"اتّق شرّ من أحسنت إليه"، قول ينطبق بحذافيره على قصّة صداقة جمعت "ربيع" و"فرحان" وراء القضبان، وتحوّلت في الحريّة إلى حقدٍ وكراهية ، أجّجها تحرّش الثاني بابنة الأوّل البالغة من العمر أربعة أعوام. ارتكابات الصديق "النذل" أعادته إلى الزنزانة مجدّدا بعدما أشبعته والدة الطفلة ضرباً مبرحاً عقاباً على ما فعله بفلذة كبدها البريئة.

إلى جانب عقاب الوالدة المفجوعة، أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان محمّد بدران، مذكرة وجاهيّة بتوقيف السوري "فرحان. م" (26 عاما) وأخضعه للتحقيق مطوّلاً، فتبيّن أنّ الموقوف تعرّف خلال وجوده في أحد السجون اللبنانيّة على "ربيع" وتوطّدت العلاقة بين زميلي الزنزانة الواحدة ، إلى درجة بلغت ثقته بـ"فرحان" حداً أجاز له الإقامة في منزله إلى حين خروج الأب من السجن، لعدم وجود أيّ مكان يأويه.

ما إن أُطلق سراح "فرحان" حتى انتقل للعيش في منزل زميله ومع عائلة الأخير تحت سقف واحد، لكن الشاب العائد الى الحرية خان الأمانة التي وضعها "ربيع" فيه، فاستغلّ وجوده في أحد المرّات بمفرده مع طفلة الأخير المولودة في العام 2012، حيث عمد على ملامسة جسدها بطريقة منافية للحشمة بعدما نزع جزءا من ملابسها عنها وراح يقبّلها وطلب منها عدم إخبار أحدٍ بالأمر.

لم ترضخ الطفلة لمشيئة "المتحرّش" ، بل سارعت فور حضور والدتها إلى إخبارها بالأمر قائلة :" عمّو فرحان باسني عجسمي" وروت لها تفاصيل ما فعل، أسرعت الأم إلى الغرفة المجاورة التي كان يستلقي فيها صديق زوجها وانهالت عليه بالضرب المبرح، مستعينة بكل ما وقع بيدها، وهي تكيل له السباب والشتائم، وظلّت على هذا الحال حتى خارت قواه (نال تقريراً طبيّاً يفيد بتعطيله عن العمل لمدة 10 أيام)، ثم اتصلت بطوارئ قوى الأمن التي أرسلت دوريّة وألقت القبض على الفاعل واقتادته للتحقيق.

"فرحان" الذي تبيّن أنّه يقيم في لبنان بصورة غير شرعيّة، أنكر لدى استجوابه رواية الطفلة، زاعماً أنّها شاهدته يومها عارياً وهو يستحمّ. وبالإستماع إلى القاصر أكّدت الواقعة وأعادت سرد تفاصيلها كاملة.

قاضي التحقيق محمد بدران أصدر قراره الظنّي في القضيّة، طالباً إنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة حتى أربع سنوات بالجاني وأحاله للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان.

 

لبنان 24