أولا: كربلاء الحادثة التاريخية
حادثة كربلاء المأساوية والتي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عام 61 هجرية، كانت حادثة تاريخية مهّد لها الخليفة معاوية بن أبي سفيان عندما نقض أهم بند من بنود العهد الذي وقّعه مع الإمام الحسن ، والذي نصّ على أنّ الخلافة بعد معاوية تعود شورى بين المسلمين؛ فقد عمد معاوية إلى تعيين ولده يزيد خليفةً للمسلمين،  في حين أنّ فسق يزيد كان مُجمعاً عليه من الأمّة كافة كما ذكر ابن خلدون في مقدّمته، لذا كان الخروج عليه مُتعيّناً على من توفّرت فيه الأهلية والشّوكة (أي القدرة على الخروج) .
 وقد خرج الإمام الحسين لا أشراً ولا بطراً، ولا طلباً لمُلكٍ او رياسة بعد أن تلقّى رسائل التأييد والتشجيع من قبائل العراق والكوفة تحديداً، فعلم بخروجه والي يزيد على الكوفة عُبيد الله بن زياد، فقطع عليه الطريق في كربلاء، حيث دارت معركة غير متكافئة، إذ فاقت حملة عمر بن سعد، قائد جيش ابن زياد ألف وخمسمائة مقاتل حسب الروايات، في حين كان ركب الحسين لا يزيد عن سبعين رجلاً،وانتهت المأساة باستشهاد الحسين وصحبه وبينهم أخيه أبي الفضل العباس وأبنائه، مع خمسة من أبناء الامام الحسن بن علي، وسُبيت النساءُ والأطفال وتمّ اقتيادهم إلى الكوفة، ومن ثمّ إلى الشام في مسار درامي، سيترك زلزالاً في عالم الإسلام المُبكّر، وينقله من حالٍ إلى حال، حال الصدع النفسي الرهيب بين جناحي الأمة بعد ذلك، بين شيعة الإمام علي وما اصطُلح عليه بعد ذلك بأهل السُّنة والجماعة.
ثانياً: كربلاء هول الفاجعة

استفاقت الأمة على الدماء التي روّت صحراء العراق، ومحاولة إذلال ابن بنت رسول الله قبل قتله وسبي نسائه وفي مقدمهم العقيلة زينب بنت علي بن أبي طالب،وابن الشهيد الحسين عليٌ الاصغر الذي سيحمل لواء شيعة أبيه وجدّه. وتجدّدت الفتنة بين المسلمين، الفتنة التي أطلقها مصرع الخليفة عثمان بن عفان، وكانت قد خمدت بعض الشيء بعد تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية، وبعد كربلاء لن يهدأ العراق ولن يتوقف سيل الدماء،وظهرت حركة التوابين الذين خذلوا الحسين وراحوا يقتصّون من كل من له علاقة بكربلاء، وظهرت حركة المختار الثقفي التي اتّسمت بالعنف. 
وكانت الخلافة قد آلت بعد موت يزيد واعتزال ابنه معاوية الثاني إلى المروانيين الذين أوفدوا عُتاة الولاة إلى العراق لتطويع الإنتفاضات وكسر شوكة الخوارج، وعلى رأس هؤلاء الولاة كان الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قال يوما ًلخالد بن يزيد بن معاوية: "لقد قتلتُ بسيفي هذا مائة ألف يشهدون على أبيك وجدّك بالكفر" وقيل أنّه أُحصي من قتلهم الحجاج صبراً (أي مقيّدين في الأسر) مائة وعشرين ألفاً. 
وكان يحتجز الأسرى بالألوف في العراء، لا يقيم سترا  من حرٍ أو قرّ،  وهو الذي قصف الكعبة بالمنجنيق،  وهي مدفعية حجارة ابتدعتها عبقريته الشيطانية.
ثالثا: الحنين الشيعي

تبعث ذكرى كربلاء حنيناً فاجعاً في أفئدة الموالين لأهل بيت النبوة، وفي ضمائر سائر المسلمين الذين يتأملون هول هذه الفاجعة والمأساة.
ويكفي أنّه بات شائعا وصف كل حدث مأساوي بالكربلائي،وكانت الاحتفالات الحسينية هادئة حتى أدخل عليها البويهيون والصفويون بعدهم الإستعراضات المهيبة بالطبول والسناجق واللطم والعنف وما زالت هذه الطقوس حتى يومنا هذا ، مع دعوات مخلصة وصادقة لتنزيه الذكرى عن مظاهر العنف والصخب الذي يرافقها.
 ومع ذلك فإنّ هول الفاجعة وذكراها لا تترك لعاقلٍ او متبصر تأثيراً يذكر ولكن يبقى استشهاد الحسين نبراس الأحرار وعزاء المظلومين.