قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي خلال كلمة له أمام قادة الحرس الثوري الإيراني: "إن السبب الوحيد لإزالة التهديد العسكري هو القدرة العسكرية والدفاعية وإلقاء الخوف والرعب في قلوب الأعداء مؤكداً على دور الحرس الثوري في الحفاظ على أمن البلد."

واعتبر خامنئي أن الكلام عن رفع التهديدات عن البلد سببه المفاوضات الدبلوماسية أو الكلام عن وجود صلة بين التقدم والتنمية وبين التخلي عن التطور العسكري كلام خاطئ يجري على لسان بعض المسؤولين.

جاءت تلك التصريحات رداً على كلام الرئيس روحاني قبل شهر عندما أكد على أن أحد إنجازات الاتفاق النووي هو رفع التهديد العسكري وإلغاء احتمال التهديد العسكري ضد إيران، مضيفاً بأن الاتفاق النووي كان بمثابة لعبة فاز الطرفان فيها ولم يخسر أحد الطرفين وأنه إنتصار للدبلوماسية.

وتابعه الرئيس الإيراني الأسبق الشيخ هاشمي رفسنجاني بالقول بأن سرّ تقدم الألمان واليابان يكمن في تخليهم عن المشاريع العسكرية وحرمانهم من امتلاك الجيش والقوة الدفاعية.

وأشار المرشد الأعلى خلال كلمته الأخيرة إلى تصريح الشيخ رفسنجاني من دون ذكر اسمه قائلاً: إن البعض يقول إن سرّ تقدم الألمان يكمن في إلغاء الجيش والقوة الدفاعية ومن الصعب جداً أن نصدق بأن هذه الكلمات صدرت ممن نُسبت إليه، ولكن لو أن هذا الكلام صدر عنه فإنه خاطئ.

وأضاف آية الله خامنئي بأن سحب الجيش وترك المشاريع الدفاعية من قبل الألمان حدث بعد الحرب العالمية الثانية عندما وقعت ألمانيا تحت رحمة الدول المنتصرة، وإلا ليس هناك عاقل يرضى بإلغاء جيشه.

وهكذا يتضح بأن هناك اتجاهان في إيران، اتجاه يرى بأن سرّ تقدم البلاد هو الحدّ من تدخلات الحرس الثوري العسكرية وتقليص مفاعيله في الداخل والخارج لصالح الديمقراطية والتقدم أسوة بألمانيا واليابان، وهذا الاتجاه يمثله الرئيس روحاني والشيخ رفسنجاني والإصلاحيين، واتجاه آخر يرى بأن سرّ استتاب الأمن في البلد هو القدرة الدفاعية التي تمتلكها إيران، وهذه القدرة تأتي من الحرس الثوري والجيش، وليس هناك خيار آخر للحفاظ على أمن البلد إلا رفع المستوى العسكري والدفاعي للبلد.

ويبدو أن السجال بين الخطاب التقدمي والخطاب الأمني نابع من أن أحدهما يتطلع إلى المستقبل ويرى بأن إيران لن تصل إلى موقعها الذي تستحقه بين البلدان النامية من دون تقليص النفقات العسكرية الباهظة التي تتحملها واستبدال المشاريع التنموية بالمشاريع العسكرية، ولكن الطرف الآخر يستشهد بالماضي حيث هناك حرب استمرت 8 أعوام فرضته دولة جارة على إيران، ثم في السنوات الأخيرة بعد صعود داعش التي وصلت إلى عقر دار إيران، وكادت تغزوها لو لم تكن لإيران تلك القوة الدفاعية المتينة مما يجعل من الضروري الاستقواء بالعسكر لإزالة التهديدات.

وعلى أية حال إعتاد كل من المرشد الأعلى والرئيس الإيراني على جرّ خلافاتهما إلى السطح وتبادل الآراء عبر الاجتماعات العامة مع جمهورهما.