أزمته في المؤسسات مستفحلة وكبيرة جداً وبات رصيده السياسي صفراً بعد أن استهلك آخر شعاراته وعاد مسرعاً إلى عون ملبّياً ترشيحه للرئاسة على أن يتقاسم معه مرحلة الرئاسة في النقطة والفاصلة . طبعاً ميشال عون مع كل من يوصله إلى الرئاسة وبالشروط التي يراها ويضعها الموافقون على ترشيحه ومهما كانت، لذا كان مع عدوّه جعجع حليفاً وشريكاً في الحكم بحسب الوعود وكان مع من رماه بسهم الفساد حليفاً لشريف، نظيف اليد والقلب .
أمام التحالف الثلاثي يرى مسؤول في الحركة بأنّ شيئاً ما سيحصل قبل موعد الجلسة ومن شأنه أن يبدّد الأحلام ويحولها إلى كوابيس، وقد يكون هناك موقف سعودي واضح بعدم رغبة المملكة في مجيء عون، وبأنها غير معنية بما يقوم به سعد الحريري وقد يكون هناك موقف حاسم وحازم لحزب الله بعد أن تبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وأنه لن يكون بعيداً عن حركة أمل لأنّ الحزب والحركة في مركب واحد والالتزام الأخلاقي تجاه ميشال عون يبقى أخلاقياً إذا ما وضح المشهد السياسي الذي ارتبط بال1559 وسلاح المقاومة وبإخراج سوريا من لبنان، وكلّنا ثقة بصوبية موقف حزب الله في مرحلة ليست عابرة وإنما مستقرة وعليها ستُبنى حسابات سياسية جديدة .
عن موقف جنبلاط يقول مسؤول أمل : مواقف جنبلاط ليست ببعيدة عن مواقف الرئيس بري .