اعتبر المسؤول الاعلامي في تيار "المردة" المحامي سليمان فرنجية أن ما حصل في عرسال مؤخرا يثبت وبما لا يقبل الشك ما نبّه منه وزير الدفاع فايز غصن في وقت سابق عن عبور لـ"القاعدة" من عرسال، مشددا على أنّ هذه الجريمة لا تمت لتقاليد اللبنانيين بصلة وهي مطبوعة ببصمات "القاعدة".

وفي حديث لـ"النشرة"، أشار المحامي فرنجية إلى أنّ جريمة عرسال أصابت اللبنانيين بالصميم ومرتين، مرة من الزاوية الوطنية ومرة من الزاوية الانسانية باعتبار أننا نعيش واقعا لم نشهد له مثيل في تاريخ لبنان، لافتا إلى أنّ جريمة عرسال لم يعرفها لبنان حتى في عهد جمال باشا.

 

يحاولون ذرّ الرماد في العيون..
ورأى أنّ "ما حصل هناك لا ينم للدين بصلة لا للمسيحية ولا للاسلام"، معتبرا أنّ "كل من يتحدث عن استهداف لأهل السنة يحاول ذر الرماد بالعيون باعتبار أن السنة الذين نعرفهم سنة جمال عبد الناصر الجزار، ورشيد كرامي والملك فيصل وسليم الحص ورفيق الحريري الذين لطالما شكلوا صمام أمان للبنان وكانوا سبّاقين بالعمل المقاوم ولم يتمترسوا بطائفتهم بل جعلوها رأس حربة في الدفاع عن العروبة والاسلام بشكل عام"، وخلص إلى أنّ خروج النواب خالد الضاهر ومعين المرعبي ومحمد كبارة وغيرهم لاطلاق مواقف تتحدث عن استهداف لأهل السنة "ليست الا محاولة فاشلة لعدم الاقتصاص من المجرمين".
ولفت المحامي فرنجية إلى أنّ ما حصل في عرسال مجرّد عيّنة مما يحصل يوميا في سوريا، حيث الضحية الوحيدة هي الانسانية، داعيا قوى "14 آذار" لاعادة حساباتها باعتبار أن المرحلة باتت أصعب وأدق من مرحلة لتسجيل النقاط. وقال: "ما حصل في عرسال نتيجة تراكم سياسي باعتبار أن هناك فريقا معينا خرج من السلطة وفق قواعد اللعبة الديمقراطية وهو ومنذ ذلك الحين يحاول إحداث بلبلة في البلد من خلال إقحامنا بما يحصل إقليميا لادخالنا بإشكال مذهبي عميق يستفيد منه".


الجيش يتوجه إلى حيث يشاء دون التنسيق مع أحد
وحمّل المحامي فرنجية فريق "14 آذار" من هذا المنطلق المسؤولية المعنوية لما حصل في عرسال باعتبار أنّه حضّر للمجرمين أرضا خصبة للقيام بما قاموا به بعدما تمترسوا خلف طائفيتهم. وشدّد على أنّ "لفلفة الموضوع سياسيا غير ممكنة على الاطلاق باعتبار أنّ ما حصل ارهاب وبالتالي إذا كان هناك من يدعو للفلفة فذلك يعني أنّه إرهابي ومتعاطف مع الارهاب".
واعتبر المحامي فرنجية أن أمر اليوم الصادر عن قائد الجيش قطع الطريق على كل محاولات لفلفة الموضوع، لافتا إلى أنّه تضمن ما هو مناسب تماما للتعاطي مع المرحلة، وأوضح أنّ "الجيش اللبناني موكل حماية الوطن والمواطن ويحق له أن يتوجه الى حيث يشاء من دون التنسيق مع أحد وهذا ما يفعله وسيفعله دوما وعلى الجميع أن يدرك ذلك تماما".

 

"قوم حتى اقعد محلك"
وفي سياق متصل، اعتبر المحامي فرنجية ان تعاطي رئيس تكتل "لبنان أولا" سعد الحريري مع الواقع السياسي الحالي تعاط غير صحيح ولا ينمّ عن رجل دولة، باعتبار انّه لا يتعاطى مع الملفات بموضوعية وعلمية بل وفق منطق "قوم حتى اقعد محلك"، وقال: "على الحريري أن يستوعب ان لبنان يتعرض لأبشع غزوة من المنظمات الأصولية وبالتالي عليه ان يكون على مستوى هذه المرحلة".
وختم المحامي فرنجية قائلا: "كما على السلطة السياسية بدءا برئيس الجمهورية وصولا للحكومة ان تبقى على مستوى هذا الحدث الأليم بما يحمل من دلالة عميقة على ما يتربص له الآخرون للبنان ما يعني انهم امام مسؤولية تاريخية في حال كان مصير ما حصل كسابقاته من ملفات التطاول على الجيش".