دعا الجنرال رحيم صفوي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني ومستشار المرشد الأعلى إلى تخفيف التوتر مع المملكة السعودية وعدم الانجرار إلى الصراع معها إطلاقاً وذلك خلال كلمة له في مركز التعليم والدراسات التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

وقال صفوي إن إيران لها منافسة في مجال الخليج الفارسي وهي المملكة السعودية ويبدو أن الأمريكان وربما الصهاينة يرغبون في جرها إلى الصراع مع إيران. ولكن ينصح صفوي الحكومة بتعزيز العلاقات مع الجيران العرب وخص عمان والكويت وقطر بالذكر وفيما يتعلق بالعلاقة مع السعودية نصح صفوي بالمداراة مع السعودية وعدم تصعيد التوتر معها.

ورأى مستشار المرشد الأعلى بأن السلم والأمن واليد العليا في الخليج هي لإيران وحتى الأمريكيون يعرفون هذه الحقيقة جيداً وفق رأيه. وأضاف بأن السعوديين منزعجون من ارتفاع الدور الجغراسي الإيراني ويلقون على إيران مسؤولية فشلها في سوريا والعراق ولبنان وحتى اليمن، بينما الفشل السعودي يعود إلى سياسياتها غير السليمة وبيعهم السلاح بأموالهم النفطية، فضلاً عن أن إيران أظهرت حتى الآن وانتهجت سياسة ضبط النفس. وأثارت تصريحات مستشار المرشد الأعلى تلك والتي كانت مختلفة عن الإتجاه السائد في إيران استياء المحافظين المتشددين الذين يرغبون في تصعيد التوتر مع المملكة السعودية، مما اضطر الجنرال صفوي إلى التراجع عن موقفه السابق بعد يومين، واستخدم لهجة تهجمية ضد المملكة خلال زيارته أعضاء مكتبه بمناسبة عيد الأضحى قائلاً : إن سبب هزائم السعودية في سوريا واليمن والعراق يكمن في سياسياتها الهمجية ومراوغة حكامها الشباب والمراوغين الذين تحكموا على المملكة. وعاود صفوي الحديث عن تدافع منى الذي ذهب ضحيته آلاف من الحجاج وتملصت المملكة السعودية عن تقديم اعتذار بسيط لعائلات الضحايا وفق الجنرال صفوي.

وكرّر الجنرال فقرات من الرسالة الأخيرة التي وجهها المرشد الأعلى السيد الخامنئي للحجاج قبل أسبوع، والتي استخدم الأخير فيها لهجة شديدة للغاية ضد السعوديين. وفي نفس الوقت أشار الجنرال صفوي إلى أن اتخاذ القرارات للسياسة الخارجية يتم وفق المبادئ التي يحددها المرشد الأعلى ووفق تلك المبادئ انتهج النظام سياسة ضبط النفس تجاه السعودية ولكن يجب على الشباب الذين يحكمون السعودية أن يعرفوا بأن لصبرنا حدود. وبينما يتجه جميع المواقف الرسمية في إيران نحو التصعيد مع السعودية خاصة بعد حرمان الإيرانيين من الحج وخاصة فتوى التكفير الذي أصدرها مفتى السعودية ضد الشيعة الإيرانيين باعتبارهم مجوساً وليس المسلمين، يبدو أن تصريح الجنرال صفوي يُعتبر إبحار ضد التيار وأنها موقف دبلوماسي بامتياز يعبر عنها قائد سابق للحرس الثوري.

لا شك في أن البلدين لا خيار لديهما إلا الاعتراف بدور الآخر وعدم السعي لألغائه وهذا ما يريد مستشار المرشد الأعلى التعبير عنه ولو أنه يصعب عليه الإفصاح عنه.