في 13 تشرين الاول عام 1990 وبعد فشل كل التحذيرات والنصائح العديدة المحلية والإقليمية والدولية في إقناع العماد عون بإنهاء  تمرده غير الشرعي في قصر بعبدا بأقل الخسائر والأثمان، وبعد أن كان الجنرال الحالم حتى اللحظة الأخيرة قبل وقوع الهجوم  يتأمل  بتسوية من شأنها  أن تكرس وجوده في قصر بعبدا رئيساً للجمهورية.
أنتهت المهل وسقطت كل المبادرات، وفي صباح ذلك اليوم بدأت دبابات الجيش السوري تطبق على قصر بعبدا الذي يتحصن فيه الجنرال عون، وطائرات السوخوي السورية تدك القصر بالقنابل. و كان ذلك اعلان نهاية “الحكومة العونية العسكرية ” التي انطلقت  في 23 أيلول 1988.
وفي لحظات سريعة، أعلن الجنرال عون الإستسلام  الذي بعدما كان وعد بالتحرير والنصر وتحقيق السيادة والاستقلال في لبنان، وتلى بيان الاستسلام الكامل.
وأما العسكريون الذين كانوا تحت امرته، توزعوا بين النعوش، والسجون السورية والتحقت غالبيتهم بقيادة العماد إميل لحود، بطلب من الجنرال عون نفسه ،مع الإشارة هنا بأن  الجنود الذين كانوا على خطوط التماس والذين بطبيعة الحال لم يسمعوا نداء الجنرال الهارب عبر أثير الراديو استمروا  في المقاومة حتى النهاية، وهذا ما تسبب بمقتل اكثرهم في تلك المعركة غير المتكافئة.
وبعد ذلك اليوم في 13 تشرين الأول 1990  دخل لبنان مرحلة جديدة عنوانها تطبيق اتفاق الطائف على اللبنانيين ضمن كنف سلطة الوصاية الأمنية السورية – اللبنانية. أما الجنرال عون وبعد سقوط الشهداء واعتقال المئات واختفاء العشرات بقي محاصراً في السفارة الفرنسية لمدة تسعة أشهر ليخرج بعدها مع كل أموال حكومته العسكرية ومجوهرات عائلته الثمينة إلى منفاه الباريسي وذلك من ضمن إطار تسوية نظمتها المخابرات الفرنسية مع أركان ما كان يسمى بنظام الوصاية الأمني السوري – اللبناني آنذاك  .
وبين تشرين الاول 1990 وتشرين الاول عام 2016 لا يزال الحلم العوني نفسه لم يتغير ولم يتبدل فعاد عون الى لبنان على وقع القرار 1559 والذي أدى إلى إنهاء الوجود السوري في لبنان فلجأ الى  التوقيع على ورقة تفاهم مع حزب الله والتي من أهدافها العونية المخفية الحلم الرئاسي والذي قبله حزب الله ومشى به توطيدا لكسب شريحة مسيحية كبيرة تؤيد خياراته السياسية والعسكرية في البلاد .
وبعد مرور هذه الأعوام تعرض لبنان لهزات عديدة سياسية وأمنية، لكن عون لم يستسلم وهو ما زال ينتظر تسوية محلية إقليمية  ودوليه تتيح له الوصول إلى قصر بعبدا مدعوما من حزب الله ولو كان ذلك على حساب مصلحة لبنان وشعب لبنان فلجأ وحزب الله إلى إطالة أمد التعطيل والفراغ كرهان لكسب الوقت وكانتظار لأي تسوية مرتقبة فبقيت البلاد على كف عفريت وعرضة للفوضى السياسية والأمنية، وعرضة لفراغ لم تشهده البلاد منذ الإستقلال .
لقد بقي الحلم العوني قائما وها هي تمر الذكرى ولا يزال العماد ميشال عون متمسكا بخياراته الرئاسية وكأنة الوحيد القادر على إدارة البلاد والعباد فبقي لبنان رهينة الفراغ والتعطيل ورهينة السياسات والخيارات الخاطئة والتي لا يزال العماد عون يكررها يوما بيوم وبدعم من حزب الله بذريعة الوعد والوفاء .