لا تقتصر نتيجة اي محاولة حوار او نقاش او تواصل سياسي بين معارض لحزب الله مع احد او إحدى عناصره بالفشل الذريع فقط, بل الخاتمة المحسومة والمتوقعة كردة فعل من الطرف الاخر ما هي الا حملة شعواء من السباب والشتائم والتخوين لا تقتصر على شخص المعارض بل تتعداه بكل بساطة وبدون رفة جفن الى الأم والأب والعائلة وكل ما يمكن ان يمت للمعارض بصلة !
لست خبير نفسي لتحليل هذه الظاهرة، ولا أدري على نحو اليقين الخلفية السيكولوجية عن هذه المسافة الشاهقة بين الطرفين ومن يتحمل مسؤوليتها، كل ما اعرفه من خلال مئات او حتى الاف التجارب والمحاولات الحوارية هو إنعدام اي وجود للغة مشتركة تشكل أرضية أولى لإنشاء بناء تحاوري بغض النظر عن النتائج، واستطيع هنا ان ادعي بان المحادثة مع ابن/بنت حزب الله هو تماما كالحديث مع شخص صيني لا هو يفهم ما تقول ولا انت تستطيع ان تستوعب كيفية تفكيره.
وعليه فلا مناص من ايجاد ما يشبه القاموس او المعجم لشرح المفردات بيننا، يحتوي هذا المعجم على ترجمة للكثير من المصطلحات التي يجب ان تشكل حوار ما قبل الحوار وهاك بعض الامثلة:
- المقاومة 
عندي =  نشاط عسكري في وجه المحتل الاسرائيلي من اي جهة كان بهدف تحرير الارض.
عنده/ ها = نشاط عسكري يقوم به حزب الله فقط.
- لبنان 
عندي = وطن نهائي لجميع ابنائه، له حدود معترف بها دوليا وعنده دستور وقوانين يجب احترامها من كل المقيمين على ارضه.
عنده/ها = بقعة جغرافية من الارض يتحرك عليها حزب الله بكل حرية وبدون اي مساءلة.
- التكفيريون 
عندي = كل من يحمل فكر اقصائي ويستعمل العنف والارهاب ضد خصومه بالرأي وعلى رأسهم داعش 
عنده/ها = كل من يعارض بشار الاسد حتى لو كان طفل رضيع.
- السيد حسن نصرالله 
عندي = زعيم سياسي ورئيس حزب لبناني مرتبط عضويا بايران قد يصيب وقد يخطئ بخياراته ويمكن انتقاده بكل احترام .
عنده/ها = شخصية مقدسة ينتمي الى سلسلة المعصومين والراد عليه كالراد على الله. 
- الكرامة 
عندي = ان أتلمس إنسانيتي كمواطن لبناني، واحصل على كل حقوقي الذي اقرها لي الدستور والقانون بدون منة من احد. 
عنده/ها = التفلت من اي ضوابط قانونية،وممارسة حرية اطلاق الشعارات والطقوس المذهبية بدون ان يتجرء احد على الاعتراض .
- الدولة 
عندي = الجهاز الحاكم بكل السلطات ( نواب - وزراء - رئيس - قوى امنية رسمية .. ) والحزب طبعا مشارك بجميعها.
عنده/ها = فؤاد السنيورة وتيار المستقبل .
- الشيعة 
عندي = كل من ينتمي رسميا الى الطائفة الشيعية بغض النظر عن انتماءه او رأيه السياسي .
عنده/ ها = حزب الله + حركة امل .
- العمالة 
عندي = العمل لمصلحة اي دولة اجنبية على حساب المصلحة الوطنية ولا فرق من تكون هذه الدولة اسرائيل او اميركا او السعودية او ايران .
عنده/ها = كل من ينتقد او لا يوافق سياسات حزب الله. 
وهذا غيض من فيض الاختلافات الإصطلاحية التي يجب كما هو مفروض  ان تحكم او تتحكم باي حوار منشود، وطبعا يوجد غيرها الكثير الكثير بحيث يضيق المجال عن ذكرها بمقالة وتحتاج الى مجلد مستقل، ومع ملاحظة الفارق الكبير بين اللغتين فان الشعور الذي ينتاب طرفي الحوار والاحساس كأنك تتحدث من على رأس جبل مع شخص يقف هو على رأس جبل بعيد في الجهة المقابلة ولا تكاد تراه لبعد المسافة بينكما، ولكن هذا لا يبرر البتة للطرف الاخر سعيه الدائم وفعلته البغيضة بملء الوادي السحيق بينكما بقذارات الشتائم والسباب فقط لانه لا يستطيع ان يفهم لغتك، مع التأكيد مرة اخرى ان هكذا حوار بدون الرجوع الى المعجم المذكور فانه محكوم  بالفشل لانه يحتاج حتما الى حوار ما قبل الحوار .