قالت وسائل إعلام إيرانية أمس أن حزب الله وبمساعدة قوات إيرانية من الحرس الثوري أنهى الإستعدادات اللازمة لشنّ عملية واسعة جنوب سوريا تهدف إلى ملاحقة المسلحين في المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل .
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية تخوفها من وصول قوات من حزب الله إلى الحدود والميلشيات الشيعية المدعومة من إيران والجيش السوري إلى حدود القنيطرة  على بعد 2 كم من حدود الجولان، تحت قيادة ضباط من الحرس الثوري الإيراني المجهزين بالدبابات والمدفعية.
وتحدثت إسرائيل عن اندفاع حزب الله ومسعاه إلى فتح جبهة حربية ثانية ضد إسرائيل، التي كانت قد ظهرت سابقا مع بداية الأزمة السورية. 
وبررت الصحف الاسرائيلية اندفاعة الحزب الجديدة بوجود معنويات عالية بعد نجاح  الحزب وحلفائه في العمليات العسكرية في كليات حلب العسكرية، وقطع خطوط إمداد المعارضة من تركيا. وهذا ما دفع بعض وحدات الحزب إلى التوجه من ساحة حلب إلى جبهة القنيطرة في جنوب سوريا لمواجهة الحدود الإسرائيلية.
وقالت مصادر إسرائيلية أن قوات تابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني  شوهدت عندما وصلت إلى مدينة البعث وخان أرنبة، وهما قاعدتا الجيش السوري الرئيسيتان في الجولان السوري، مع الدبابات والمدفعية الثقيلة. وتم التقاط تحركاتها للمرة الأولى في القنيطرة مع نشر بطاريات المدفعية ذاتية الدفع الثقيلة 19 KS، وهي مدافع روسية مضادة للطائرات تستطيع أن تضرب أهدافاً بمدى 21 كم مع قدرة على إطلاق 15 قذيفة في الدقيقة الواحدة. ويتوقع أن يكون هدف الحزب الجديد هو السيطرة على الحمدانية، التي تبعد كيلومترين عن حدود إسرائيل.

هذه التطورات دفعت المحللين الإسرائيليين إلى التساؤل عن موقف إسرائيل من احتلال الأراضي على طول حدودها الشرقية بعد الرسالة التي مررتها إلى روسيا سابقاً بمنع الحزب من الاقتراب من الجولان، وهل ستقوم إسرائيل بعمل عسكري جدي لمنعه من الوصول إلى السياج الحدودي؟

وكانت الصحافة الأميركية قد تعاملت مع هذه التطورات بأهمية بالغة، باعتبارها دلائل تشير إلى أن حزب الله يستخدم الحرب الأهلية السورية للتحضير لصراع لا مفر منه مع إسرائيل. وتنبع هذه المخاوف في المقام الأول، من استخدام الحزب، في نظر الولايات المتحدة الأميركية، مرتفعات الجولان لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وأشارت صحيفة الواشنطن تايمز إلى أن الحزب، كالأطراف الأجنبية والمحلية المقابلة له، يستخدم الحرب الأهلية السورية لتحسين موقفه في سوريا، مذكرة بما نشره مركز الاستشارات الأمنية العالمية ستراتفور، في الولايات المتحدة في 6 نيسان الماضي، من أن الحزب أقام قواعد في الجولان وأجزاء أخرى من جنوب سوريا، بحيث صار يمتلك قوات عسكرية قوية في الميدان لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد برعاية إيرانية، خصوصاً أن "لا مجال لبقاء الأسد في السلطة، ما لم يسلم الجولان إلى إيران. وجهود الحزب هذه في توسيعه وترسيخه سيطرته في سوريا ستزيد في المستقبل". وهذا ما يحدث اليوم.

أضافت الصحيفة الأميركية أن روسيا سمحت للحزب بالحصول على الذخيرة والأسلحة من المستودعات الكبيرة في سوريا، مقابل الحصول على معلومات يستقيها الحزب من القتال على الأرض لاستخدامها في استهداف المتمردين خلال الضربات الجوية الروسية. ما قد يعيق جهود التسوية الأميركية- الروسية حول سوريا.