أشارت الكاتبة آن أبليبوم إلى الكيفية التي يمكن لروسيا من خلالها إحداث كارثة فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة الأميركية، وقالت إن هناك خطة سرية روسية لتعطيل هذه الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وأوضحت في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الولايات المتحدة تحقق في خطة روسية سرية لاختراق نظام الانتخابات، واستدركت بالقول إن هذه الأنباء بدأت تتكشف، مما يدل على أنها لم تعد سرية.

وقالت إن طبيعة هذا السيناريو الذي قد تتبعه روسيا يحتاج إلى توضيح، وخاصة في ظل كون معظم الأميركيين غير مدركين لطبيعة هذه اللعبة الخطيرة التي لم يعهدوها فيما مضى، في ظل عدم متابعتهم الأخبار السياسية المتعلقة بأوروبا الوسطى أو أوكرانيا غالب الأحيان.

وقالت إنه قياسا على ما تقوم به روسيا من تكتيكات في بلدان أخرى، وعلى افتراض أنها ستلعب نفس الدور هذه المرة في الولايات المتحدة على مستوى أكبر أو أقل، فإن الولايات المتحدة قد تكون خلال الشهرين القادمين مسرحا لبعض التوقعات.

توقعات
أولا: سيبقى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب يكرر تصريحاته المتمثلة في أن "الانتخابات مزوة" وأن "استطلاعات الرأي كاذبة" وأنه لم يتم إحصاء الشعب، وأن الآلات الإعلامية الفاسدة القريبة من المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تتواطأ لمنعه من تولي المنصب.

ثانيا: ستواصل روسيا توزيع ونشر المواد التي سبق أن حصل عليها قراصنتها، وهاجموا من خلالها عددا من المؤسسات الأميركية الهامة. وأن الهدف لن يكون مجرد تشويه سمعة هيلاري كلينتون وحدها، بل العملية الديمقراطية الأميركية برمتها.

ثالثا: سيحاول القراصنة الروس اختراق نظام التصويت في الولايات المتحدة في يوم الاقتراع أو قبله، وربما يكون هذا أمرا ممكنا إذا عرفنا أن القراصنة استهدفوا بالفعل أنظمة تسجيل الناخبين في ولاية إلينوي وولاية أريزونا، وسط توجيه مكتب الاتحاد الفدرالي أصابع الاتهام إلى روسيا.

رابعا: سيحاول الروس العبث في الانتخابات الأميركية في محاولة من طرفهم لدعم ترامب وفوزه، أو ربما يحاولون تزوير الانتخابات لصالح كلينتون نفسها، وبالتالي ترك العديد من الأدلة التي تنكشف لاحقا، مما يؤدي إلى تدمير العملية الانتخابية برمتها.

خامسا: وعندما يتم الكشف عن عمليات التزوير المحتملة أو المفتعلة، فإن وسائل الإعلام ستشهد حالة من الهستيريا، وذلك بالإضافة إلى التحديات القانونية والتجمعات الجماهيرية الحاشدة، مما يشكل أزمة دستورية، فينشأ الإرباك وتدبّ الفوضى في البلاد، ويتم تقويض مكتب الرئاسة، وبالتالي انطلاق المسيرات بحيث يكون ترامب هو الرئيس في نهاية المطاف.

سادسا: بيد أن الاختراق قد يفشل، وقد لا يحصل من الأصل، لكن ما الضير في أن تحاول روسيا هذه اللعبة الكارثية.
سابعا: وإذا فاز ترامب، فبها ونعمت، وأما إذا فشل، فإن الأمر سيعود عليه بالمال إذا أنشأ شركة إعلامية من خلال التركيز على نظرية المؤامرة. وأيا ما قد يحدث، فإنه سيترك انعكاساته على العملية السياسية والديمقراطية في الولايات المتحدة والعالم.


الجزيرة