قيل الكثير في مرحلة «الإنحطاط» الفنية التي تمر بها الأغنية العربية عمومًا ولا سيما الأغنية اللبنانية، وتباري الصحافيين في نقد فنان أقحم عبارات خالية من أي مضمون في أغنية «نشاز» أو فنانة راهنت على قدّها "جسدها" المتناسق وتمايلها المبتذل لتشبع عند الجمهور رغبة بعيدة عن أصول الغناء ومقاماته، لكننا أجمعنا أن هذه الفترة لا تعدو سحابة صيف وتمر، وأن الاغنيات التي تبدأ بالغرام الممجوج وتنتهي بالسلام عليكم لن تدوم أكثر من أسابيع أو شهور على أبعد تقدير وسرعان ما سيسقطها الجمهور من ذاكرته.
فالأغنية اليوم يمكن إختصارها بأغنية الجسد والإبتذال والإثارة والعري، رولا يموت، دانا، ميليسا، ريما ديب، ميريام كلينك وغيرهن كثيرات...
صارت العيون تسمع والبطون تطرب والغرائز تضرب على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، كما على المسارح وفي المهرجانات التي تسمى «كبيرة» وهي أصغر من حفل كان يحييه مطرب من الدرجة الثالثة في سنوات الماضية.
ولكي تصبحي نجمة لامعة عليكِ تخفيف الثياب لتأتي الصور مثيرة يبرز فيها الصدر بكل عنفوان مع شبه تنورة "قصيرة"، وطبعًا السيقان عارية، ولا تنسي التقدم إلى الأمام من أجل وضوح "التضاريس الخلفية". 
ثم يصل الدور إلى الحملة الإعلامية مع التصريحات، ومن المستحسن صدورها وأنت جالسة على السرير بغرفة النوم، كذلك من الأفضل إلغاء فكرة التصوير بالبانيو أو على حافة البيسين لأنها أفكار مستهلكة، ثم يحين موعد إختيار الكليب، ومش ضروري شي جديد، أي طقطوقة قديمة تفي بالمطلوب، كل هذا يحتاج الى وجود "الحربوق" مدير كل الأعمال والذي إختصاصه تقريب نجمة المستقبل من جمهورها الحبيب ومن "فانزاتها" الغوالي.
وعندما تتعرضين لموجة من الإنتقادات بسبب شبه الملابس قولي: إنه موسم الغناء بالجسد، فالمطربين في لبنان 90 في المئة منهم يغنون بالجسد، وإن أكثر الأغاني الرائجة في الظرف الحالي تتخذ منحىً جسديًا ما أفقد الفن سحره، خصوصًا بعد إنتشار ظاهرة البث المباشر، وهو أبعد ما يكون عن الفن.