رسمياً، لم يعد النائب سليمان فرنجية يحظى بأكثرية عددية في مجلس النواب تخوّله الوصول إلى قصر بعبدا. يوم أمس، أبلغ النائب سعد الحريري معاونَي فرنجية، الوزير روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة، أنه «يحترم سليمان بيك، ويقدّره، وصار بيننا ودّ شخصي. لكنني قررت ترشيح الجنرال ميشال عون قريباً». لم يناقشه ضيفاه.

الأمر بالنسبة إلى تيار المردة بات محسوماً: «سنذهب إلى جلسة الانتخاب، وليفز من يحظى بالعدد الأكبر من الأصوات». يكثر الحديث عن مساع سيقوم بها حزب الله تجاه حليفه فرنجية، بعد إعلان الحريري ترشيح عون، في محاولة من الحزب لإقناع رئيس تيار المردة بالانسحاب. يعلّق مرديّون بارزون على هذا الأمر بالقول: «لن ينسحب سليمان بيك، ما دام في لبنان نائب واحد يقف على خاطره». 

وماذا لو طلب السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد معاً هذا الأمر؟ «من يقول إن هذا موقف الرئيس الأسد؟ وإذا طلباه، فسيجيبهما فرنجية بهذا الموقف. وفي الأصل، لماذا يريد البعض منّا الانسحاب، فيما عون لم يبادر إلى الانسحاب لمصلحتنا عندما كنا نحظى بتأييد الأكثرية؟ سنعامله كما عاملنا. قال له البيك، أعطيك كل الحكومة وكل التعيينات، وسأجعل العهد عهدَك. بماذا أجابه عون؟ قال له أنا مرشّح. واليوم، سليمان فرنجية مرشّح». يبدو الخطاب المرديّ مطابقاً لخطاب الرئيس نبيه بري. في العهد المقبل، «سنكون جزءاً من المعارضة. لن نشارك في حكومة». ألا يعني ذلك أنكم تساهمون في تعرية حزب الله من حلفائه؟ يستنكر المرديّون هذا السؤال.

ويبدأون بجردة مقارنة بينهم وبين عون: هل تقاسم السلطة الذي اتفق عليه عون والحريري يخدم حزب الله؟ نحن اتفقنا مع سعد الحريري على حكومة مناصفة بين 8 آذار و14 آذار، ولم تكن حصة القوات مضمونة كما هي اليوم. وكان من الطبيعي ألا يشارك ممثلون عن سمير جعجع في حكومة في عهد فرنجية. نحن لم نتفق مع الحريري على قانون انتخاب. 

اسم قائد الجيش قلنا إننا سنبحثه مع حلفائنا في المقاومة. كنا نخوض معركة مع الحريري على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. ولمّا سألنا الحريري عن موضوع سلاح المقاومة، قلنا له إن هذا الأمر خارج البحث، لأن لا قدرة لك على التأثير عليه. وكنا نريد تأمين غطاء وطني للمقاومة يشمل الحريري. فهل في تاريخنا تعرية للحزب؟ حزب الله على رأسنا والسيد فوق كل اعتبار».

يعود المرديّون إلى عون: «لماذا تريدون منا التنازل له، فيما هو، فضلاً عن عدم تنازله لنا رئاسياً، لم يكن يحسب حسابنا بأي وزارة معتبرة منذ بدء مشاركتنا في الحكومات منذ عام 2008. كنا نتنازل له في كل الحكومات، من دون النظر إلى أهمية الحقيبة الوزارية». يستشهد المقرّبون من فرنجية بما نشر أمس نقلاً عن مقرّبين من بري، للقول إن رئيس المجلس النيابي طرح على حزب الله نحو 50 سؤالاً عن مزايا كلّ من عون وفرنجية، وإن أجوبتها كانت جميعها لمصلحة الثاني. «لكن الحزب ملتزم أدبياً بعون».

يقبل مساعدو فرنجية بإجراء مراجعة للمرحلة الماضية، لكن قبل ذلك يسألون: «أين أخطأنا؟ الحريري هو من انفتح علينا لا العكس، وكنا نُطلع حلفاءنا على كل صغيرة وكبيرة ناقشناها معه. وعندما دعا الحريري فرنجية إلى لقاء في باريس، سألناه عن التغطية السعودية، فجزم بوجودها. نحن لم نقم بخطوة في الهواء». ألم تخطئوا أبداً؟ «بلى، نعترف، أخطأنا أحياناً في هجوم إعلامي على عون، كان علينا أن نستمر في الترشيح من دون انتقاد العونيين. عدا عن ذلك، لم نخطئ بحق أحد».

يجزم المرديون بأن غالبية القوى المكوّنة لفريق 8 آذار لا تزال تقف إلى جانبهم: «الرئيس نبيه بري، الحزب السوي القومي الاجتماعي، حزب البعث، والنائب طلال ارسلان. وسنكون، معهم، وإلى جانب الرئيس نجيب ميقاتي، في جبهة المعارضة للعهد المقبل». ماذا عن النائب وليد جنبلاط؟ «موقفه غير واضح بعد».

 


الأخبار