في حلقة تلفزيون الotv بلا حصانة، يطرح السيد افرام حبيب ، في حواره مع النائب أمين وهبة، رؤيته الطائفية بشكلٍ بائس وفجّ، فهو يرى أنّ المسيحيين المحرومين من تنصيب الجنرال عون رئيساً للجمهورية في حالة ذلٍّ وهوان، وغبن ودونية، وعليهم أن لا يقبلوا تدهور أوضاعهم (في حال عدم وصول عون إلى سدّة الرئاسة) كما هي أوضاع أقباط مصر، أو الأشوريين في العراق، أو مسيحيّي سوريا، هذا الغُبن لا يرتفع إلاّ باذعان تيار المستقبل، هذا الشريك المسلم، والقبول بانتخاب الجنرال عون، أو تنصيبه، على الأصحّ، رئيساً للجمهورية، وذلك بعد سحب المرشح فرنجية، الذي لا يمثّل سوى منطقته! وجرّ النواب إلى حظيرة المجلس والاحتفال بملء الفراغ الرئاسي، وإذ أصرّ النائب وهبة على تأكيد حقّ النواب انتخاب من يرونه أهلاً للمنصب، وفقاً لأحكام الدستور والأعراف المعمول بها، يُصرّ السيد حبيب والإعلامي جان عزيز على حرف النقاش ناحية حقّ المسيحيين بتمثيلهم بمن هو أقوى وأعزّ في بيئته، بعد محو الآخرين والانتقاص من أهليّتهم الميثاقية، متجاهلين أبسط مبادئ العلوم السياسية، من وجوب احترام إرادة الناخبين، إلى صيانة الدستور واحترام مندرجاته، إلى ضرورة ملء الفراغ في المؤسسات الدستورية، واعتبار التعطيل كبيرة من الكبائر في المفهوم الإسلامي، وخطيئة في المفهوم المسيحي، ففي التعطيل تعطيل المصلحة العامة التي يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، فهي قدس الأقداس، في حين لا يلتفت السيد حبيب لذلك، فالعقل المسيحي وقف على اعتبار تنصيب عون رئيساً هو قدس الأقداس، ودون ذلك تذهب الميثاقية أدراج الرياح. أولاً: الديمقراطية مصانة من أصغر جمعية حتى أكبر حزب... لو نظمت جمعية خيرية لايتعدى عدد أعضائها مئة منتسب، انتخاب رئيسٍ لها، لتوجب عليها تأمين انتخابات حرّة ونزيهة، كما يقال، وذلك بحضور مندوب وزارة الداخلية لتأمين حُسن سير العملية الديمقراطية، وهكذا تجري انتخابات الرابطة المارونية باحترام اللعبة الديمقراطية، وكذلك انتخابات الرابطة السريانية التي يرأسها السيد حبيب افرام، أمّا في حال انتخاب رئيسٍ جمهورية لبنان من النهر الكبير الشمالي حتى حدود الناقورة جنوباً، فعلى الجميع أن يُذعن لفتوى الشيخ نعيم قاسم: إذا أردتم انتخاب رئيسٍ جمهورية، عليكم ، وعلى مقدمكم تيار المستقبل أن تنتخبوا عون رئيساً ، وعدا ذلك، الفراغ أمامكم، وتجربة السنتين ونيّف خير دليلٍ على ذلك، بمناسبة كلام الشيخ قاسم في بنت جبيل، يبقى خطاب سماحة السيد نصرالله أكثر تواضعاً، وأكثر اتّزاناً طبعاً. ثانياً: تيار المستقبل باقٍ على ترشيح فرنجية.. يبدو من اندفاعة النائب وهبة في رفض الإذعان لمشيئة التيار الحرّ بانتخاب عون أو تنصيبه، أن لا أمل في عودة تيار المستقبل عن ترشيح الوزير فرنجية، وبالتالي فإنّ جلسة انتخاب رئيسٍ جديد في ٢٨ أيلول الجاري ستلحق باخواتها، ويبقى الفراغ سيد الموقف، مع تنامي الخطاب الطوائفي لدى التيار الحرّ والمغطّى حتى الآن بمواقف حزب الله، وذلك حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.