قال الرئيس تمام سلام مخاطباً الامم المتحدة، ما لم تبذل الأسرة الدولية جهوداً كبيرة لمساعدة لبنان في تحمل أعباء ازمة اللاجئين السوريين، فإن لبنان سيكون معرضاً للإنهيار. وسأل: متى سيفعل العالم شيئاً من اجل لبنان؟
من خلال التجارب في الأعوام الخمسة الماضية مع الوعود الدولية الواهية ومؤتمرات الدول المانحة، التي تبقى أرقامها وعوداً لا تطبق، وكذلك من خلال تعامي العالم عن ازمة اللجوء، التي بدأت تغيّر المعادلات السياسية حتى داخل الدول الغربية، وكذلك من خلال الواقع المزري الذي ينهش الدولة اللبنانية ويجعلها مسخرة المساخر، كما يجعل قراراتها حبراً على ورق، يأتي الجواب من بيروت:
لن يفعل العالم شيئاً للبنان!
وهكذا عندما كان سلام يفند تضحيات لبنان غير المسبوقة في استضافة ما يزيد عن مليون ونصف مليون نازح [هؤلاء المسجلون والعدد الحقيقي يتجاوز المليونين ونصف المليون] وفي إنفاق ما يزيد عن 15 مليار دولار في ثلاثة اعوام، على رغم وضعه الإقتصادي المأزوم، كانت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في بيروت تصدر تقريراً سنوياً يقول إن أكثر من 70 في المئة من اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وإن المساعدات الدولية ليست أكثر من جرعات أوكسيجين لم تمنع تدهور حالهم.
الحديث عن تقاسم أعباء اللاجئين مالياً وعددياً، ليس جديداً، فقد سبق للرئيس ميشال سليمان ان دعا اليه صراحة في قمة المانحين الاولى في الكويت عام 2013 عندما خاطب الدول العربية تحديداً داعياً الى تحمل قسم من هذه الأعباء، لكنها كانت صرخة في البرية العربية، تماماً مثل صرخة سلام في البرية الدولية. ثم ان المساعدات التي اقرت للبنان في المؤتمرات السابقة لم يصل منها سوى 32 في المئة، وعندما يتحدث سلام عن تكبّد خمسة مليارات سنوياً يعترف تقرير الأمم المتحدة بأن ما قدم الى لبنان عام 2016 لم يتجاوز 726 مليون دولار أي اقل بكثير من 32 في المئة نسبة الى المليارات الخمسة.
ليس السؤال ماذا يفيد الصراخ اللبناني في البراري العربية والدولية، بل ماذا فعلنا لمواجهة معاناة لبنان التي باتت تتهدد مصيره، وخصوصاً في ما يتعلق بتقرير بان كي - مون الذي كان قد دعا صراحة الى توطين اللاجئين، مستنداً في هذا الشأن الى مبادىء في شرعة الامم المتحدة، والحديث عن التوطين سيمزق النسيج الإجتماعي ليس في لبنان وحده بل في دول المنطقة!
والسؤال الأكثر مرارة، هل يتحدث لبنان بصوت واحد الى العالم في مسألة اللاجئين، ام أن الإنقسام وصل الى هذا الموضوع الحساس، الذي كنا مختلفين عليه منذ البداية على خلفية حسابات رخيصة، وقد صرنا الآن أمام حكومة من 24 فخامة رئيس للجمهورية الميتمة؟