أولا: أمرٌ دُبّر بليل
عندما عزم الرئيس الحريري تأييد الوزير سليمان فرنجية لمنصب الرئاسة لم يستشر أحداً من الأقربين والابعدين، فعقد لقاءً سرياً مع فرنجية صدر عنه الترشيح، فكان كما قال يوماً خالد بن يزيد بن معاوية عندما تآمر المروانيون لتنصيب مروان بن الحكم خليفة للمسلمين "أمرٌ دُبّر بليل".

ثانياً: الحريري يقدّم رجلاً ويؤخّر أخرى
عندما أراد الحريري تأييد الجنرال عون لرئاسة الجمهورية، وسحب تأييده للوزير فرنجية، عمد إلى إجراء مشاورات واسعة في الداخل والخارج وحتى اللحظة لا يزال الانتظار سيد الموقف، والتردّد يحكم حركة الحريري، لذا رأيت أن أنقل لسيادة الجنرال ما كتبهُ ذات يوم الخليفة الأموي يزيد بن الوليد، بعد أن بايعه الناس، إلى ابن عمّه مروان بعد أن لمس منه التّلكؤ والتّربّص: "أراك تُقدّم رجلاً وتؤخّر أخرى، فإذا جاءك كتابي هذا فاعتمد على أيّتهما شئت، والسلام". لذا اتوجّه بنصيحة إلى الجنرال أن يبادر ، بعد أمره طبعاً، بكتابة هذا النّص البليغ والحاسم، وتوجيهه لدولة الرئيس الحريري الذي ما يزال يقدم رجلاً ويؤخّر أخرى، والسلام على الجميع.