رأت دوائر مطّلعة في بيروت، إن ما تشهده الساحة السياسية هو عملية «عضّ أصابع» ذات صلة بلبّ المشكلة التي تتمثل بالنسبة الى فريق 8 آذار بـ «السلّة» التي ترتكز على التفاهم المسبق حول الحكومة الجديدة رئيساً وتوازنات وبياناً وزارياً وسياسة عامة وتعيينات بمراكز حساسة وقانون الانتخاب الى ضوابط أخرى ذات صلة بإدارة السلطة، وذلك بما يمنح المكوّن الشيعي ما يوازي في التركيبة السياسية وصول المسيحي القوي الى رئاسة الجمهورية والسني القوي الى رئاسة الحكومة (وكلاهما يشكلان المفتاحيْن في السلطة التنفيذية)، اي بما يعطي «حزب الله» وحركة «أمل» (يتزعمها بري) مكتسباتٍ - ولو تحت سقف نظام الطائف - توفّر مع وهج السلاح المتمدد خارج لبنان، أرجحية في الإمرة السياسية والاستراتيجية تكون كافية لإزالة أي عائق خارجي أمام فكّ أسْر الانتخابات الرئاسية، وتحديداً من جانب إيران باعتبار ان السعودية أبلغت مَن يعنيهم الأمر انها تترك «حرية الخيار والقرار» رغم المناخ الذي أوحى امس بأن مسؤولين فيها رفضوا المسار الجديد للحريري رئاسياً.

ومن هنا، فإن الأنظار تبقى شاخصة على الموعد المنتظر لإعلان الحريري دعمه ترشيح عون الذي يريد ان يحصل ذلك قبل جلسة 31 الجاري التي يعتبرها سيفاً مصلتاً عليه في ظل إعلان فرنجية انه سيشارك فيها، وخشيته تالياً من «مفاجأة غير سارّة» ولا سيما ان الرئيس بري كرّس معادلة «إما السلة او النزول الى جلسة الانتخاب ونحتكم الى الدستور». علماً ان زعيم «التيار الحر» يرفض ان يشارك في اي جلسة ما لم يكن يضمن انها ستنتهي الى انتخابه لأن في ذلك مخاطرة في ظلّ طبيعة الاقتراع السري.

وسيشكل الحسْم الوشيك من الحريري لتأييده عون للرئاسة منطلقاً لزعيم «التيار الحر» ليبدأ حركة اتصالات تشمل بري بالدرجة الأولى الذي يتهيأ اواخر الاسبوع للسفر للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي على ان يعود الى بيروت قبل يومين من موعد جلسة 31 الجاري الانتخابية، بما يجعل اي رهان على إنجاز التفاهم بين زعيم «التيار الحر» ورئيس البرلمان، (والذي يدعم حصوله بوضوح «حزب الله» كما عبّر السيد حسن نصر الله شخصياً) أمراً بالغ الصعوبة قبل نهاية الشهر، ولا سيما ان دون هذا التفاهم تعقيدات تتّصل بأن بتّ بعضها قد لا يكون في يد عون لوحده بل يحتاج الى دخول الرئيس الحريري على خطّه باعتباره سيكون رئيس الحكومة، وهو ما يحاذر زعيم «المستقبل» الانزلاق اليه وما جعله يتريّث اساساً في إعلان دعم عون لاستكشاف حقيقة موقف 8 آذار، قبل ان يكتشف ان كل تريث اضافي يقابله هذا الفريق بتنويع «عُدة» المعركة ذات الصلة بـ «السلّة».