لا يوفر رئيس تحرير جريدة الأخبار أي فرصة إلا ويوجه فيها أسهم حقده وكراهيته لدولة الرئيس نبيه بري ووصل به التجرأ عبر أحد كتابه أن يشوهوا سيرة الإمام موسى الصدر ويحتقروها.

فتاريخ الجريدة التي باتت منصة للتهديد تارة بالقتل وتارة بإيصال رسائل أمنية وسياسية لكل من يخالف سياسة مموليها يضعها هي ورئيس تحريرها على منصة المحاكمة لتقييمهم والحكم عليهم ولن يشفع لإبراهيم الأمين رفعه السقف عاليا وإختيار كلمات مهذبة لإيصال رسائل قاتلة.
لذلك هو أبعد ما يكون أن يحكم على الناس ويقيمهم ويميز العميل من الشريف في هذه البلاد.
وما يعاني منه الصحافي إبراهيم الأمين ليس صادما فإذا عرف السبب يبطل العجب،  وما هي إلا عقد نفسية متراكمة عبر تاريخ حياته ساهمت عقيدته السياسية التي تبناها  في جره نحو التطرف والتفكير العنيف وولد لديه عقدة الغني والفقير وعقدة رجل الدولة والميليشياوي وأدت فيما بعد إلى شيطنة كل من يخالف رأيه ولا يسير على هواه.
فإطلاقه التهم دائما وتركيزه على الرئيس بري ليست مجرد صدفة أو لحظة عابرة بل هي ترجمة حرفية لعقده النفسية وتوجهاته المتطرفة.
وأمثال إبراهيم الأمين لا يرون أبعد من منخارهم فيظنون أنفسهم أنهم محور الكون وهم الحكم والسلطان.
طالعنا إبراهيم الأمين بمقال يوم أمس بعنوان :" إلى الأستاذ نبيه" تعرض فيه لعدة مواضيع  تاريخية وقضية الرئاسة الأولى وهمز ولمز من قريب وبعيد مصوبا جام قلمه على نبيه بري ومحاولا تكريس  مقارنة صعبة ومستحيلة بين الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون.

المقاوم بنظر الأمين:

هل يريد أن يخلق إبراهيم الأمين في وعينا  خرافة ويوجه إدراكنا نحو وهم لا أصل له في التاريخ بأن الجنرال عون هو مقاوم ويحمل هم المقاومة وسلاحها؟
فهل نسي الأمين أن ميشال عون كان ضد سلاح المقاومة عندما كانت هذه المقاومة موجهة ضد الصهاينة وحررت فيما بعد الجنوب والبقاع الغربي وأصبح فجأة مع هذا السلاح عندما تدارك عون أن هيبة هذا السلاح كفيلة بتحويله شريكا قويا في الدولة اللبنانية لا ليصلحها بل ليساهم في لعبة المحاصصة هو الآخر!
شجع عون على الإستفادة من هذا السلاح في الداخل كما حصل في مؤتمر الدوحة بعد 7 أيار وكما ينتظر اليوم المزيد من الدمار في حلب والمجازر بإسم هذا السلاح ليبني عرشه العظيم في بعبدا.
أو ربما تناسى إبراهيم الأمين أنه لولا أخطاء وغباء قوى 14 آذار  في 2005 بعدم إستيعاب عون هو من جعله يوقع ورقة التحالف مع حزب الله، فتقارب عون  ودفاعه عن المقاومة ليس إيمانا بل مصلحة وغاية وعالمكشوف.
هل عون نظير بري الذي ساهم في تفعيل وتقوية العمل المقاوم في الجنوب باللحم الحي والزيت المغلي والقرى المغرمة بهوى المقاومة بين البقاع والجنوب التي سطرت ملامح البطولة ضد الصهاينة وقت كانت صفة " مقاوم " تهمة ووقت كان ميشال عون يتفاخر مزهوا في المتحف ببيروت ويصافح ضابط صهيوني ويؤدي التحية فيما قرى الجنوب والبقاع وكل لبنان يواجهون القبضات الحديدية الصهيونية والآلة الإجرامية التي إرتكبت أفظع المجازر.
نعم يا إبراهيم الأمين هذا حصل، كان طفل الجنوب يذبح على يد الصهاينة وكان ميشال عون يصافح نفس اليد التي ذبحت وقتلت وهجرت وقصفت اللبنانيين.
نفسه ميشال عون جهز وخطط ونسق القرار 1559 الرامي لنزع سلاح المقاومة وإخراج حليفك النظام السوري من لبنان والإعداد لقانون محاسبة سوريا.
أتدرك ما المؤلم بكل ما سردته عن أفعال المقاوم  ميشال عون؟
المؤلم والمبكي أن عون إعترف بذلك وتفاخر أيضا.
أما الرئيس نبيه بري فماذا فعل للمقاومة؟
بنظرك لا شيء لأنك  ترى نفسك محور الكون ومن يشترك معك في نفس المصلحة تحوله لمقاوم بين ليلة وأخرى.
نفسه نبيه بري من تحمل المضايقات والضغوطات من أجل مقاومتك وتعرض لحملات تهويل من الطرف الآخر.
هل تصورت للحظة ماذا لو أن  الرئيس بري في 2005 تحالف مع 14 آذار كيف كان المشهد اليوم؟
هل حزب الله بحاجة لبري وقتها أو العكس؟
حسنا، أدعوك لسهرة في الجنوب لتسمع بأذنك العبارة الشهيرة التي تحولت مثل يضرب في القرى والأحياء وهي:" لولا نبيه بري كان حزب الله فات بألف حيط".
فهل موقف بري عملا يخدم  المقاومة أو تاريخ عون؟!
وهل منعك حزب الله من التعرض لسياسة بري كما إدعيت في مقالك أن الحزب كان يمنع أي أحد من التعرض لبري؟!
شخصيات ونخب وإعلاميين مقربين لحزب الله طالما تعرضوا لبري وعبر قناة المنار فلماذا لم يمنعهم الحزب حينها ؟

 

سوريا الأسد:

سأنعش ذاكرتك بما حصل في إنتخابات 2004 البلدية والإختيارية، حينها تعرض الرئيس نبيه بري لحملة منظمة من قبل النظام السوري لشطبه من المعادلة السياسية ونتج عن ذلك خسارة مدوية لحركة أمل في الإنتخابات البلدية في البقاع والضاحية لولا إستدراك بري الأمر وخاض معركة وجود بنفسه في الجنوب وهزم النظام السوري في قلب الجنوب.
لم يكن الرئيس حينها من هذه "ال سوريا " أيها الحذق!
حاربته سوريا  لأنه لم يرد أن يكون عامل تفجير في البلد أو سبب لفتنة متنقلة  تحرق الأخضر واليابس.
نعم هو لم يخجل من تحالفه معها لكنه لم يكن تابعا لها أو رقما عاديا في علاقته بها بل ندا في تعاطيه وتواصله و إستمر في تمسكه بالكيان اللبناني ونهائية الوطن وهذا ما أزعج سوريا الأسد ويزعجك.
واليوم نفس هذا النظام منزعج من نبيه بري لأسباب عديدة أنت تشاركه إياها.
فأنتم تريدون الفتنة والإقتتال الداخلي ونبيه بري يسعى لوأدها وتعميم الحوار الوطني.
أنتم تريدون أتباعا وعبيدا ونبيه بري حر وسيد نفسه.
أنتم تريدون القضاء وقتل كل من يخالفكم الرأي وبري مع تقبل الرأي الآخر وإستيعابه.
وغيرها من الأمنيات الشيطانية التي لا تخدم الإنسان وتحترم عقله.
أنتم في تضاد مع نبيه بري وهو لا ينتمي لمدرستكم وتفكيركم ولن تزعجوه أو تحشروه في الزاوية في هذه النقطة، هو مختلف عنكم.
هذه سوريا التي ليس منها الأستاذ العليم.

حقوق المسيحيين:  

لكن يناسبك نموذج ميشال عون الذي بسبب حروبه الإلغائية قضى على آخر حلم مسيحي في البلد وهدر حقوقهم وأظهرهم بموقع ضعيف.
هو نفسه عون من تحالف مع صدام حسين الذي كان يذبح الشعب العراقي بكل طوائفه.
فهل تروق لك الفكرة الآن؟ 
ربما نبيه بري أخطأ عندما حمى المسيحيين وفتح لهم أبواب الشياح ليهربوا من حروب ميشال عون العبثية.
وأخطأ عندما حول جزين إلى جنة في منطقة الجنوب وأخطأ عندما تمسك بالتعايش الإسلامي - المسيحي.
جميع الزعماء المسيحيين والمستقلين يحترمون شخص الرئيس بري ولا يختلفون معه بإستثناء ميشال عون ، فلماذا؟
هل كل هؤلاء على خطأ ووحده من يشاركك المصلحة على حق؟!

 

عون لا يحمل مشروعا وطنيا:

لا ينطبق جدول الأعمال الساخن الذي طرحته على  الجنرال ميشال عون  فإسمه ليس الأقوى في ملف الرئاسة بوجود فرنجية الذي يمتلك أصوات أكثر في المجلس النيابي وهو إبن النظام ومنفتح على الجميع ولا ينال أقلية الأصوات الدرزية والسنية كميشال عون بل يحصل على أكثرها.
غير صحيح أن عون لديه قبول في الطائفة الشيعية فحركة أمل بجماهيرها وقوتها التمثيلية في مؤسسات الدولة ضد ميشال عون ومع سليمان فرنجية وأيضا هناك العقلاء في جمهور حزب الله وهم حالة عقائدية خاصة متمسكون بالثوابت، إلى الآن هم رافضون لفكرة وصول ميشال عون للرئاسة.
فلو أخذنا بعين الإعتبار هذه المعطيات فإن عون لا يمتلك تمثيلا وطنيا حتى اللحظة كتلك التي يمتلكها سليمان فرنجية والذي حاولت أن تدغدغ عواطفه وتحرضه على الرئيس من خلال طرح إسم جان عبيد في مقالك ومحاولة تسويق فكرة أن بري يعمل في إتجاه إيصاله، ولن توفق في محاولتك ولن يتخلى النائب  فرنجية عن أبوة الرئيس بري السياسية.
وميشال عون لا يستطيع أن يجمع اللبنانيين حتى لو وصل لكرسي بعبدا، فهل إستطاع عون جمع اللبنانيين عندما كان في سدة الحكم نهاية  الثمانينات؟
هو لم يستطع أن يجمع المسيحيين وهجرهم ومن لن يستطع أن يجمع بني دينه لن يستطع بالتأكيد أن يجمع اللبنانيين.
هل تعرف ما يسمى هذا أيها الأمين؟
هذا يسمى المنطق، منهجية علمية رصينة تحلل الأسباب وتربطها بالنتائج ولا تأخذ ما يطابق مصلحتها وتعارض ما يخالفها.
هي ضرورية لأن تتعلمها فحينها ستكتشف طعما جديدا في الحياة.
ستكتشف أن السياسة في لبنان تخلت عن الشعارات والمثاليات وغرقت في لعبة المصالح .
وستكتشف أن جنرالك وعد بالإصلاح وعندما تسلم وزارات الطاقة والإتصالات والخارجية زاد الفساد وكثرت السمسرات وتراجعت الخدمات.
وإذا أردت أن تبرر هذه الأخطاء فعليك أن تبرر لغيره أيضا.
هل تعرف ما يسمى هذا؟
يسموه البشر العدل في الحكم والتقييم.
لا تستطيع أن تبرر تراجع الخدمات والفشل الوزاري للتيار الوطني الحر بعرقلة نبيه بري لمحاولاتهم وفي نفس الوقت تتجنب الدور السوري الذي هو حليفك في تكريس اللعبة الطائفية وتعطيل مشاريع البلد والإنماء بعد الطائف.
العدل يناديك ويتحداك أن تبرر  سبب الفساد في تلك الحقبة.
وهل سمعت عن الذاكرة القوية؟
أرجوك إعرض للرأي العام عن إشكالات عنيفة حصلت بين المسيحيين والمسلمين الشيعة قبل تفاهم عون - حزب الله في فترة السلم الأهلي.

تخوين 14 آذار :

لا يمكن لإنسان طبيعي أن يخون نصف مجتمعه وهو في نفس الوقت يرى قدوته بعد فترة يجلس مع هؤلاء " الخونة" ويصافحهم.
تناقض رهيب لا يتوقف هنا بل يصل للتحالف معهم وتشكيل حكومة، نفس قوى 14 آذار كانت تمثل في 2005 أكثر من 50% من المجتمع اللبناني ومدرسة إبراهيم الأمين خونتها فقط لأنها تخالفها الرأي أو ربما للتصويب أيضا على الرئيس بري.
هي طاولة واحدة يا إبراهيم الأمين في 2006 جمعت  حسن نصر الله ونبيه بري وسمير جعجع وسعد الحريري ، تصافحوا وتبسموا وتبادلوا القبل والنكات وستكرر لاحقا ودائما، حينها سننتظر مقالا منك بعنوان" إلى السيد حسن" فهل تجرأ؟
التخوين والطلاق شعارات هي الأخرى أصبحت بالية وموضة قديمة لم تعد تنفع، فالناس إستيقظت يا إبراهيم من أفيون التخوين والتهويل والتهديد.
والقدر يرسمه اللبنانيون جميعا ويتشاركون به ولتنعم أنت بشعارات حليفك  العوني عن الطلاق والتقسيم، وعسى أن تستيقظ.

 

 

الإعتدال السني :

ربما مقالك لوحده كفيل بتحويل المعتدل إلى متطرف من كثر المغالطات والإشكالات والتحريض  فحلفائك حكموا من دون هذا الإعتدال، هل حدثتنا عن النتائج؟
هل تعجبك تجربة أحمد  الأسير ؟
عند إسقاط حكومة الحريري، وعدتم بتحقيق العديد من الإنجازات ومنها غلق ملف الشهود الزور ووقف تمويل المحكمة كونها مؤامرة صهيونية على المقاومة  بالنسبة لكم.
ماذا حققتم من كل ذلك وهل إستطعتم الحكم من دون الإعتدال السني الذي ترك البلد لكم وأنتم من طالبتم بعودته.
نعم، هنا أصاب نبيه بري أيضا في رهانه على هذا الإعتدال وأنتم فشلتم وستفشلون أيضا في رهانكم على التطرف المسيحي حتى لو وصل لرئاسة الجمهورية  مقابل تخليكم عن الإعتدال فيه، لكنكم قوم لا تتعلمون من الأخطاء ولذلك كان نبيه بري حاجة أبدية لكم لتصحيح  مساركم وتصويب زلاتكم وتوجيه بوصلتكم.
ولا تهول على اللبنانيين بالتوطين فنبيه بري أول من  هزمه وسحقه، هي بدعة أخرى من بدعك لن تمر على اللبنانيين.

بنات أفكارك:

في بداية مقالك فقط أعترف بذكائك، لقد أوصلت الرسالة جيدا  وعبرت بحرفية  عن هوية من طلب منك التصويب على الرئيس بري، من حزب الله والتيار الوطني الحر وسوريا وإيران كما ذكرت أنهم لم يطلبوا ولكنك ذكرتهم  ولن يمر  هذا الذكر على نبيه بري هكذا.
لكن تبقى بنات أفكارك لوحدها دالة على آبائها.

أشفق عليك:

سكان الطريق الجديدة حيث العمق السني في بيروت  وبزمن التقاتل المذهبي بين السنة والشيعة يمدحون نبيه بري،  هذا يكفي العقلاء...
أما أنت ، فإني أشفق عليك.