بعد أن أظهرت النتائج الرسمية للإنتخابات في جمهورية الغابون الديمقراطية فوز الرئيس الحالي علي بونغو بولاية جديدة، إندلعت أعمال عنف وشغب في البلاد بين قوات الأمن ومتظاهرين في العاصمة إحتجاجًا على إعادة إنتخابه، وأدت المواجهات إلى مقتل شخصيين وإصابة العشرات بجروح.
وأمام تكرار أعمال العنف والشغب في الغابون، يتخوف المجتمع الدولي من عودة سيناريو الرعب الذي وقع بعد الإنتخابات الرئاسية عام 2009 التي نظمت بعد وفاة عمر بونغو الأب الذي حكم البلاد مدة 41 سنة والتي فاز فيها الرئيس الحالي، الأمر الذي أدخل البلاد حينها في أعمال عنف دامية أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، ووضعت البلاد في حالة من التوتر بين النظام ومعارضيه الذين إنتقدوا سياسة ما يعتبرونه "توريث" الحكم في الغابون.
ففي جمهورية الغابون يترقب اللبنانيون الأجواء الداخلية بعدما هدأت مؤقتا أعمال الإحتجاج وما رافقها من أعمال عنف التي هزت العاصمة، حيث تلعب الجالية اللبنانية المقدّر عددها بـ8 آلاف شخص تقريبًا دورًا محوريًا في العجلة الإقتصادية الغابونية وأكثريتها الساحقة من جنوب لبنان وهي تعمل منذ عقود في ميادين البناء والتجارة العامة والصناعة وتصدير الخشب بصورة أساسية.
أسبوع وتصدر المحكمة الدستورية قرارها بتثبيت النتيجة أو بإعادة فرز الأصوات، وفي كلتا الحالتين، يتوقع عدد من المغتربين اللبنانيين بعض أعمال الإحتجاج الإضافية قبل أن تعود الأمور إلى الإستقرار الأكيد، وهذا ما يبقيهم في حالة إنتظار، قبل القيام بأي من الخطوات، لجهة البحث في مسائل التعويض، أو لجهة إعادة تنشيط أعمالهم التجارية.
فلا إحصاءات رسمية للأضرار التي لحقت بمصالح اللبنانيين، بعد إستهداف مؤسسات تجارية لبنانية خلال الإحتجاجات في الغابون.
حيث تعتبر الخسائر أقل بكثير من المخاوف التي شعر بها اللبنانيون فهي خفيفة نسبيًا، قياسًا بعدد أفراد الجالية اللبنانية وعدد الشركات والمصالح اللبنانية وحجمها الإقتصادي، ومن بين العائلات التي تضررت مصالحها: حرب، رسلان، دقدوق، فقيه، القزي، الحاج علي، الأخرس، نور الدين، جابر، شري، وآخرون، بحسب ما أفيد من معلومات.


وكأن النكبات والمصائب، هي قدر المغتربين اللبنانيين في أفريقيا، كالعادة كان المغتربون  الضحية دائما، فصرخاتهم وإن كانت وصلت الى آذان المسؤولين، إلا أنها لم تترجم إلا في تحركات خجولة تقتصر على المواقف والتصريحات من قبل المسؤولين اللبنانيين في وطنهم الأم، فالمواطنون في الغابون، يشعرون أنهم متروكين لمصيرهم في وسط هذه الأزمة.