في ظلّ انعدام الإستقرار السياسي واستمرار الحروب في الآونة الأخيرة، أخذت ظاهرة العنف ضدّ المرأة تنتشر على نطاق واسع وبشكل أسوأ وتحديدا في المنطقة العربية.

ورغم العديد من المحاولات الجادة لحماية المرأة من العنف، فإنّ هذه الظاهرة مازالت تبعاتها تتخطى كلّ التوقعات، فيما يحتفل العالم الشهر القادم باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة .

ويطلق مصطلح العنف ضدّ المرأة على أيّ فعل عنيف يمارس بشكل متعمد تجاه المرأة مسبباً لها أذىً جسدياً أو جنسياً أو نفسياً سواء من خلال الضرب أو التهديد أو الحرمان أو السلوك اللفظي العدواني أو أي شكل آخر من أشكال التعنيف.

وفي محاولة منه يلقي موقع "حلّوها" الضوء على هذه الظاهرة المخيفة، وذلك من خلال المشكلة التي طرحتها صديقة الموقع بعنوان "زوجي يضربني وأهلي واقفين معه"!

وتقول: "أنا حرمة متزوجة من أربع سنوات، لديّ ولدان وحياتي جحيم! من ليلة الدخلة وزوجي يعاملني معاملة سيئة ولا يمر يوم إلا ويهزئني ويشتمني ويضربني. تعبت وأنا أشتكيه لأهله وأهلي لكن لا فائدة".

وتضيف: "مرّة قررت إني أذهب للشرطة لأشكيه، بس مدري كيف دروا أهلي ولحقوني ورجعوني للبيت. أهلي هم السبب الرئيسي بحياتي وتعامل زوجي السيئ لأنهم يغصبونني عليه كلّ مرة".

فقدم 43 بالمئة من المعلقين النصيحة لها بالصبر والتحمل والدعاء، بينما نصحها 23 بالمئة أن تطلب الطلاق، و8 بالمئة طلبوا منها أن تستعين بالشرطة، و6 بالمئة اقترحوا عليهاً طرقاً للدفاع عن نفسها.

13 بالمئة من الجمهور رأوا أنّ زوجها قد يعاني من مرض ويكون بحاجة إلى العلاج، بينما اتهمها 7 بالمئة من المعلقين بأنّ معاملتها له هي السبب في ضربه لها، على موقع حلّوها الذي يتيح لكم طرح آرائكم والمشاكل التي تواجهونها بحرية تامة.

بدورها خبيرة تطوير الذات الدكتورة سناء عبده نصحتها بالتواصل مع لجان الحماية من العنف الأسري والإبلاغ عما يحدث معها: "هل تعلمين أن هناك لجان للحماية من العنف الأسري في السعودية؟ الرقم المجاني لتلقي الاتصالات حول العنف المنزلي في كافة أنحاء المملكة هو 8001245005 أو 1919".

وأشارت عبده إلى أنّه "يمكنك الاتصال بهم والإبلاغ عما يحدث معك، والرقم الأخير 1919 رقم هام خصصته وزارة الشؤون الاجتماعية لاستقبال البلاغات عن حالات العنف الأسري التي يتعرض لها أفراد المجتمع السعودي وخاصة الأطفال والنساء".

وشددت عبده "هذه حياتك وأنت لست مضطرة لهذا العذاب والألم وخاصة في غياب دعم الأهل، لماذا الكل يتصرف وفق ما يناسبه وأنت الضحية، عليك بحماية نفسك وولدك، ولا يجوز له أو لأي شخص أن يضربك أو يعذبك وخاصة إذا كان الضرب مبرحاً فقد يقع عليك أذى".

نصيحة أخيرة من حلّوها لجميع نساء العالم: أنت تحددين الحياة التي تستحقينها، لا تقبلي على نفسك العنف أو الأذى أو الاستسلام، كوني قوية، دافعي عن نفسك وعن حقك بالحصول على حياة كريمة، وإن لم تستطيعي الدفاع عن نفسك بنفسك، لا تتردي باللجوء إلى منظمات حقوق المرأة والأسرة، ولجان حماية الأسرة من العنف. كوني قوية لكي تحيي حياةً كريمة!

(روتانا)