في كلّ قرية وبلدة ومدينة لبنانية، هناك قصص عن الرصاص الطائش لم تعرف خواتيمها، وإذا كانت هذه الظاهرة لفتت الإنتباه أخيرًا إلى أن أطفالًا صغارًا يتوفون نتيجتها، فهناك قضايا أخرى عمرها أكثر من 10 سنوات ولم يسجل فيها أي تقدم من ناحية تقصّي الجناة.

هو فصل جديد من فصول نتائج إطلاق الرصاص العشوائي في المناسبات والأفراح وقعت ضحيتها اليوم، الطفلة السورية فاطمة محمد المشول والتي تبلغ من العمر عام ونصف.
وفي التفاصيل، أن الطفلة فاطمة محمد المشول كانت تقف بالقرب من والدتها في أحد مخيمات النازحين السوريين في بلدة حوش الحريمة في البقاع الغربي، حيث أصيبت برصاصة طائشة في رأسها، فألقت بنفسها في حضن والدتها، وهي تصرخ والدماء تنزف من رأسها، وعلى الفور، نقلت الطفلة الى مستشفى حامد فرحات في جب جنين، حيث أجريت لها الإسعافات اللازمة، وهي الآن تقبع في العناية المشددة، كما أنها بأمس الحاجة الى عملية جراحية في الرأس، ولكن ولا قدرة لأهلها على معالجتها، لذلك تناشد والدة الطفلة الأمم المتحدة وأصحاب الأيادي البيضاء أن كان هناك من إمكانية المساعدة لإجراء العملية اللازمة وإنقاذ حياة طفلتها.
ألهذا الحد أصبح مجتمعنا الشرقي مليئًا بمظاهر الإنفلات المتخلفة التي تشكل عائقًا أمام تقدمنا نحو مستقبل مزدهر وآمن؟ هل فعلًا إطلاق الرصاص في المناسبات يجعلنا نشعر بالسعادة المطلقة؟ هل أصبحت أرواحنا رخيصة إلى هذا الحد الذي يحجب أعيننا عن الصح والخطأ، ويؤثر علينا لنفكر بشكل عقلاني ومنطقي؟وبأي حق تسلب أرواح أبرياء لمجرد تعبير غير مسؤول وغير حضاري عن فرحة في عرس؟ هل صوت الرصاصة ودويها أجمل من صوت الزغلوطة؟