منفردةٌ متميّزةٌ عن كلّ ما تسمعهُ في هذا العالم. صوتها الأيقونيّ يتّسعُ لمليون قصيدة إذا لم نقل أكثر.

تجمعُ الروحانية والوجدانية في خضمِّ صوتِها الناعم الذي تربّى معها بالفطرة، فكانَ كالعاصي متصاعدًا وجاريًا كدفقِهِ الغزير من بقاع الأرض حتى الشمال. إنها ماريان علوان، تلميذة الطب البشري في الجامعة اللبنانية. هذا الصوت الصّاخب بدفء الطرب القديم حيث ترى فيه سيد درويش وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، ونجاة ووردة في آن معًا. ماريان التي لا يزيد عمرها عن ٢٢ ربيعًا تقود بصوتِها فكرًا موسيقيًّا عظيمًا من الزّمن الجميل وتختزلُ بِعُربها حقبًا موسيقيّةً خلّدتها الأسطوانات القديمة في لاوعي السّامعين. ماريان اليوم تقدّمُ عملًا جديدًا مع العازف والمؤلف الموسيقي لوكاس صقر الذي قامت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية بعزف مقطوعته الموسيقية بقيادة الرئيس السابق للمعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) الراحل وليد غلمية. يدمج لوكاس وماريان في هذا العمل "جMazee" أغاني "جوليا بطرس" بأسلوبٍ نادرٍ وجذّاب، استطاع أن يجذب الجمهور الشاب لما يحملُهُ من رقّيّ موسيقيّ وهدوء كلاسيكي حيث تبدأ الأغنية التالية بنفس الكلمة التي تنتهي بها الأغنية السابقة وأحيانًا النوتا نفسها. عوّدتنا ماريان علوان على المفاجآت الفنية في مجالاتٍ موسيقية عديدة، نذكرُ منها مسرحية القديسة رفقا للفنان جورج خباز، كتاب وCD "أرمن الأحياء" في الذكرى المئوية على المذبحة الأرمنية للشاعر هادي مراد، أضف إلى ذلك فقد كانت ماريان من المدعوّين إلى الصرح البابوي في روما مع جوقة القديسة رفقا بقيادة الأخت مارانا سعد، فضلًا عن تراتيل خاصة بعيد الميلاد المجيد على قناة الLbc.

وكذلك لوكاس الذي تعود له فكرة هذا ال"جMazee" فهو تخرّج من جامعة القديس يوسف بعد أن حاز في العام ٢٠١٢ إجازة في إدارة الأعمال. وفي العام ٢٠١٣، حاز لوكاس أيضًا إجازة في الصولفيج من المعهد الوطني العالي للموسيقى، هو حاليًّا في صدد التحضير لشهادة في العزف على البيانو. هذا ويتابع لوكاس دراساته العليا في النظريات والكتابة الموسيقية.

ماريان طبيبة المستقبل، ربما بصوتها الراقي تقدّم شفاءً روحيًّا لمن في نفسِهِ داءٌ ومرض. كم من الأطباء اليوم يمتلكون هذا الحس الفنّي الراقي! نتمنى من موقع شباب لبنان الجديد التوفيق لماريان في أعمالها القادمة ونهنّئها على الغلاف الجديد لجوليا بطرس الذي قدمته مع الموسيقي لوكاس صقر.