ظهرت تغريدة الوزير فرنجية على تويتر صباح اليوم، أي صباح الجلسة الخامسة والأربعين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إيذاناً فعلياً بأنّ معركة الرئاسة لن تكون لُقمة سائغة يتناولها الجنرال عون بمجرد نيله بركة الرئيس سعد الحريري وموافقته.

 فقد عاد الوزير فرنجية إلى العام ١٩٨٨ ،إلى فترة قاتمة من تاريخ الحرب الأهلية، وتاريخ الجنرال عون، عندما خرج (أي عون) على الميثاق وترأس حكومة عسكرية من لون طائفي واحد، واحتلّ القصر الجمهوري ومنع الرئيس الشهيد رينيه معوض من دخوله، وحلّ مجلس النواب، وتسبب بمواجهة غير متكافئة مع القوات السورية انتهت بفراره تاركاً جنوده ضحية الغطرسة السورية ، ما أفضى بعد ذلك إلى وصاية سورية على البلاد، ما زالت تداعياتها ماثلة حتى اليوم.

 بالمقابل لا تبدو معركة فرنجية الرئاسية سهلة أو مُمهّدة ، فالتيار الوطني الحرّ، ومن ورائه حزب الله يعتمد التعطيل ورقة راجحة منذ أكثر من عامين، كما أنّ تأييد القوات له أعطاه مزيداً من الدعم المسيحي، غير أنّه ( أي فرنجية) لا يزال يحظى بتأييد الرئيس برّي، مضافاً للتأييد رفض بري القاطع لرئاسة عون، كذلك موقف الوزير جنبلاط، الذي بات ميّالاً لأخذ مصالح المملكة العربية السعودية في الحسبان بعد أن تخلّى عنها الحريري على ما يبدو، كما أنّ عامل فارق السّن بين عون وفرنجية ما زال عاملاً ذا تأثير واضح، وإن كان تأثيراً خفياً في معركة الرئاسة، فالجنرال عون يسابق الزمن (وقد غمز من ذلك اليوم النائب شمعون).

في حين أنّ عمر الوزير فرنجية يعطيه نقاطاً إضافية، قد لا يلتفت إلى أهميّتها كثيرون، وفي مجمل الأحوال، يعطي إصرار فرنجية على الترشح، باعتباره حقّاً شخصياً أولاً، معنىً دستورياً وقانونياً وعرفياً لمعركة الرئاسة، معركة ديمقراطية بعيداً عن التنصيب والإكراه وفرض الأمر الواقع،واحتقار إرادة الناخبين وإرادة مجموع الشعب اللبناني الذي لا يرى في انتخاب عون خياراً صائباً في مرحلة حساسة محفوفة بالمخاطر داخلياً وإقليمياً.