فيما تؤشّر المناخات السائدة محلياً الى زخم كبير في الحركة السياسية في المرحلة المقبلة، علم انّ جهات سياسية «صديقة» تعمل على خط إتمام لقاء بين العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري، وقد يتجلى ذلك بزيارة يقوم بها عون الى عين التينة في فترة غير بعيدة.

فيما تترقّب الرابية المآل الذي سترسو عليه مشاورات الحريري مع القوى السياسية، ولم تنفِ مصادرها وكذلك مصادر تيار المستقبل إمكان عقد لقاء بين الحريري والنائب ميشال عون في وقت قريب. واكدت مصادر كتلة المستقبل انّ الحريري سيجري مشاورات واسعة، وستشمل كل الاطراف، وسألت: "نحن نتحاور مع «حزب الله»، وانطلاقاً من هذا الحوار لماذا سنرفض ان نتحاور مع الآخر وتحديداً مع النائب عون؟".

على انّ اللافت في كلام المصادر تأكيدها "انّ الحريري آت الى بلده، وهذا امر اكثر من عادي. وبالتالي، لا رابط بين توقيت عودة الحريري وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 28 ايلول». وقالت: «هناك من يحاول تصوير عودة الحريري على غير مقصدها ويضعها في غير موقعها ويقاربها بطريقة لا علاقة لها بالواقع ابداً. وهناك بعض آخر يقاربها وكأنّ الحريري كان منعزلاً في «صومعة» لفترة، ويفكر، ويدرس، الى ان توصّل الى قرار واتخذه. أبداً، المسألة ليست كذلك، فالرئيس الحريري لم يكن معزولاً، لا عن البلد، ولا عن الناس، ولا عن تيار المستقبل، ولا عن القوى السياسية الاخرى. وبالتالي ما يقوم به هو انه يستكمل الحوارات نفسها...".

ورداً على سؤال عمّا اذا كانت عودة الحريري ستضع حداً لكل التكهنات التي حصلت طيلة هذه الفترة، او انها ستعطي زخماً للاستحقاق الرئاسي وما اذا كان هذا الاستحقاق لبنانياً، قالت المصادر: لا، لا علاقة لعودة الحريري بذلك، ثم انّ الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني، والرئيس الحريري في الخارج كان يتحدث بالملف الرئاسي مع الجميع.

لم توافق المصادر القائلين بأنّ امراً ما يطبخ جدياً في الكواليس حول رئاسة الجمهورية، وقالت: ما يطبخ هو ما كان يطبخ دائماً. فدائماً عند الحريري وتيار المستقبل وكتلة نواب المستقبل، سؤال أساسي ومركزي: كيف سنخرج من حالة الفراغ التي تدمّر البلد؟ وحتى اللحظة لا جواب.

ولفتت المصادر الانتباه الى «انّ كتلة المستقبل ملتزمة بقرار رئيسها، هي ورئيسها واحد، وهو لا يأخذ قراره بمعزل عنها، وعندما يُتخذ القرار في النهاية، فإنّ أعضاء الكتلة يلتزمون به».

وعندما سئلت المصادر عن ماهية هذا القرار، قالت: كما صدر في البيان الأخير لكتلة المستقبل، حتى هذه اللحظة، ما يزال موقفنا، وموقف الكتلة، هو تأييد ترشيح النائب فرنجية، والكتلة ستنزل الى مجلس النواب غداً، على أساس هذا الموقف. وعمّا ينتظره عون من الحريري؟ قالت المصادر: مع عون او غيره، هناك نقاش حقيقي يجري في البلد، وضمن المستقبل، ومع القوى السياسية، حول كيفية الخروج من هذه الحالة، نحن حالياً نستكمل المشاورات والحوارات لنرى الي ايّ موقف سنصل.

وهل هناك تبدّل في موقف الحريري رئاسياً لناحية ترشيح عون؟ قالت المصادر: حتى الآن ليس هناك اي تغيير، ولا يعرف المكان الذي ستصل اليه المشاورات الجارية سواء في النقاش الداخلي او النقاش مع الاطراف السياسية الاخرى. الأمور ستأخذ وقتها ولا نعرف الى اين ستصل بكل صراحة.

وهل ستصل جلسة 28 ايلول الى انتخاب رئيس للجمهورية؟ قالت مصادر كتلة المستقبل: يحصل ذلك اذا حصلت مفاجأة ونزل «حزب الله» الى الجلسة، لكننا لا نعتقد ابداً انّ النصاب سيؤمّن كالعادة.