قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه «لا يمكن ترك ليبيا لتصبح مثل سورية»، محذراً من أن الوضع الأمني «خطير جداً، وإن كان الإرهاب في تراجع». وأشار إلى «خطورة التهريب من جميع الأنواع، والشبكات التي تشجع الهجرة السرية من أجل المال».

وحظي رئيس الوزراء الليبي فايز السرّاج باستقبال رئاسي أمس في باريس، إذ عقد معه هولاند في الإليزيه مؤتمراً صحافياً بعد اللقاء. وأكد الرئيس الفرنسي أن الاستقبال هدفه إظهار دعم بلاده الكامل «لجهود إعادة الإعمار والمصالحة ومكافحة الإرهاب في ليبيا».

واعتبر أن «مصلحة الأسرة الدولية هي أن تكون ليبيا مستقرة وآمنة، لذا نقدم دعماً مهماً لحكومة الوحدة الوطنية للمصالحة، والرئيس السرّاج سيأخذ مبادرات، ونحن نثق به لتوسيع الحكومة كي تضم جميع الأطراف».

وأشاد بـ «شجاعة مقاتلي ليبيا الذين يقومون حالياً بتحرير مدينة سرت من داعش، وجمع الليبيين تحت سلطة الحكومة سيساهم في مكافحة الإرهاب». وأضاف: «علينا ألا نفكر أننا انتهينا من المشاكل إذا استعيدت سرت كلياً، فهناك مجموعات إرهابية أخرى في ليبيا تنبغي ملاحقتها وإزالتها. وفرنسا ستدعم حكومة الوحدة الوطنية كما أن الموارد النفطية ينبغي أن تكون تحت سيطرة الدولة».

وعرج على الملف السوري، مشدداً على أن «ما يجري في حلب مجزرة، ولا يمكن الأسرة الدولية أن تبقى صامتة... ولا يمكننا أن نقبل استمرار القصف بالقنابل وقتل المدنيين وتعذيبهم، كما لا يمكننا أن نقبل ما يقوم به النظام وداعموه. لذلك من المهم العمل فوراً من دون تأخير قبل أن يفوت الأوان، وسنبذل كل ما في وسعنا كي يتخذ مجلس الأمن قراراً لوقف تصاعد العنف الذي يرتكبه النظام السوري وداعموه».

وقال السراج إن مكافحة الإرهاب «تصدرت المناقشات». ورأى أن الحوار وحده يمكن أن يجنب البلاد «حرباً أهلية»، معرباً عن استعداده لتشكيل حكومة جديدة ودمج قوات المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على موارد البلاد النفطية.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة «فرانس برس»: «دعونا إلى مصالحة وطنية شاملة، وأعتقد بأن هذا هو الخيار الوحيد لليبيين وعليهم التحاور والمصالحة. ليس هناك إقصاء لأحد. يجب أن نقف جميعاً في مكافحة الإرهاب».

وتعهد أن يقدم «خلال الفترة القريبة» إلى البرلمان «تشكيلة وزارية يكون فيها تمثيل متوازن للجميع وتستطيع أن تقوم بأعباء المرحلة المقبلة. نأمل في أن ينعقد مجلس النواب ولا يحصل مثل المرة الأولى أن يرد علينا بعد ستة شهور من تقديم التشكيلة الوزارية».